طباعة هذه الصفحة

دعا من سطيف إلى ترقية الثقافة الوطنية

ميهوبــــي: دعــــم الدولــــة سيوجــــه للأعمـال المسرحيــــة التي تحمــــــل نصوصــــا جزائريــــة

ندوة وطنية لتشجيع الاستثمار الخاص في الصناعة السينمائية والطباعة
سيستفيد تلاميذ المرحلة الابتدائية في مرحلة أولى وباقي الأطوار التربوية عموما وتدريجيا من بطاقات انخراط مجانية في المكتبات العمومية المحلية منها والرئيسية بالولايات «تشجيعا للقرائية والمطالعة»، حسب ما صرح به أمس الأحد بالعلمة (سطيف) وزير الثقافة عز الدين ميهوبي.
ودعا الوزير مسؤولي قطاع الثقافة بهذه الولاية خلال تفقده المكتبة الحضرية بالعلمة إلى الشروع فورا في تجسيد هذا الإجراء مع بداية الدخول المدرسي المقبل بالتنسيق مع مسؤولي قطاع التربية بالولاية حاثا على «خلق تواصل مثمر بين المكتبة والوسط التربوي».
وقال ميهوبي في هذا السياق خلال زيارة عمل قام بها إلى ولاية سطيف «سيمكن هذا الإجراء الأطفال من مطالعة و استعارة كتب من المكتبة القريبة بهدف ترقية رصيدهم المعرفي والثقافي.»
وتتسع مكتبة مدينة العلمة التي تقدمت أشغال إنجازها بنسبة 96 في المائة من لأزيد من 600 شخص دفعة واحدة بفضل عدد من المرافق التي تحتويها مثل المدرجات وقاعات المطالعة لمختلف الأعمار وذلك ذلك بفضل تخصيص اعتماد مالي بقيمة  130 مليون د.ج.
وأفاد وزير الثقافة بالمناسبة بأن الجزائر تتوفر حاليا على نحو 1100 مكتبة ما بين بلدية محلية حضرية أو رئيسية بمقرات الولايات فيما تتواصل الجهود - كما أضاف - من أجل تعزيز هذه الشبكة من المكتبات.
وفند السيد ميهوبي بالمناسبة مقولة أن «الجزائريين لا يقرؤون»، مضيفا بأنهم على العكس من ذلك «يقرؤون في فضاءات مغلقة».
وأعلن الوزير بأن تفكير جاري لإصدار «طبعات شعبية للكتب الصادرة في البلاد بأسعار معقولة حتى نمكن الكثير من الشباب وأفراد المجتمع ومحبي المطالعة و الثقافة من اقتناء الكتاب ومطالعته في ظروف مريحة.»
وبمقر المسرح البلدي لمدينة العلمة عاين الوزير جانبا من أشغال صيانة وإعادة تأهيل هذه التحفة الثقافية التاريخية التي تعود إلى منتصف ثلاثينيات القرن الماضي وهي الأشغال التي تطلبت 140 مليون د.ج  حسب ما ورد في الشروح المقدمة بعين المكان.
وحضر السيد مهيوبي بالمسرح البلدي للعلمة جانبا من مسرحية —حرب السموط— جمع سمط وهو الخيط الذي تعلق فيه الجواهر- للمخرج حبيب بوخالفة و تأليف عبد الرزاق قوادري هباز و «التي طرحت فكرة تراثية وظفتها بطريقة حداثية معاصرة» على حد تعبير الوزير الذي أشاد بهذا العمل الأول الذي ينتجه مسرح العلمة بعد إنتهاء عملية إعادة  تأهيله و صيانته.
ويشارك في العمل لمسرح العلمة الذي يسع 250 مقعدا 18 ممثلا أغلبهم من الهواة وذلك تجسيدا لعمليات تكوين يعرفها القطاع، حسب مسير هذا المسرح الذي يشغل أيضا منصب مدير الثقافة بالولاية السيد زيتوني عريبي.
وبذات المسرح صرح الوزير لـ وأج بأن « دعم الدولة سيوجه للأعمال المسرحية التي تحمل نصوصا جزائرية ومنها تلك المقتبسة من التراث الوطني  مشيرا إلى «أهمية إنشاء منظومة ثقافية وطنية متقاربة تجمع بين الكتاب والروائيين و كتاب السيناريو و المنتجين وغيرهم من المبدعين» بما يسهم —كما قال— في تطوير المسرح الوطني و ترقية الثقافة الوطنية بجميع مكوناتها.
ودعا السيد ميهوبي بالمناسبة جميع المؤسسات المسرحية في البلاد إلى تنظيم دورات تكوينية في مجالات الإخراج والكتابة والتمثيل وتقنيات الصوت والإضاءة، إذ «لا نستطيع تطوير أبو الفنون دون برامج و سياسات تكوين مستمرة «.
وكان وزير الثقافة قد استهل زيارته إلى ولاية سطيف صباح اليوم بتفقد مدى تقدم أشغال بناء القطب الثقافي بمدينة سطيف و تحديدا بالمنطقة الحضرية الجديدة «الهضاب» (شرق سطيف).
وسيضم هذا القطب المتربع على 20 هكتارا عددا من الهياكل الثقافية الهامة منها مقر لمديرية الثقافة ومسرحا جهويا و كذا فرعا للمكتبة الوطنية الذي ستنطلق أشغال إنجازه قريبا و مدرسة الفنون الجميلة التي ستستقبل بعد تسليمها 200 طالب منهم 80 في النظام الداخلي.
وكانت الأشغال في هذا المرفق الهام قد انطلقت سنة 2014 لتسجل حاليا نسبة تقدم ب 35 في المائة  حسب ما ورد في الشروح التي قدمت بنفس الموقع.
وبعين المكان أفاد الوزير بأنه جرى مؤخرا تشكيل لجنة تقنية لدراسة مراجعة مناهج التكوين في مدارس الفنون الجميلة بما سيسمح مستقبلا بإدخال تقنيات جديدة على غرار الرسم الضوئي و كذا استعمال الإنترنيت و التكنولوجيات الحديثة في الفنون التشكيلية و الجميلة عموما على أن تقدم نتائج أعمال هذه اللجنة بداية السنة المقبلة (2016) قصد مناقشتها مع وزارة التعليم العالي و البحث العلمي.
وفي مجال تشجيع الاستثمار في الحقل الثقافي أعلن السيد ميهوبي عن عقد ندوة وطنية الخريف المقبل من أجل دراسة شتى أوجه التحفيز على الاستثمار الخاص في المجال الثقافي ولاسيما في ميدان الصناعة السينماتوغرافية والطباعة.