احتضن المركز الثقافي لجامع الجزائر، فعاليات “معرض الفن الإسلامي”، الموسوم بـ: “حُسن”، والذي يكرّس مكانة جامع الجزائر كفضاء جامع بين العبادة والثقافة، وواجهة للاحتفاء بروائع الفن الإسلامي، وذلك من خلال ما تميز به من مشاركة محلية وعربية واسعة، يرسخ حضور الفن الإسلامي كجسر للتواصل الثقافي وإحياء للهوية الروحية المشتركة.
شكّل المعرض الذي عرف اقبالا لافتا لزوار جامع الجزائر، ومرتادي فضائه الرحب، فرصة للتقرب من أسرار جماليات الخط العربي وفن المنمنمات والزخرفة الإسلامية. كما أتاح للزوار فضاءً للتفاعل المباشر مع الفنانين والخطاطين، وإثراء النقاش حول رمزية هذا التراث الذي يجمع بين البعد الجمالي والدلالات الروحية العميقة.
ضمّ معرض “حُسن” أزيد من 200 لوحة فنية، جسّدت تنوع المدارس والأساليب في فن الخط والزخرفة والمنمنمات الإسلامية. شارك في إنجازها فنانون بارزون من مختلف ولايات الوطن، إلى جانب حضور مميّز لفنانين عرب، على رأسهم ممثلون عن جمهورية مصر العربية، بما يعكس البعد الدولي للتظاهرة وجعلها جسرًا للتواصل الثقافي والفني بين الشعوب.
ومن بين الأسماء البارزة المشاركة: محمد بن قانيف، امحمد صغار باتي، ومحمد شكال، إضافة إلى تخصيص ركن خاص لتجربة الفنان الراحل عبد الكريم بالجي، أحد أبرز الخطاطين الجزائريين، حيث جاءت لوحاته المعروضة تكريمًا لمساره وإسهاماته الكبيرة في خدمة الخط العربي وصون أصالته.
بذلك، شكل معرض “حُسن” محطة فنية وروحية متميزة، جمعت بين عبق التاريخ وإبداع الحاضر، مؤكداً مكانة جامع الجزائر ليس فقط كصرح ديني للعبادة، بل كمنارة ثقافية تحتفي بالفن الإسلامي، وتبرز القيم السامية للحضارة الإسلامية التي توائم بين الجمال والإيمان، وبين الإبداع والرسالة.