طباعة هذه الصفحة

في دورة تكوينية بمسرح قسنطينة

إرساء التقاليد وبعث الروح في فن «مسرح العرائس» من جديد

قسنطينة/ أحمد دبيلي

  يحتضن مسرح قسنطينة الجهوي «محمد الطاهر الفرقاني»، انطلاقا من اليوم، دورة تكوينية في مسرح العرائس يؤطرها الفنان «ياسين تونسي»، وتدوم الى غاية 3 مارس القادم. ويشارك في هذه الدورة التي أخذت طابعا وطنيا وتفتح آفاقا جديدة لفن» الماريونيت» كشكل من أشكال التمثيل والتعبير على خشبة المسرح، 25 متربصا من 15 ولاية:» النعامة، قالمة، عنابة، بجاية، برج بوعريريج، تمنراست، الجلفة، بسكرة، معسكر، سعيدة، باتنة، وهران، الجزائر، أم البوقي، الجلفة وقسنطينة».
 أكد الفنان «ياسين تونسي» في تصريح لـ «الشعب» عشية افتتاح هذه الدورة، أن هذا اللقاء هو مبادرة يتم تنظيمها لأول مرة في الجزائر ويحتضنها مسرح قسنطينة الجهوي، حيث اكتست هذه الدورة طابعا وطنيا يفسح المجال لتنظيم تربصات أخرى في المستقبل.
أضاف «تونسي» أن الهدف من هذه الورشة الوطنية المفتوحة، هو تلقين المتربصين كل التقنيات المتاحة في فن «الماريونيت» أو العرائس، وإرساء من خلال هذا اللقاء التقاليد التي نفتقدها في هذا الفن، فالتنويع في التقنيات هو الذي سيؤهلنا في التحكم في هذا النوع من أنواع التمثيل، مشيرا في ذات السياق أن كل مدارس التمثيل في العالم سواء كانت في أوروبا أو أمريكا تعتمد على تلقين مادة فن «الماريونيت» في برامجها وتلزم الممثلين على تعلم كل التقنيات وخاصة طريقة تحريك الدمى التي تعتبر عنصرا مهما في تكوين الممثل فالذي لا يستطيع أن يحرك لا يتحرك ـ كما قال ـ «يقصد الممثل» وعن محتوى برنامج هذه الورشة قال المتحدث: «إن برنامج «فن العرائس» يتضمن أصلا تقنيات «التصميم، التركيب والتحريك». وخلال هذا التربص الذي يصنف ضمن (الدرجة الأولى)، سنلقن المتربص بداية، تقنيات التحريك بالمشاهدة وماذا يفعل الممثل أمام الجمهور أو المتفرج من طرق لتحريك الدمى، وهي في الحقيقة تقنية احتكاك أو لمس مباشر للعرائس من أجل إيصال محتوى القصة الى المشاهد، كما نلقن المتربص أيضا بعض فنيات صناعة العرائس كمرحلة أولى».
 بخصوص الإقبال على التكوين في هذا النوع من الفن قال: «تونسي»: «هناك في الحقيقة اهتمام كبير ورغبة وهذا تجلى من خلال الطلبات الكثيرة التي وصلت إدارة المسرح، ففن العرائس شبه غائب في مجتمعنا، وما يعرض الآن لا يتعدى حيز التنشيط فقط، بل نحن نريد ان نعطي لهذا الفن ـ عن طريق هذا التكوين ـ البعد الفني الذي يستحقه كفعل مسرحي قائم بذاته وله دوره المميز على الركح، مثله مثل أي عرض فني آخر وما يؤكد هذا الكلام هي العروض التي تقدم على أكبر مسارح العالم، بل أن هناك عروضا لفن «الماريونيت»، مخصصة للكبار أيضا وتحظى بإقبال كبير». وخلص» ياسين تونسي» الى أن هذا التربص سيتوّج في اليوم الأخير بعمل استعراضي لثلاثة عرائس عملاقة أمام بناية المسرح في لفتة فنية تؤكد الدور الهام لهذا الفن المميز.