طباعة هذه الصفحة

مجلة “ألجيري إينرجي” في عدد جديد

رصد المشهد الطّاقوي بمؤشّرات محلية وعالمية

سعيد.بن عياد

صدر عدد جديد لمجلة “ألجيري إينرجي” متضمّنا جملة مواضيع تتعلق بقضايا الطاقة،أبرزها الرجوع ضمن ملف شامل إلى إحياء ذكرى التأميمات من خلال الرسالة التي وجّهها رئيس الجمهورية، مؤكّدا على ضرورة أن تفرض الجزائر نفسها كطرف اقتصادي ناجع وتنافسي، مع الدعوة إلى أن نكون في مستوى الرهانات والتحديات، وهو بلا شك خير وفاء لأولئك الذين ضحّوا من أجل استرجاع السيادة الوطنية لبلادنا. وإلى جانب تناول إحياء ذكرى 24 فيفري الموقعة بقرار تاريخي يخدم الأجيال إلى اليوم مكرسة السيادة الوطنية على الثروات كمبدأ جوهري لا رجعة فيه، يشرح وزير الطاقة محمد قيتوني في افتتاحيته جوانب السياسة الطاقوية من خلال توسيع الاستكشافات في البر والبحر لتشكيل احتياطات جديدة لتغطية السوق الداخلية في المدى البعيد، وتدعيم موقع الجزائر كمصدر للمحروقات للسوق العالمية. ويشير قيتوني إلى الدور الريادي لشركات القطاع الوطنية سوناطراك، سونلغاز ونفطال في تحسين الإطار المعيشي للمجتمع، والدفع بعجلة الصناعة المندمجة من خلال استثمارات ضخمة واعتماد أفضلية المنتوج الجزائري.
 وبعد التذكير بأحداث تخص قطاع الطاقة، فصلت المجلة في ندوة الفعالية الطاقوية المنعقدة في 15 مارس 2018 لفائدة الجماعات المحلية كطرف معني في انجاز التحول الطاقوي من خلال نمط استهلاك عقلاني يندرج في صلب التنمية المستدامة، وهو نفس التوجه الذي رسم لقاء حول تحلية مياه البحر بالعمل على تقليص الأعباء وتثمين الوارد. وتعود المجلة بقرائها لمتابعة خلاصة قمة رؤساء الدول وحكومات منتدى البلدان المصدرة للغاز، واضعة الغاز في مقدمة انجاز أهداف التنمية المستدامة. وقد نجحت الجزائر في نيل مقر معهد الأبحاث الغازية للمنتدى، وتم تنصيب عز الدين عاجب مسؤولا عن المشروع في جلسة ترأّسها وزير القطاع بحضور المدير العام لسوناطراك عبد المؤمن ولد قدور. وتعرج صفحات المجلة على مواضيع تخص التعاون مع تونس الشقيقة بتزويد منطقة ساقية سيدي يوسف بالغاز الطبيعي، وإطلاق الوزير الأول العمل على مستوى عدة مشاريع طاقوية وصناعية بولاية أدرار بالموازاة مع توقيع سوناطراك عقود عمل مع مؤسسات عمومية وتدشين مصنع الاسمنت بتيمكتان.
 ويعود وزير الطاقة قيتوني في حوار الى كل الجهود والتطلعات التي ترسمها الرؤية الطاقوية المستقبيلة ليكون قطاعه الذي يشغل أكثر من 25 ألف عامل في الريادة، خاصة مع تخصيص 300 مليار دينار للسنوات الخمس القادمة، مؤكدا أن مفهوم الخدمة العمومية راسخ في ثقافة مؤسسات المحروقات خاصة لتوزيع الغاز والكهرباء، حيث تبذل الجزائر جهودا جبارة في توصيل الغاز، وتحدي العوائق الجغرافية الصعبة من اجل بلوغ مستويات متقدمة على مسار تحسين معيشة السكان.
 ولأهميته تناولت المجلة في تحليل معمق لمختصين اتفاق تخفيض الإنتاج المسطر في لقاء الجزائر التاريخي واجتماع فيينا لمواجهة تدهور السوق منذ منتصف 2014، فيما حظي أنبوب الغاز برقان المدشن في 12 فيفري الماضي بجانب مميز، يوضح خصائص الأنبوب الممتد على مسافة 765 كلم، وهو منشأة إضافية تدعم القدرات الوطنية وقد تم انجازه في آجاله بمؤسسات جزائرية. غير أن الملاحظ أن مجلة بهذا المستوى العلمي والإعلامي المتخصّص تفتقر لمساحة معتبرة باللغة العربية (ما عدا رسالة رئيس الجمهورية)، مما يحرم قرّاء ومهتمّين وشركاء لا يمكن الاعتقاد أن الرسالة تصلهم كما يجب باللغة الفرنسية فقط.