في إطار حرصها المتواصل على تثمين الذاكرة الوطنية وتكريس الثقافة التاريخية عبر الفن، أعلنت مديرية الثقافة والفنون لولاية سكيكدة عن انطلاق تصوير مشاهد من الفيلم السينمائي الجديد «نضالهن»، وذلك بغابة «تيزغبان» ببلدية أولاد عطية، في عمل يندرج ضمن الرؤية الثقافية الهادفة إلى تسليط الضوء على صفحات منسية من نضال المرأة الجزائرية إبان الثورة التحريرية المجيدة.
ينجز المشروع الفني تحت رعاية والي سكيكدة، وبدعم مباشر من مديرية الثقافة والفنون، ليكون شاهدا سينمائيا على نضال نساء جزائريات لم يحملن السّلاح بالضرورة، لكن حملن عبء الوطن في أقسى الظروف، فكنّ الممرّضات والمعينات، اللّواتي أسهمن في استمرار الحياة وسط الحرب.
الفيلم من إخراج المبدع أحمد رياض، وسيناريو الكاتب حمزة محمد فوضيل، ومن إنتاج بلقاسم حجاج، يستلهم قصته من سيرة المجاهدة البطلة «حدة»، التي كرّست حياتها لتكوين فرقة من الممرضات الميدانيات، حيث كنّ يجبن الجبال والغابات لإسعاف الجرحى، متحديات الخوف والموت والحصار.ويتجاوز العمل مجرد التوثيق لوقائع تاريخية، ليغوص في العمق الإنساني لنضال المرأة الجزائرية، في لحظات فارقة من الكفاح، مستلهما أيضا ملامح من سيرة المجاهدة «أمينة شراد»، التي جسّدت بمواقفها دور القيادة النسوية في قلب المعركة، بكل ما تحمله من شجاعة وبصيرة وتضحية.
ومن خلال هذا العمل، تسعى مديرية الثقافة والفنون لولاية سكيكدة إلى دعم كل مبادرة فنية جادة تلتزم بروح الهوية والوفاء للذاكرة الوطنية.
فـ «نضالهن» ليس مجرد عمل فني، بل هو وثيقة تسرد ما غاب عن كثير من الكتب، وتعيد الاعتبار لأولئك النسوة اللواتي كن قلب الثورة النابض في صمت.
وقد تمّ اختيار مواقع تصوير واقعية عبر عدد من ولايات الوطن، بما يعزّز الصدق الفني والوفاء للأماكن التي احتضنت هذه الملاحم، لتكون الصورة قريبة من الحقيقة، والسينما في خدمة التاريخ.
واعتبرت مديرية الثقافة والفنون لولاية سكيكدة هذا المشروع إضافة نوعية للمشهد الثقافي الوطني، وتجسيدا ملموسا لأهمية توظيف الفن في صيانة الذاكرة، وتقدير نضال المرأة الجزائرية.