طباعة هذه الصفحة

الفنان نصر الدين شاولي لـ''الشعب'':

الطرب الأندلسي استرجع مكانته وسط تدفق الطبوع الأخرى

هدى بوعطيح

أكد الفنان نصر الدين شاولي في حوار مع ''الشعب'' أن الفن الأندلسي اليوم استرجع مكانته وسط العائلات الجزائرية والدليل الحضور الكبير خلال الحفلات التي ينظمها سواء شيوخ الفن الأندلسي أو مطربين من الجيل الجديد.
وأضاف شاولي بأن رواد الطرب الأندلسي فخورون بذلك، لأن الجزائريين أصبحوا يتذوقون الفن الأصيل، خاصة في ظل الاجتياح الكبير لعدد من الطبوع الغنائية، منها الرايوية التي كانت في وقت ما تستهوي جل الشباب الجزائري، في حين ـ يقول ـ بأن الشباب اليوم أصبحوا يميزون بين الفن الراقي والفن الذي يحمل كلمات لا تقدم أي رسالة   .
وقال نصر الدين شاولي، إنه يسعى دائما إلى الحفاظ على الموسيقى الأندلسية، حتى لا تندثر، وقال بأنه سجل جميع أغانيه وجمعها في ألبوم ضخم حتى يتركها للأجيال القادمة.
وأثنى شاولي على جهود وزارة الثقافة للحفاظ على هذا الموروث الفني، مشيرا  بأن هناك ميزانية خصصتها الوزارة مع الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة، للنهوض بالفن في الجزائر، مؤكدا بأن القائمين على رأس الثقافة يولون اهتماما كبيرا بالموسيقى الأندلسية والحوزي وحتى العروبي.
وأكد على ضرورة الحفاظ على تراث الأجداد الفني، من خلال إحيائه وإثرائه، وعدم تهميشه أو اعتباره كفن كلاسيكي، لا يحظى باهتمام العائلات الجزائرية.
وحول جديده الفني قال نصر الدين شاولي أنه يحضر للسنة الجارية ألبوما في طابع الحوزي سيتركه مفاجأة لجمهوره.
إلى جانب ذلك أكد شاولي أنه جد سعيد لمشاركته في حفل تكريم الشيخ الموسيقى الأندلسية الأستاذ محمد خزناجي، مشيرا إلى أن معرفته به تعود إلى سنوات، منذ أن كان في الجمعيات، حيث أخد عنه أصول الموسيقى الأندلسية.
وتمنى الفنان أن تكون هذه التكريمات تقليدا راسخا لرد الاعتبار للفنانين، مشيرا بأن مثل هذه المبادرات، هي على الأقل استذكار لعطاءاتهم الفنية، وتحية لما قدموه للفن الجزائري، لذلك ـ يضيف ـ علينا أن لا ننساهم وأن لا نضعهم في طين النسيان بمجرد أن يبلغوا سنا معينا، بل علينا أن نتذكر دائما عطاءهم، وقال بأن هناك من تناسى هؤلاء الفنانين، لذلك على الجيل الجديد أن يبقى وفيا لما قدموه لهم، وعلينا أيضا أن لن ننسى بأنهم قدموا لنا يد العون في خطواتنا الأولى في مجال الغناء..
للإشارة نصر الدين شاولي من كبار الفنانين الجزائريين الذين أثروا الفن الأندلسي بأعماله الراقية على مدار ٣٠ سنة، قدم خلالها عشرات الأغاني التي استهوت العائلات الجزائرية كبيرها وصغيرها، من بينها ''العطار'' ''زينك هولني''، ''قفطانك مفتوح'' و''ربي يا مجيب'' وغيرها من الأغاني.. ولم يكتف شاولي بإمتاع أبناء وطنه، بل نقل الطرب الأندلسي إلى ما وراء البحار، حيث أحيا عديد الحفلات في مختلف الدول الأوروبية، خاصة للجالية الجزائرية.