طباعة هذه الصفحة

الروائـي والمترجـم محمد بوطغان

” الرسالــة” عنـد أهـل الفكـر والأدب.. مـن الثوابت

أمينة جابالله

يرى الروائي والمترجم محمد بوطغان أنه يمكن إدراج ما يتمّ تداوله عبر صفحات التواصل الاجتماعي من رسائل بين مختلف الكتاب والأدباء ضمن أدب الرسالة.

ذكر المتحدث، في تصريح لـ«الشعب” أن أدب الرسائل في الجزائر ما يزال يعرف انتعاشا عند أهل الأدب والفكر والثقافة، حيث إنه ما زال يرسل ويتلقى مراسلات قيمة ونصوصا من الفنون النثرية، مضيفا أنه غالبًا ما تكون تلك الرسائل عبارة عن أفكارً شخصية وعواطف وتجارب، وغالبًا تأتي على شكل ملاحظات وانطباعات ووصف الأماكن وثقافات وأشخاص جدد، ويتضمن الجزء الأكبر منها عادةً روايات عن مغامرات لأصدقاء حط بهم الرحال في بلدان مختلفة، لاسيما سرد اكتشافاتهم ولقاءاتهم مع ثقافات متنوعة.
وأفاد محدثنا قائلا: “بصفتنا أدباء في الجزائر على غرار الأدباء في العالم العربي، لا يمكن أن نمر على فن أدب الرسائل الذي ثبت لوجوده في كل المجتمعات تقريبا حتى في المجتمعات البدائية، بدون أن نمر على ما اطلعنا عليه من أدب الرسائل المعروف والمشهور فيما تناولته مي زيادة للعقاد وجبران خليل جبران أو ما كتبته غادة السمان.. وغيرهم من الشعراء والكتاب الذين عايشوها وتبادلوا معها الرسائل، أو رسائل تناولها وتداولها الشاعران الكبيران الفلسطينيان محمود درويش وسميح القاسم”، مضيفا أن هذه الرسائل في جودتها، في فنياتها، في المواضيع التي تطرحها، في النصوص وكيف أثثاها، تفوق بمراحل ما كتباه شعرا وما ألقياه في المنصات والمنابر عموما.
ويؤكد الكاتب بوطغان أن أدب الرسائل في الجزائر لن يموت، حيث إنه من الأدباء والكتاب من يبعث رسائله بخط يده أو على الحاسوب أو عن طريق الجوال، يرسلها للجهة التي يتمنى تبليغها بهواجسه، بعواطفه، بأفكاره وبانشغالاته، وكما جاء على حد قوله “ما نشاهده من نصوص مرسلة إلى جهات معينة أو غير معينة ضمن الفضاء الإلكتروني، عبارة عن رسائل، وما هو موجود فيها لا يخرج عن إطار أدب الرسائل”، فالرسالة ـ يضيف - هي عبارة عن مضمون خطاب يوجهه طرف إلى طرف آخر ويتمنى أن يصله كما يريده، لذلك فأدب الرسائل باق ما بقيت الوسائط بين الناس وما بقي المبدعون.