طباعة هذه الصفحة

الأديب حركاتي لعمامرة

الرسائـل.. ذخائر تعـين علـى مقاربـة الأعمال الأدبية

أمينة جابالله

 يقول الأديب حركاتي لعمامرة أن الرسائل الأدبية، هي تلك الرسائل التي يرسلها أديب إلى أديب آخر مناقشاً إيّاه أو متحدثاً معه في قضية أدبية أو عن خبرته في عصر من العصور، معتبرا أدب المراسلات أو أدب الرسائل من أشهر أنواع الأدب وأكثرها رواجاً، ويعود ذلك إلى أن تلك الرسائل تكشف عن جوانب خفيّة من شخصية الأدباء وتوثّق لحظات من حياتهم لا يعرفها القرّاء.

وفي تصريح لـ«الشعب” قال حركاتي “إذا عدنا إلى الوراء قليلا لنستقي من أدب فن الرسائل في الجزائر، فإننا سنجد له أصوله، فقد خصص الأمير عبد القادر ـ على سبيل المثال - كتابا لهذا الفن، إضافة إلى رسائل الشيخين عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي”.
ويرى محدثنا أن هذا الفن أدى دوره في زمن الرسائل المكتوبة والتي كانت تحتوي على صفحات وصفحات، أما في الزمن الحاضر فإن وسائل التواصل الحديثة قد أثرت كثيرا على ذلك، فأصبحت الرسائل الإلكترونيّة قصيرة والهدف منها إيصال المعلومة في زمن قصير وبأسرع ما يكون، ليتقزم دور الرسالة التي أصبح تداولها ينحصر في محيط ضيق جدا، ليتابع: “غير أن هناك من يتبادل هذا النوع من الرسائل في الجزائر سواء من الأدباء أو غيرهم، وقد تكون تلك الرسائل المتبادلة ضمن وسائل التواصل الاجتماعي في يوم ما من بين تلك الرسائل الأدبية التي تحظى بالطبع والنشر”.
كما أشار حركاتي، أن فن الرسائل الأدبية يعتبر كغيره من الفنون الأدبية المتداولة في محيط ضيق وهذا لخصوصية المجتمع الحديث، الذي تميز بالميل للصورة والصوت عن كل ما هو مكتوب، سواء كان فن الرسائل الأدبية أو أي فن أدبي آخر، وهذا ناتج عن التطورات الحديثة التي طرأت على المجتمعات المعاصرة.
كما أفاد في الختام بقوله “أتذكر أنني كنت في مرحلة شبابي خلال ثمانينيات القرن الماضي من رواد كتابة الرسائل، حيث كنت أتلقى رسائلا وأرسل أخرى لأصدقائي دون أن يصيبني الملل ولا التعب، بل كنت أتلذذ بقراءتها، وكانت الرسالة تحتوي على عدد كبير من الصفحات، ومن أبرز المراسلين في ذلك الزمن الأساتذة توفيق بوقرة وديداني رضا ولرباع حسين من ولايتي عنابة والطارف، الأستاذين خالد الخالد ويحيى باكير من سوريا الشقيقة وغيرهم كثيرون..، أما الآن فأغلب هؤلاء هم أصدقاء معي على شبكة التواصل الاجتماعي ولكن نتبادل رسائل مقتضبة في أغلب الأحيان أو بعض الصور فقط”.