طباعة هذه الصفحة

في ندوة احتضنتها مكتبة ببن يعقوب بحاسي بحبح

سرديـة الموسيقـــى أو صدى الأصــــوات الحاكيـة، ريتشـارد فاغــنر أنموذجـا

نورالدين لعراجي

تتواصل بمكتبة حاسي بحبح بالجلفة ندوات السرد التي يشرف عليها الدكتور الناقد سعيد موفقي، حيث يصنع في كل مرة التميز واثراء المشهد الثقافي والأدبي بالأعمال الأدبية والأمسيات والندوات الفكرية، في كل مرة يستضيف فيها مناقشا وأستاذا مهتما بحق الفكر والأدب.
أثرى الكاتب والمسرحي أحمد مساوي موضوعا مهما لا يقل أهمية عن المواضيع التي كانت محطة للجلسات العشرة التي سبقت هذا العدد، حيث انتهج فيها أسلوب التفكيك للعنوان، مركّزا على العلاقة الطبيعية بين الفنون، والسّرد والموسيقى خاصّة، كما استمتع الحضور بالعرض الأدبي والتاريخي لشخصية الموسيقار العالمي ريتشارد فاغنر ذي الأصول الألمانية معرجا في حديثه ومداخلته عن أهمّ المنجزات الأوبيراتية والمسرحية التي جعلت منه فيلسوفا وعبقريا عظيما،
حيث اعتبر ميساوي أن المفكر اكتسح عالم الموسيقى بقوّة التأليف والتأثير كما شهد على ذلك أقرانه ومحبّوه.. وتشكّل مرجعيته الإغريقية والأسطورية المحفّز الحقيقي لاختيار هذا المنحى الإبداعي المتميّز، الذي أحسن فيه كتابة أعماله وبناء مجده..
في السياق ذاته ونظرا لأهمّية الموضوع وحيويّته وجدّيّته تساءل الحضور عن كثير من القضايا التي تتعلق بالموسيقى والحكي واللّغة المناسبة لهذا الفن، ولعلّ موضوع السرد والموسيقى يحتاج إلى دراية فنّية والخوض فيه إلى خبرة أدبيّة وحسّية...
للإشارة تتطلّب قراءة في التاريخ والمدونات الإبداعية ومخيّلة ناضجة، حيث نوّهت هيئة الندوة بمجهود المتدخل وقدرته على إثراء الموضوع وطرح أهم الزوايا المتعلقة بهذه العبقرية والشخصية، وكيف استطاعت النفوذ إلى خلق جمهور متناغم، يدرك أهمية الطرب من عدمه.