طباعة هذه الصفحة

لنفض الغبار عن أعمالها الأدبية البعيدة عن القارئ

القاصة صفية كتو تعود بعد سنوات النسيان

سميرة لخذاري

تنظم الجمعية الثقافية الجاحظية اليوم وقفة تذكارية لروح الفقيدة القاصة والشاعرة صفية كتو باستضافة عدد من المثقفين للوقوف على أهم مراحل حياتها إضافة إلى تخصيص زيارة إلى جسر تيليملي بالعاصمة، أين فارقت الراحلة الحياة في ٢٩ جانفي ١٩٨٩ في انتحار غامض.
وتأتي مبادرة الجاحظية وفاء لالتفاتة عدد من الكتاب والإعلاميين الذين قرروا السنة الماضية إحياء الذكرى الـ٢٣ لوفاة الكاتبة صفية كتو، ونفض الغبار عن أعمالها الأدبية التي طويت الأوراق عنها وأصبحت بعيدة عن بيتها الأصلي الذي أثرته بشعر وقصة، وإعادة بعثها للحياة الثقافية بعد تهميش وإقصاء تعرضت له في سنوات النسيان.
ويتضمن برنامج نشاط ذات الجمعية الثقافية محاضرة حول حياة صفية بين الشعر، القصة، والصحافة، ينشطها كل من الإعلامي هنين إبراهيم، والكاتب الدكتور البشير خليفي، وكذا رئيس جمعية صفية كتو بعين الصفراء، مسقط رأسها التي ولدت فيها سنة ١٩٤٤.
كما يعكف المنظمون على تزيين حائط جسر تيليملي بمطبوعات تحمل قصائد الراحلة قصد التعريف بها والتأكيد على احتواء الجزائر على أسماء فنية وأدبية           كثيرة في حاجة إلى إعادة الاعتبار ، بهدف الوقوف عند الثراء الذي تزخر به الساحة الثقافية في مختلف أجناسها وميادينها، والتي ليست وليدة اليوم أو الأمس القريب، ليستكمل النشاط والوقفة التكريمية بقراءات قصصية وشعرية تشارك فيها نخبة من الشعراء وكتاب القصة من مختلف الأجيال الأدبية.
وتبقى مسؤولية التعريف بالأسماء الأدبية والفنية التي خدمت الثقافة الوطنية ساقطة على عاتق كل غيور على هويته وتراثه، فالمؤسسات الثقافية لها دورها، والأسرة الصغيرة هي الأخرى مسؤولة، دون نسيان الجمعيات الثقافية التي فتح لها الباب الواسع، حيث أنشئت عدة جمعيات تحمل أسماء شخصيات جزائرية في مختلف الميادين، ومن دورها تبني واعتماد مختلف وعديد النشاطات عبر القطر الوطني للتقرب أكثر وقبل كل شيء من شريحة الشباب، إضافة إلى وجوب العمل التكاملي مع كل الجهات الفاعلة بهدف إيصال وتحميل عقل الطفل الذي يعد اللبنة الأولى والركيزة الأساسية للحفاظ وترسيخ الثقافة على مر العصور مع ضمان بقاء التراث موجودا عند مختلف الأجيال المتعاقبة.
وولدت زهرة رابحي المعروفة في عالم الأدب والصحافة باسمئصفية كتو في الـ ١٥ نوفمبر ١٩٤٤ بمنطقة عين الصفراء بولاية النعامة، ومع بداية الاستقلال اشتغلت كمدرسة للغة الفرنسية ثم فضلت الانتقال إلى العاصمة لتعمل مع بداية السبعينات كمتعاونة في وزارة التربية والتعليم ثم موظفة مؤقتة في شركة تهتم بالفلاحة، ثم صحفية في وكالة الأنباء الجزائرية سنة ١٩٧٣.
وقد كتبت صفية كتو، التي رحلت في انتحار غامض، بالعربية والفرنسية منها ''صديقتي القيثارة''،ئ ومجموعتها القصصية ''الكوكب البنفسجي'' الصادرة سنة ١٩٨٣، وبدأت موهبة الكتابة عندها وهي في الخامسة عشر من عمرها، غير أن الكتابة الفنية كانت في عام ١٩٦٠ عندما بدأت تقدم قصائد عن الثورة والنضال في الثانوية، فكانت أول قصيدة نشرت لها بعنوان الجزائر قبل السنة الأولى للاستقلال، بينما بدأت تجربة القصة سنة ١٩٦٢، وكانت الكاتبة قبل رحيلها بسنوات أوضحت أنها بصدد كتابة رواية طويلة تتناول الواقع الاجتماعي، وأنها أنهت مسرحية بعنوان أسماء وقدمتها للإذاعة والتلفزة الجزائرية، وهو المشروع الذي لا يزال الكثير من محبيها يتساءلون عن مصيره إلى غاية الآن.