طباعة هذه الصفحة

دمشق تتخذ إجراءات للتهدئة وأنقرة تصعد

سوريا تعلن منطقة عازلة على الحدود التركية

فضيلة دفوس ـ الوكالات

يبدو جليا بأن التماطل في إيجاد تسوية سلمية للأزمة السورية بفعل سياسة التصعيد وصب الزيت التي تمارسها بعض الدول العربية والغربية لإرغام الرئيس بشار الاسد على التنحي، بدأ يدفع بالوضع نحو انزلاقات خطيرة وينذر بإمتداد اللهب الذي يحرق بلاد الشام منذ اكثر من عام ونصف ليشعل الحدود السورية  ـ التركية التي تشهد منذ الاربعاء الماضي قصفا من هنا وردا من هناك وسقوط ضحايا.
الامر الذي أخذ يحبس الأنفاس خشية حدوث المحظور ونشوب حرب إقليمية تحرق منطقة الشرق الاوسط المهيأة اكثر من غيرها للالتهاب بفعل ما تشهده من توترات واضطرابات وتدخلات خارجية.
أمس ولليوم الرابع على التوالي قصفت المدفعية التركية أهدافا داخل الأراضي السورية وذلك عقب سقوط قذيفة هاون أطلقت من الأراضي السورية قرب قرية تركية تقع في إقليم هاتاي.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قد حذر الجمعة من أن بلاده ليست بعيدة عن خوض حرب مع سوريا خاصة وأن البرلمان التركي فوض حكومته بنشر قوات عسكرية خارج البلاد في حال تعرض تركيا لأي هجمات.
وقال اردوغان بالحرف الواحد »نحن لا نريد حربا، لكننا ايضا لسنا بعيدين عنها«.
وأضاف »أقول لمن يحاولون اختبار قدرة تركيا على الردع والحسم أنهم يرتكبون خطأ  قاتلا«.
وبينما حثت روسيا أنقرة على ضبط النفس وتجنب أي تحرك من شأنه تصعيد التوتر مع دمشق، سارعت العديد من الدول الى استغلال هذه التطورات الخطيرة لاصدار أحكام الإدانة على النظام السوري رغم أنه عبر عن مواساته لأسر الضحايا وللشعب التركي، ورغم أن العديد من الجهات ذكرت بأن القذائف التي اطلقت على الأراضي التركية انطلقت من منطقة تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة.
وقد أدانت الولايات المتحدة الامريكية ودول غربية سوريا وعبرت عن وقوفها الى جانب تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي (الناتو) الذي ندد بدوره بما سماه الإنتهاك.. الوضع على الحدود التركية السورية ملتهب ودمشق لاتريد جبهة توتر جديدة لهذا وافقت على إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع تركيا حيث وجه الرئيس بشار الأسد أوامر لقواته بالبقاء بعيدا عن حدود تركيا نحو عشرة كيلو مترات.
وعلى صعيد آخر يشهدد الوضع الميداني في سورية ارتفاعا في هذه الإشتباكات والقصف وعدد الضحايا مما يحتم على المبعوث الأممي والعربي الاخضر الابراهيمي الإسراع في إقرار خطة للتسوية السلمية تضيق الخلافات والتباينات بين النظام في دمشق والمعارضة المسلحة قبل أن يتوسع نطاق المواجهة الى دول الجوار خاصة وان أطرافا تراهن على إشعال كل المنطقة في سبيل التخلص  من الأسد واحتلال مكانه في سدة الحكم.