تحتضن المكتبة الوطنية الجزائرية، معرضًا وثائقيًا مميزًا حول القارة الإفريقية، والذي تزامن مع فعاليات معرض التجارة البينية الإفريقية، ويقدّم المعرض للزوار فرصة استكشاف تاريخ وثقافة إفريقيا عبر مجموعة متنوعة من الوثائق القيمة، تشمل كتبًا ومجلات ودوريات، بالإضافة إلى أرشيف صحفي يوثق المحطات التاريخية والسياسية والاقتصادية للقارة.
يتواصل معرض “افريقيا في الواجهة” إلى غاية 15 سبتمبر الجاري، حيث يتيح الاطلاع على مواد رقمية وإلكترونية ووسائط سمعية وبصرية نادرة، فضلاً عن صور وخرائط تسرد مسارات إفريقيا عبر العصور، وتبرز التعددية الثقافية والجغرافية التي تتميز بها.
ويعكس المعرض الدور الحيوي للمكتبة الوطنية كمؤسسة لحفظ الذاكرة الوطنية وتعزيز التواصل الثقافي والفكري، مسلطًا الضوء على ثراء إفريقيا التاريخي والمعرفي وأهميتها الاستراتيجية في التبادل الحضاري والاقتصادي. كما يشكل المعرض فضاءً للتأمل في الروابط التي تجمع الجزائر بالقارة السمراء، من خلال استعراض محطات التعاون والتبادل التي أسهمت في تعزيز التضامن الإفريقي عبر التاريخ.
ولا يقتصر المعرض على تقديم محتوى معرفي، بل يسعى أيضًا إلى إثراء تجربة الزوار وتحفيز الباحثين والمهتمين على فهم أعمق للتحولات التي شهدتها إفريقيا، ودورها المتنامي في الساحة الدولية، كما يمثل المعرض الفني جسراً للتواصل بين الماضي والحاضر، بين الثقافة والاقتصاد، وبين المعرفة والذاكرة الوطنية، مؤكدًا على أهمية الربط بين الثقافة والتنمية.
وبتنظيم معرض “افريقيا في الواجهة”، تؤكد المكتبة الوطنية الجزائرية حرصها على الانفتاح على القضايا الكبرى الراهنة وتجسيد دور الثقافة في مرافقة الديناميكية الاقتصادية والسياسية التي تشهدها القارة الإفريقية. كما يكرّس المعرض فكرة أن بناء المستقبل لا ينفصل عن الذاكرة والمعرفة، وأن الثقافة تظل الجسر الأقوى لتعزيز التكامل بين شعوب إفريقيا.