طباعة هذه الصفحة

المخرج أحمد راشدي في حوار مع «الشعب»:

انتهيت من تصوير فيلم ''أسد الجبال كريم بلقاسم''

حاوره: سمير العيفة

أكد المخرج أحمد راشدي في حوار مع «الشعب» أنه انتهى منذ ما يقارب الأسبوع من تصوير فيلم «أسد الجبال كريم بلقاسم»، في محاولة الكشف عن هذا البطل من خلال عمل سينمائي يرقى إلى مستوى هذه الشخصية الوطنية، مشيرا إلى أنهم بصدد انجاز العديد من الأعمال السينمائية التي تتناول عظماء الثورة، ممن كان لهم الفضل في نيل الجزائر لاستقلالها.
ومن جانب آخر قال أحمد راشدي بأنه لابد من إعادة تلك الانطلاقة القوية التي ميزت السينما الجزائرية بعد الاستقلال، وسنوات السبعينيات، مؤكدا بأن الإرادة موجودة لكن تتطلب المزيد من العمل والإخلاص من أجل تجسيدها.

*الشعب: أحمد راشدي اسم ارتبط بأكبر الأعمال السينمائية التي جسدت ثورة التحرير الكبرى، كيف استقبلتم الدعوة إلى عنابة ضمن فعاليات الطبعة السادسة لمهرجان عنابة سينما؟

أحمد راشدي: أولا نشكر ولاية عنابة وخاصة مديرية الثقافة على هذه الالتفاتة والتي تذكرنا بمهرجان سينما (البحر الأبيض المتوسط) والذي توقف منذ سنوات.
هذا المهرجان الذي كان يهتم بسينما حوض البحر الأبيض المتوسط والذي توقف منذ سنوات، وكم كان ذلك محزنا في نفوسنا بعد أن كان مهرجانا ناجحا بجميع المقاييس، فنتمنى أن يكون مهرجان (عنابة سينما) طبعة جديدة لإعادة بعث سينما حوض البحر الأبيض المتوسط انطلاقا من هذه المدينة.

* ما هي علاقتك السينمائية بعنابة؟

- حقيقة عنابة هي القاعدة الخلفية للسينما الجزائرية، وخاصة السينما الثورية، فلا أحد ينكر الدور الكبير الذي كان يتقمصه الشرق الجزائري في الثورة الجزائرية، فعلى كل شبر من هذه المناطق الشرقية دارت العديد من الأحداث التي خلدت لتاريخ الثورة الجزائرية، كما أن العديد من الأفلام الناجحة التي تم إنتاجها أول عروضها كان بمدينة عنابة.
ففيلم «أبواب الصمت» أول عرض كان بهذه المدينة بعد أن تم إتمامه بتونس، حقيقة الجمهور العنابي يعرف السينما وتعرفه جيدا، كما لا يخفى على أحد أن أغلب الفنانين والمخرجين الكبار ينحدرون من أكبر الولايات الشرقية مثل قسنطينة وعنابة.

*ما هي أهم الأعمال السينمائية التي أشرفت عليها، وكانت مرآة عاكسة لشخصية المخرج الكبير راشدي؟

- بالنسبة للعمل السينمائي، ليس من حق المخرج أو الفنان أن يحكم على عمله بل الجمهور هو الذي يقرر ما إن كان العمل في المستوى المطلوب أم لا، لكن هناك أعمال حقيقة يعتز بها الإنسان من جانب أنها كانت متكاملة من جانب المضمون والأحداث، وعملت على توصيل رسالة تاريخية، كما أدت واجبا وطنيا، لأننا أيام الاستقلال كنا نرى أن الأعمال السينمائية الثورية هي واجب وطني نعتز ونفتخر به، وكان الدافع الوحيد ولا زال إلى اليوم هو حب الوطن.

* ما هو تقييمك للسينما الجزائرية في الوضع الراهن؟ وما هو مستقبل السينما الثورية في ظل هذا الانفتاح الكبير على الصورة ثلاثية الأبعاد؟

* لا أحد منا ينكر التراجع الذي شهدته السينما الجزائرية في السنوات الأخيرة، ما عدا بعض الأعمال المتفرقة، نحن نحاول جاهدين من أجل إعادة تلك الانطلاقة القوية التي ميزت الفن السابع بعد الاستقلال وسنوات السبعينيات، حقيقة الإرادة موجودة لكن تتطلب المزيد من العمل والإخلاص من اجل تجسيدها.
كذلك يتطلب من الجميع الإيمان بأن السينما هي النافذة الوحيدة التي تساعدك على توصيل رسالتك للآخرين، فما ساعد السينما الجزائرية على بلوغ مراتب متقدمة في السنوات الفارطة، أنها ببساطة نقلت واقعا بصورة صادقة وواقعية، لم تشوه التاريخ بل عززته.
نحن اليوم هنا من اجل النهوض بالسينما الجزائرية وإعادة أمجادها، لابد من تشجيع هذه المبادرات التي تهتم بالفن السابع.
الأفلام الثورية لم تمت، فتاريخنا الثوري حافل بالشخصيات الفاعلة، وبالأحداث القوية، التي لو كشفنا عنها لا يكفينا العمر كله لتجسيدها، فلا يخفى على أحد أن جيل الثورة لا يمكن أن يعيش معنا مئات السنين، فكل يوم نسمع خبر وفاة شخصية ثورية هامة، لذا لابد أن نسارع من اجل تجسيد شخصيات الثورة التحريرية وأحداثها، لأن جيل الثورة وشهاداته الحية في طريقها إلى الزوال، لابد أن نؤرخ لهؤلاء بأعمال سينمائية انطلاقا من شهاداتهم الحية.

* ما هي آخر أعمالك التي يمكن أن تخبر بها جريدة «الشعب»؟

- آخر الأعمال والتي تم إتمامها قبل أسبوع تقريبا، فيلم «أسد الجبال كريم بلقاسم»، هذه الشخصية الثورية السياسية، حاولنا جاهدين من اجل الكشف عن هذا البطل من خلال عمل سينمائي يرقى إلى مستوى الشخصية الوطنية، الذي قادت جزائر الثورة وافتكت الاستقلال من المستعمر الفرنسي افتكاكا.
التجربة جاءت برعاية المجاهد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وله كل الشكر والعرفان، لأنه أعطانا الفرصة من أجل تجسيد العديد من الشخصيات الثورية، على غرار فيلم «مصطفى بن بولعيد» والذي قمت بإخراجه ولعب دور سبطولته الفنان الواعد حسان قشاش، وكان الحقيقة انطلاقة مقبولة جدا، وعلى نفس الطريق نحن بصدد انجاز العديد من الأعمال السينمائية التي تتناول هؤلاء العظماء، ممن كان لهم الفضل في نيل الجزائر لاستقلالها، ونحن نحتفل بخمسين سنة من الاستقلال والعيش في كنف الحرية، من الواجب أن نرد الجميل لأولئك الذين دفعوا أعز ما يملكون حتى ننعم نحن بجزائر الاستقلال جزائر الحرية التي تدار بسواعد أبنائها من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب