طباعة هذه الصفحة

«شعر وذاكرة» في خمسينية الجزائر

مؤسسة فنون وثقافة تطلق مسابقة الكلمة المعبرة

سميرة لخذاري

كتابات حول التاريخ والهوية

جعلت مؤسسة فنون وثقافة شعار "شعر وذاكرة" موضوعا للدورة الحادية عشر لمسابقة الكلمة المعبرة، التي تزامنت هذه السنة وخمسينية الاستقلال، لتفتح المجال أمام المواهب من مختلف شرائح المجتمع وباللغات الثلاث  المتداولة في البلاد (العربية، الفرنسية الامازيغية) لإسالة حبرها وكتابة كلماتها حول تاريخ وحقائق وأحداث تتعلق بالذاكرة والهوية الوطنية.
تسعى مؤسسة فنون وثقافة، التي فتحت الأبواب أمام الإبداعات في مختلف الميادين والمجالات الفنية والأدبية والتي تصب في مجملها في وعاء الثقافة من خلال عديد المسابقات والفعاليات التي دأبت على تنظيمها، إلى ترقية الحس الأدبي ودعوة عشاق الكتابة الشعرية لإخراج أعمالهم وعرضها ومنحها المجال للظهور بما يعطيها دفعا والاستفادة من الأقلام البارزة وأصحاب الخبرة، هذه الأخيرة التي تعمل بدورها على صقل الإبداعات والكتابات بمختلف اللغات بما يضمن إضافة ايجابية للأدب والثقافة الجزائرية.
 وقد ارتأت ذات المؤسسة الثقافية من خلال مسابقة الكلمة المعبرة في عامها الحادي عشر أن يكون موضوعها هذه السنة "شعر و ذاكرة"، و ذلك بداية من ٢٧ جانفي و تستمر إلى غاية ٢٧ مارس، لتكون فضاء مفتوحا أمام جميع شرائح المجتمع وباللغات الثلاث المنطوقة في الجزائر: اللغة العربية ( الفصحى و العامية)، الأمازيغية والفرنسية، على أن ترسل الأعمال في صيغة ثلاث قصائد ممثلة في خمس نسخ مرفقة ببطاقة فنية تخص المتسابق تحمل الاسم، رقم الهاتف إلى العنوان "مؤسسة فنون و ثقافة لولاية الجزائر، مكتبة الشباب ديدوش مراد، ٤٠٣٨ ديدوش مراد - الجزائر" .
 ولانتقاء الأعمال الفائزة تعتمد مؤسسة فنون وثقافة على لجنة تقييم تضم أساتذة و أدباء مختصين في الكتابة الشعرية، وهذا بحثا عن إعادة المكانة المرموقة لعالم القافية الذي رافق الإنسان خاصة العربي منذ القديم، حيث كان لهذا الفن والأدب وقعا قويا في مختلف الأحداث، ليؤكد به مناضل الكلمة أن لهذه الأخيرة وقعا أكبر من وقع الرصاص.
 الملاحظ والمتتبع لنشاطات ومستجدات الساحة الثقافية على وجه العموم في الجزائر بمختلف مشاربها وأجناسها الأدبية والفنية، يكتشف القفزة المميزة التي مستها والعودة الموفقة لجمهور مختلف الميادين والتي تؤكد فترة النقاهة التي تعيشها عديد الألوان الثقافية بعد أن حاصرتها العولمة وفرضت على أبنائها أشياء غريبة ولا تمت بصلة بواقعهم وخصائص مجتمعهم وعاداتهم، ليبقى هذا الميدان الحي المعبر عن الهوية والشخصية الوطنية الإسلامية العربية في حاجة إلى تضافر المجهودات بين الجهات المختصة والمواطنين قصد التصدي للموجات المهددة لثقافتنا بهدف حمايتها من الاندثار والضياع وتنقيتها من الشوائب.