طباعة هذه الصفحة

المهرجان الدولي الـ12 للموسيقى الأندلسية والموسيقى العريقة

جمهور أوبرا الجزائر على موعد مع النغم الأصيل

منتدى المجاهد: أسامة إفراح

تنطلق سهرة اليوم الأربعاء بأوبرا الجزائر، فعاليات الطبعة الثانية عشرة للمهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العريقة، الذي يشهد مشاركة 12 دولة إلى جانب الجزائر. وفي هذا الصدد، نشّط محافظ المهرجان عيسى رحماوي ندوة صحفية أمس الاثنين بمنتدى «المجاهد»، عرض فيها برنامج التظاهرة التي تشهد المشاركة الأولى لثلاث دول، كما أشار إلى آثار ترشيد النفقات التي لم يواكبها تفاعل محسوس من القطاع الاقتصادي.

قسّم محافظ المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة، السيد عيسى رحماوي، فعاليات هذه التظاهرة إلى محاور، كان المحور الرئيسي فيها السهرات الفنية. وينتظر أن تتضمن كل سهرة ثلاث فرق، على عكس الطبعات السابقة التي كانت تضم فرقتين في كل حفل.
وستكون كل من روسيا، كرواتيا وأرمينيا حاضرة لأول مرة في المهرجان، حيث يقترح البرنامج الروسي على جمهور أوبرا الجزائر اكتشاف فنّ البلالايكا، أما الكروات فسيقدمون فنا تراثيا بما يحمله من توابل متوسطية، فيما تحضر أرمينيا من خلال المغنية أرزومانيان. وإلى جانب هذه الدول نذكر أيضا إسبانيا، مدغشقر، مصر، فرنسا، اليابان، تونس، تركيا، المغرب، وباكستان.
أما المحور الثاني للتظاهرة فهو الماستر كلاس أي المحاضرات الورشات التكوينية في مختلف الآلات الموسيقية، وقد اختير هذه السنة العمل على 4 آلات هي الكمان (آلتو) والعود العربي (المالوف) والرباب والكويترة، والهدف من هذه الورشات هوضمان تواصل الأجيال الصاعدة مع هذه الآلات، والاهتمام بالمواهب الشابة وتحسين قدراتها وتحفيزها، خاصة وأنه سيتم اختيار الأحسن من بين المتكونين في كل آلة لتقدم لهم جوائز.
ويتمثل المحور الثالث لهذه التظاهرة في معرض للوحات الفنان التشكيلي الخطاط صالح المقبض من غرداية، وبعد «موسيقى الحروف»، سيقدم الفنان هذه المرة معرض «مقامات الحروف»، من أعمال فنية سيكتشفها الجمهور في بهو أوبرا الجزائر. وبذات البهو، سيكون هنالك معرض للصناعات التقليدية، وهو ثمرة التعاون بين وزارتي الثقافة والسياحة، وهوالمحور الرابع في التظاهرة.
وعن هذا المعرض، قال ممثل وزارة السياحة السيد رضوان بن عطاالله، إن التراث التقليدي الجزائري لطالما كان ممثلا في مختلف طبعات المهرجان، من خلال الملابس التقليدية التي يرتديه الموسيقيون، أو الآلات الموسيقية التي يصنعها الحرفيون. ولكن هذا التراث سيظهر أكثر من خلال معرض يضمّ الخزف والفخار والنحاس والزرابي ومختلف الكنوز التقليدية الجزائرية، التي سيكون بإمكان الجمهور اقتناؤها أيضا.
وعن تأثر المهرجان بترشيد النفقات، قال المحافظ رحماوي إن المهرجان تأثر كغيره من المهرجانات بهذه التدابير، خاصة وأن الدورة السابقة قد نُظمت بصفر دينار. ووجّه رحماوي دعوة إلى المسيرين الاقتصاديين الذين يبدو أنهم «ما زالوا غير مقتنعين بتمويل الثقافة»، وهذا الأمر سيتطلب وقتا، يقول المحافظ، الذي أعطى مثالا على آثار التقشف بالجمعيات المشاركة: «في السابق كان اختيار الجمعيات المشاركة في المهرجان يعتمد على المسابقات، ولكن بسبب التقشف لم تُنظم المسابقات بين جمعيات الموسيقى الأندلسية، لذلك ارتأينا أن تشارك جمعية بعيدة جغرافيا ومنذ سنوات لم تنل فرصتها في المشاركة، وهي جمعية إشبيلية القادمة من سوق أهراس».
وفي هذا السياق، سألت «الشعب» رحماوي عن قيمة الدعم المادي الذي خصصته وزارة الثقافة للمهرجان هذه السنة، وإذا ما كان هذا الدعم كافيا في نظره، ولكنه أصرّ على عدم الإجابة، مكتفيا بالقول بأنه ضئيل. ولكن ذلك دفع فريق المهرجان إلى محاولة إيجاد طرق بديلة، وعلى سبيل المثال ستتكفل 8 دول بتكاليف نقل ممثليها، وهذا في إطار التعاون والتبادل الثقافي.
للإشارة، تنطلق السهرات على الساعة الثامنة ليلا، وتبلغ قيمة تذاكر الدخول 400 دينار، وسيشهد حفل الافتتاح المجموعة الوطنية النسوية لأوبرا الجزائر، ثم ممثلي دولتي كرواتيا وروسيا. أما حفل الاختتام، سهرة الإثنين المقبل، فسينشطه طلبة الماستر كلاس حيث يقدمون ثمرة تكوينهم على مدار المهرجان، إضافة إلى «ألحان الصحراء» وهو عرض لثنائي من بشار على العود والكمان، ثم عرض موسيقي تقليدي من باكستان، وأخيرا المجموعة الوطنية الأنلدسية لأوبرا الجزائر تحت قيادة سمير بوكردادة. وإلى جانب الموسيقى، يشهد الاختتام تكريم عازفة البيانو سليمة ماديني، وتكريم أسماء فنية بإطلاقها على دفعات الدورات التكوينية، حيث ستحمل دورة العود العربي اسم زواوي الفرقاني، والكويترة اسم محمد البحار، والرباب اسم مصظفى بلخوجة، أما دورة الكمان فستكون باسم مصطفى قزدعلي.