مفاوضات جنيف حول الصحراء الغربية في جولتها الأولى

المبعوث الأممي متفائل بمسار سياسي متجدّد للقضية

اتفاق على مائدة مستديرة ثانية خلال الثلاثي الأول لـ 2019

توّجت أشغال المائدة المستديرة، بجنيف، حول الصحراء الغربية المنظمة بمبادرة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية، هورست كوهلر، يومي الأربعاء والخميس، بقرار عقد مائدة مستديرة ثانية خلال الثلاثي الأول لسنة 2019، حسبما أعلنه المبعوث الأممي.

 جاء تصريح كوهلر خلال ندوة صحفية نشطها عقب أول اجتماع مباشر بين البوليساريو والمغرب منذ 6 سنوات، البلدين المجاورين الجزائر و موريتانيا، أمس الأول، « طبقا للائحة 2440 لمجلس الأمن الذي حث يوم 31 أكتوبر الماضي المغرب وجبهة البوليساريو على استئناف المفاوضات «دون شروط مسبقة وبنية حسنة»، قصد التوصل الى حل سياسي عادل ومستديم يقبله الطرفان يسمح بتقرير مصير شعب الصحراء الغربية.
 أوضح المبعوث الأممي قائلا: « مثلما تعلمون مرّت ست سنوات على آخر اجتماع للوفدين  وأنا أشيد بجميع الوفود نظير التزامها المجدّد من خلال حضورها ومشاركتها بصفة بناءة»، مضيفا أن هذا الاجتماع شكل « خطوة أولى وهامة» نحو مسار سياسي مجدد لمستقبل الصحراء الغربية. كما أشار المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي الى الصحراء الغربية أن  المحادثات على مدار يومين كانت « مكثفة» منوّها بالوفود نظير « التزامها المفتوح و في اطار الاحترام المتبادل».    
 استرسل قائلا: « من الواضح بالنسبة لي، حسب مناقشاتنا»، أن لا أحد يجني  شيئا من الوضع الراهن وأنا مقتنع أنه من مصلحة الجميع تسوية هذا النزاع بغية توفير مناخ مناسب لتحقيق نمو قوي واستحداث مناصب شغل وأمن أفضل». أبدى كوهلر « سعادته» و هو يعلن عن «التزام الوفود بمواصلة جهودها» آملا أن يكون هذا المسار محركا لمصلحة الشعب الصحراوي رجال ونساء و أطفالا و شبابا.  واعرب هورست كوهلر عن قناعته بأن الحل «السلمي» لهذا النزاع «ممكن».

خطوة إيجابية

في المقابل، أكد البيان الذي توّج المائدة المستديرة حول  الصحراء الغربية المنعقدة، يومي الاربعاء والخميس بجنيف، ان المحادثات قد جرت في «جو من الالتزام الجاد والصراحة والاحترام المتبادل».  وأوضح ذات البيان ان «جميع المحادثات قد جرت في جو من الالتزام الجاد والصراحة والاحترام المتبادل، كما اتفقت الوفود على ان يقوم المبعوث الشخصي  بدعوتهم الى مائدة مستديرة ثانية، خلال الثلاثي الاول من سنة 2019».
كما اشار البيان الختامي الى ان الوفود قد اشاروا الى التطورات الاخيرة وتطرقوا للمسائل الاقليمية و تناقشوا حول المراحل المقبلة من المسار السياسي الخاص بالصحراء الغربية.
 خلص ذات البيان في الاخير الى ان «جميع الوفود قد أقروا بأن التعاون والاندماج الاقليمي عوض المواجهة تعد بمثابة افضل السبل لرفع التحديات الكثيرة والهامة التي تواجهها المنطقة».
 شكر كوهلر الأطراف المشاركة على «النية الحسنة التي أظهرتها خلال المشاورات والاستعداد الكبير للتوصل إلى حل ينهي نزاع الصحراء الغربية»، معتبرا أن «لقاء جنيف هو خطوة أولى وهامة لإحياء المفاوضات السياسية حول مستقبل الصحراء الغربية والتوصل إلى حل «عادل» و»منصف» و»مبني على التوافق».

تجاوز وضعية الانسداد
 
بدوره، دعا رئيس وفد جبهة البوليساريو الذي شارك في المائدة المستديرة الاممية حول الصحراء الغربية، خاطري أدوه، أمس الأول، بجنيف، المغرب الى تجاوز وضعية الانسداد في اطار جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كوهلر.
أوضح المسؤول الصحراوي في ندوة صحفية، نشطها بقصر الامم، عقب المائدة المستديرة حول الصحراء الغربية «أننا جئنا بروح بناءة والمطلوب من المغرب هو تجاوز هذه الوضعية والعمل معنا في اطار جهود المبعوث الشخصي للأمين العام  للأمم المتحدة هورست كوهلر و لوائح مجلس الامن الدولي من اجل ايجاد حل عادل في انتظار توفير مناخ مناسب لإرساء جو من الثقة بين الجانبين».
 أضاف انه من «المفيد» توفير هذه الثقة المتبادلة بين طرفي النزاع سيما فيما يخص «احترام حقوق الانسان في الاراضي المحتلة واطلاق سراح السجناء السياسيين الصحراويين من بينهم مجموعة أكديم ازيك وفتح الاراضي المحتلة أمام الصحفيين والملاحظين الدوليين ومناضلي حقوق الانسان من اجل الاطلاع على الوضعية السائدة في هذا الجزء المحتل من الصحراء الغربية».
كما وصف المسؤول الصحراوي هذه المائدة المستديرة التي بادر إليها المبعوث الأممي بـ «المفيدة» و»المبادرة الرامية الى تجاوز الانسداد بهدف بعث مسار  المفاوضات بين المغرب و جبهة البوليساريو بـ «كل جدية ومسؤولية وحسن نية»،  مؤكدا على الالتزام «الجاد» لجبهة البوليساريو بهذه السياسة من اجل ايجاد حل «عادل ودائم يمّكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه الثابت في تقرير المصير».
 ذكر خاطري ادوه في ذات السياق بأن هذا المسار يرمي الى وضع حد لنزاع الصحراء الغربية طبقا للوائح الاممية سواء على مستوى الجمعية العامة أو مجلس الامن الدولي، مشددا التأكيد على ان جبهة البوليساريو «لا تزال متمسكة» بالبحث  عن حل ديمقراطي.
 تابع قوله ان «المائدة المستديرة كانت فرصة لتجاوز الوضعية الحالية وترك الشروط المسبقة جانبا» موضحا ان الوفد الصحراوي جاء الى هذه المائدة المستديرة  «بروح بناءة».
أبرز في هذا الصدد، ان الصحراويين «على استعداد»، لمواصلة هذا الحوار في اطار  موعد مقبل سيدعو اليه المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي حول الصحراء الغربية مع المحافظة على الامل و «التفاؤل» من اجل بعث مفاوضات «مباشرة وبناءة ودون شروط مسبقة» بين جبهة البوليساريو والمغرب من اجل التوصل الى  تسوية للنزاع تسمح بممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير.  كما أعرب عن امله في ان يساهم المغرب مع جبهة البوليساريو في بعث مسار المفاوضات وان يقدم مجلس الامن الدولي «دعمه الكامل» من أجل «المضي قدما».

مطالبة بالتسريع في تقرير المصير  

 عقب انتهاء أشغال الاجتماع، أصدرت جبهة البوليساريو بيانا، طالبت فيه بالتسريع في ايجاد حل للنزاع بالصحراء الغربية يمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره.
 جاء في البيان «لقد أكدنا باسم الشعب الصحراوي من جديد التزامنا بالسعي إلى حل  سياسي عادل ودائم ومتفق عليه يؤدي إلى عملية تقرير المصير في الصحراء الغربية».
 تابع البيان «ان جبهة البوليساريو التي شاركت في المائدة المستديرة التي دعا اليها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية، هورست كوهلر، تؤكد ان مطلبها هذا الذي يتطابق مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة، هي «أولوية للشعب الصحراوي».
 أكدت البوليساريو في نفس الوقت بقاءها «ملتزمة بشكل بناء بالمفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف، دون شروط مسبقة وبحسن نية». أعربت البوليساريو عن أملها في أن يقوم المغرب، الطرف الثاني في النزاع، «بنفس الشيء». قال «ان جبهة البوليساريو باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الصحراوي تحث المجتمع الدولي على تقديم اسهاما إيجابيا في تعزيز فرص التوصل إلى حل تفاوضي بين جبهة البوليساريو والمغرب».

انشغال حيال الإتحاد الأوروبي

 عبرت الجبهة عن انشغالها العميق إزاء محاولات الإتحاد الأوروبي المستمرة وغير القانونية والتي ترمي إلى تمرير صفقات تجارية مع المغرب تشمل أراضي الصحراء الغربية في انتهاك صارخ لأحكام محكمة العدل الأوروبية، مثمنا دعم الإدارة الأمريكية للعملية السلمية الأممية.
«إننا نحث القادة الأوروبيين على استغلال هذه الفرصة المتاحة لاستثمار جهودهم في عملية السلام للأمم المتحدة، واستخدام التجارة بشكل بناء كحافز إيجابي للسلام»، يقول البيان.
 جاء في البيان ان «الحل التفاوضي بين المغرب وجبهة البوليساريو، أمر حيوي لمستقبل الصحراء الغربية والمنطقة المغاربية ككل وما زلنا ملتزمين بالعملية التي تقودها الأمم المتحدة كوسيلة لتحقيق مستقبل إيجابي في المنطقة».
 في الختام عبرت جبهة البوليساريو عن دعمها لجهود المبعوث الأممي الى الصحراء  الغربية هورست كوهلر لاستئناف العملية السياسية من أجل التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم ومتفق عليه من الطرفين يمنح حق تقرير المصير للشعب الصحراوي.

النزاع يتعلق بالسيادة
 من جانبه، أكد ممثل جبهة البوليساريو بفرنسا أبي بشراي البشير، أن جوهر نزاع الصحراء الغربية والمساعي لتسويته تتعلق بمسألة السيادة على الإقليم، أي وضعه النهائي، الذي يعود للشعب الصحراوي وحده الحق غير القابل للتصرف في إتخاذ القرار بشأنها، وهو ما يجعل مسألة تقرير المصير حقا أصليا وحجر الزاوية في المسار برمته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024