طباعة هذه الصفحة

«دراسات في الفكر النّقدي المعاصر من فلتر بنيامين إلى نانسي فرازر»

إصــــــدار للبروفيســــور كمــــال بومنير مــــن جامعــــة الجزائــــر

أسيا ــ م

في محاولة إبستيمولوجية لربط الفلسفة بالعلوم الاجتماعية فيما يخص العلوم الحقوقية السياسية والاتصالية، أصدر البروفيسور كمال بومنير من مخبر حقوق الإنسان بالجزائر كتابه الموسوم بـ «دراسات في الفكر النقدي المعاصر، من فلتر بنيامين إلى نانسي فرازر»، والذي قدّم أول امس على هامش تنشيطه لندوة علمية مخبر «حقوق الإنسان» بكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بالجزائر العاصمة.
احتضن مخبر حقوق الإنسان بكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بالجزائر العاصمة، ندوة علميةبعنوان: «منظومة الحقوق بين الاعتراف والعدالة الاجتماعية، مطلب واقعي لتأصيل فلسفي»، والتي تميزت بحضور نوعي لأساتذة العلوم السياسية والإعلام وطلبة التخصصين وأعضاء المخبر، تناولت قراءة لأطروحات مدرسة فرانكفورت النقدية، والتي فصل بينها البروفيسور بومنير وبين مدارس النقد الأخرى خاصة منها مدرسة ميشال فوكووفرانسوا ليوتار وجيل دولوز، أي ما يسمى بالمدرسة الفلسفية ما بعد الحداثية.
 وكانت الندوة مناسبة قدّم على هامشها البروفيسور كمال بومنير من مخبر حقوق الإنسان بالجزائر كتابه الموسوم بـ «دراسات في الفكر النقدي المعاصر، من فلتر بنيامين إلى نانسي فرازر».
يناقش الكتاب مناظرات الفيلسوف الألماني أكسل هونيث مع الفيلسوفة الأمريكية نانسي فرازر فيما يخص العدالة الاجتماعية والاعتراف، وذلك من خلال بيان أهمية الاعتراف في تحقيق مطلب العدالة الاجتماعية في الواقع العملي، خاصة وأن نانسي فرازر مهتمة إلى حد بعيد بالفضاء العمومي السياسي لأنّ تحقيق العدالة من منظورها قائم على نموذجين متكاملين هما إعادة توزيع الموارد الاقتصادية والاعتراف.
وانتقل البروفيسور كمال بومنير أيضا - أثناء تحليله ونقاشه - إلى تأصيلية الفضاء العمومي كمؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني التي تضم بدورها وسائطها على غرار وسائل الإعلام ليصبح في نظره هذا الأخير قادرا على مواجهة المؤسسات السياسية والسلطوية، كفضاء للممارسة الديمقراطية.
 ولبعث مفهوم الفضاء العمومي قدم الأستاذ نقاشات نانسي فرازر ويورغنها برماس، والتي قدمت نقدها بخصوص فعالية الفضاء العمومي البرجوازي وما يتعلق بنقله من فكرة التواصل إلى إشراك الفئات الاجتماعية الهشة، خاصة أن رمزية الفضاء العمومي  تقوم على  مقصد المواطنة من حيث أنها متعلقة بجملة من الحقوق كالحق في  الحرية وحق الأمن.
وتجدر الإشارة إلى أنّ التواصل هنا «لن تقوم له قائمة إلا من خلال التفاعل والتذاوت والمرتكز الأساسي الديمقراطية التشاورية وتحقيق مجتمع خال من السيطرة والهيمنة وأشكال التحكم التي كانت تكرسها السلطة بمفهومها المؤسساتي». ضمن هذا السياق يمكننا القول بأنّ نقاشات نانسي فرازر كانت قد شكلت منعرجا في الفكر السياسي المعاصر، بتنويهها إلى تأثير العولمة على الفضاء من خلال مقاربتها  لما يسمى «الفضاء العمومي عابر للقارات أو المعولم».
الكتاب أيضا الذي لم يغيب الاستطيقا من خلال التعريج على فلسفة ثيودور أدورنو الجمالية، كما اكتسى الكتاب مقاربته لعلم الإعلام من خلال الصناعة الثقافية والتكنولوجيا والجماهيرليستلم الدكتور شهادة عرفات وتقدير وشكر لتقديمه كتابه الذي يعد ثورة في التعريف مخرجات أجيال فرانكفورت الأربعة، وإسهاما فعالا في تقديم مستويات الفضاء العمومي من مثاليتها لكانطية إلى الفضاء العمومي المعارض مع أوسكار نيغت.
وقدم بالمناسبة الأستاذ الدكتور بومنير، أستاذ الفلسفة بجامعة الجزائر 2، أبو القاسم سعد الله، والمتخصص في الجماليات وإسهامات مدرسة فرانكفورت بألمانيا، من خلال ثلة من المؤلفات منها «النظرية النقدية لمدرسة فرنكفورت: من ماكس هوركهايمر إلى أكسل هونيث»، «الألوان والجمال: كتابات الرسّامين التشكيليين من ليوناردودي فنشي إلى سلفادور دالي»، «جدل العقلانية في النظرية النقدية لمدرسة فرنكفورت: هربرتماركوز نموذجا»، «مقاربات في الخطاب النقدي لمدرسة فراكفورت إضافة إلى عناوين أخرى تتميز باللمسة الاستطيقية لعلم الجمال الفن، كما للمؤلف كتب عديدة مترجمة منها «الجمالية المعاصرة: الاتجاهات والرهانات لمارك جيمينيز» و»التشيؤ: دراسة في نظرية الاعتراف لأكسل هونيث».