طباعة هذه الصفحة

اعترف بمسؤولية المجتمع الدولي عن تمزق البلاد

المبعوث الأممي يهدد بمعاقبة معرقلي الحوار في ليبيا

في زيارة هي الأولى من نوعها لمبعوث أممي إلى الجنوب الليبي، اعتبر رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة أمس، أن المؤسسات الليبية القائمة لا تهتم بالليبيين، وأنها مشغولة بخلافاتها، مشيرًا إلى أن “البعثة الأممية تنوي افتتاح مكتب لها في سبها هذا العام.
وقال المبعوث الأممي خلال اجتماع بأعيان ومشايخ وأكاديميين في فزان إن البعثة الأممية لم تأت لخدمة الطبقة السياسية بل جاءت من أجل الناس، مشيرًا إلى نتائج إجراءات الإصلاح المالي التي ضغطت البعثة الأممية على الحكومة والمصرف المركزي لاتخاذها.
وأضاف “جئت إلى ليبيا قبل 16 شهرا والدولار يقارب عشرة دنانير، بينما سعره الرسمي 1.42 دينار، ورأينا الناس تصطف أمام المصارف، والسلع ترتفع أسعارها يوما بعد يوم، ووجدنا الطبقة المتوسطة وهي تئن تحت وطأة الغلاء في هذه البلاد، والآن سعر صرف الدولار قد انحدر تدريجيا منذ سبتمبر الماضي ليصل إلى فوق مستوى أربعة دنانير بقليل”  متابعا  “لقد قمنا بتلك الإجراءات لتصحيح هذا الانحراف الخطير في الوضع الاقتصادي، وأنا أعلم تماما أن النتائج المترتبة على تلك الإجراءات (المالية) لم تكن متساوية في كل أنحاء البلاد”.
ووصل سلامة أمس، إلى مدينة سبها في أول زيارة له إلى الجنوب الليبي منذ توليه منصبه، وقدم اعتذاره لأهالي الجنوب عن تأخر الزيارة، إذ سبق أن تأجلت زيارته إلى الجنوب في أوت من العام 2017 لما وصفت بأنها “أسباب فنية”، فيما لم يزر الجنوب سابقاه الإسباني برناردينو ليون والألماني مارتن كوبلر.
وأضاف خلال اللقاء، إن “المؤسسات الليبية القائمة لا تهتم بكم، فهي مشغولة بخلافاتها... أنتم تستحقون أفضل من هذا”، مشيرًا إلى أن “هناك تلاقيًا بين إرادة المجتمع الدولي وإرادة الليبيين للخروج من هذا الانسداد السياسي”.

ترتيبات أمنية جديدة
 
وتابع المبعوث الأممي قائلا “أعلم مسؤولية المجتمع الدولي فيما حصل العام 2011، فلم يكن السيناريو الأفضل، بل كان من الممكن وجود سيناريو مختلف من كل الوجوه”.
وفي الوقت نفسه لم يستبعد سلامة أن تلجأ البعثة إلى تطبيق عقوبات على معرقلي عملية الحوار والوصول إلى حل للأزمة السياسية في ليبيا. وأضاف سلامة أن مهمته التوسط بين مختلف الفرقاء للوصول إلى تفاهم جيد.
وبشأن الترتيبات الأمنية في العاصمة طرابلس، قال المبعوث الأممي” انتهينا من وضع الترتيبات الجديدة في العاصمة طرابلس، وهي ترتيبات تختلف جوهريًا عن تلك الموجودة”. وخاطب المجتمعين قائلاً “سترون نتائج هذه الترتيبات الأسبوع المقبل سواء بالنسبة للأشخاص المسؤولين عن الأمن، أو بالنسبة لحماية العاصمة نفسها من أي تدخلات خارجية”.