طباعة هذه الصفحة

البروفيسـور ميلود بوخال لـ”الشعـب”:

الترجمــة جسـر للتواصـل.. لا مجـرد عملية آليـــة

محمد أمين سعيدي

أكد البروفيسور ميلود بوخال أن الترجمة في عصر الذكاء الاصطناعي باتت قضية نقاش واسعة، ليس فقط بين المترجمين والباحثين، بل بين القراء العاديين الذين يعتمدون على التطبيقات لترجمة نصوصهم اليومية.

قال بوخال، أستاذ في نقد الترجمات، إنه يمكن اليوم ترجمة صفحات كاملة في ثوانٍ معدودة بضغطة زر، وهو ما كان حلماً قبل سنوات قليلة. لكنه أضاف أن هذه السهولة تخفي تحديات كبيرة، فالترجمة ليست مجرد نقل كلمات بل فهم وتأويل للسياق والثقافة، وهو ما تعجز عنه الآلة أحيانًا. وأوضح أن النص الأدبي على سبيل المثال لا يمكن اختزاله في معادلة لغوية، لأنه يحمل صورًا بلاغية ورموزًا قد تضيع بالترجمة الحرفية.
وأضاف أن التحدي الآخر ذو بعد أخلاقي: “ماذا لو اعتمد مستشفى أو محكمة على ترجمة آلية ووقعت أخطاء؟ من يتحمل المسؤولية؟ الإنسان أم الآلة؟”. كما أشار إلى البعد المهني والاقتصادي، حيث يخشى المترجمون من تراجع قيمة عملهم مع انتشار الترجمة الآلية، فيما يرى آخرون أنها أداة تعزز كفاءتهم وتسرّع إنجازاتهم مع بقاء دورهم حاسمًا في المراجعة وضمان الجودة.
وتطرّق إلى أبعاد بيئية وديمقراطية، قائلاً إن الخوادم التي تشغّل أنظمة الذكاء الاصطناعي تستهلك طاقة هائلة، ما يثير أسئلة حول أثرها البيئي، إضافة إلى التكلفة العالية التي قد تجعل هذه التقنيات حكرًا على الشركات الكبرى، فتصبح الترجمة سلعة تجارية خاضعة لمصالح السوق بدل أن تكون وسيلة للتواصل الإنساني.
وختم بوخال بالقول إن الحل لا يكمن في رفض الذكاء الاصطناعي بل في التعايش معه بوعي، بحيث توفّر الآلة السرعة والتنوع، ويبقى الإنسان وحده القادر على الفهم العميق والتمييز، ما يجعل مستقبل الترجمة مرهونًا بالتوازن بين التكنولوجيا واللمسة الإنسانية حتى تظل جسراً للتواصل بين الشعوب.