طباعة هذه الصفحة

مع إعلان قوات حفتر ساعة الصفر لاقتحام طرابلس

حكومة الوفاق تدعوالمجتمع الدولي إلى وقف إراقة الدم الليبي

أوردت مصادر إعلامية أمس ، أن القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر بدأت شن هجوم عنيف على تمركزات لقوات حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا بمناطق عين زارة والخلة ووادي الربيع جنوبي العاصمة طرابلس، وسمعت أصوات الاشتباكات بوضوح في الأحياء الجنوبية للمدينة بعد هدوء استمر نحوأسبوع.
قالت وسائل الإعلام ، إن الهجوم بدأ بعدما تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تابعة لحفتر تسجيلا صوتيا لرئيس غرفة العمليات اللواء صالح اعبودة بإعطاء تعليماته لاقتحام طرابلس وبدء ساعة الصفر.
وفي السياق ذاته، ذكر المركز الإعلامي للواء 73 التابع لحفتر أن قواته تتقدم بشكل مستمر منذ ساعات الصباح الأولى من نهار أمس على جميع المحاور.

تحذيرات سابقة

وكان المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الوطني حذر السبت من تصعيد عسكري جديد يستهدف طرابلس، وقال في بيان إن «تقارير إعلامية تفيد بوجود استعدادات من قوات حفتر لاستهداف عبر ضربات جوية المرافق المدنية بطرابلس، ومن بينها مطار معيتيقة الدولي».
وأكد المجلس الرئاسي جاهزية قوات حكومة الوفاق لصد أي عدوان جديد على العاصمة، داعيا البعثة الأممية والمجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية تجاه ما سيرتكب من تصعيد واستهداف للمدنيين.
كما دعا المجلس الرئاسي المجتمع الدولي إلى تحرك فعال لإيقاف العدوان على طرابلس، الذي يسبب إراقة دماء الليبيين وتدمير البنية التحتية المدنية وإطالة أمد الحرب ومعاناة المواطنين.
وسبق أن أعلن المجلس الأعلى للدولة عن معلومات استخباراتية تفيد بعزم دول -بينها وفرنسا - على دعم حفتر بالأسلحة والطيران والتورط بشكل أكبر في الملف الليبي.

قلق من هجوم قادم

ومع انتشار الانباء عن هجوم حفتر الجديد على العاصمة طرابلس ، أخذ منسوب القلق والخوف ينتشر بشدة وسط الليبيين ، ومعه بدأت الأصوات تتعالى داعية الى تحرّك دولي عاجل لوقف التصعيد العسكري .
وفي خضم ما يجري بطرابس ، أبدت كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من دول العالم تنديدا بهجوم قوات حفتر، واعتبرته مقوضا لكل الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي في ليبيا ينهي أزمة الصراع على السلطة الذي تمر به البلاد منذ 2011.
وتشهد مناطق قرب العاصمة الليبية طرابلس، منذ الرابع من إفريل الماضي، اشتباكات متقطعة عقب بدء قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر هجوما للسيطرة على العاصمة الليبية التي تقودها حكومة «الوفاق الوطني» المعترف بها دوليا.
وأمام هذا الوضع دعا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ، البعثة الأممية والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياتهم تجاه ما قد تعتزم «المليشيات المعتدية من ارتكابه واستهداف المدنيين». كما دعا إلى «تحرك فعال لوقف هذا العدوان، وما يسببه من إراقة لدماء المدنيين وتدمير البنية التحتية وإطالة أمد الحرب».

تحركات لتجنّب التصعيد

 بدورها، أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا امس أنها تعمل مع كافة الأطراف لتجنب التصعيد العسكري المحتمل في طرابلس.
وأوضحت البعثة الأممية في بيان أنها «تعمل ما بوسعها مع كافة الأطراف المحلية والخارجية لتجنب التصعيد العسكري وحماية المدنيين من أي استهداف، والاهتمام بمن أجبروا قسرا على مغادرة منازلهم في طرابلس».
 وأهابت البعثة «بكل الأطراف احترام بنود القانون الدولي الإنساني، الذي يحرم استهداف المدنيين والمرافق الصحية»، مذكرة إياهم بالعواقب المترتبة على مخالفة أحكامه.
وتسببت المعارك منذ اندلاعها في مقتل 1093 شخص وإصابة نحو6 آلاف فضلا عن نزوح 105 آلاف من مواقع الاشتباكات، بحسب الأمم المتحدة. وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة في ظل انتشار السلاح، منذ الإطاحة بالنظام السابق عام 2011.

    
 تحديات تواجه البعثة الاممية

في الأثناء ، يواصل غسان سلامة رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا الدعوة للعودة مجددا إلى طاولة المفاوضات وهويجري اتصالات مكثفة مع عدة اطراف لتحقيق ذلك . وقالت البعثة الأممية أنه «بحث مع السفير الألماني لدى ليبيا أوليفر أوفتشا في تونس، الأوضاع الراهنة والتحديات السياسية والأمنية» , لافتة إلى «تأكيد الطرفين على ضرورة حماية المدنيين والمنشآت الاقتصادية والمدنية وحماية المهاجرين والعودة إلى المسار السياسي في أسرع وقت» .
كما أعلنت اتفاق سلامة مع القائم بأعمال السفارة الأميركية في ليبيا، جاشوا هاريس، خلال اجتماعهما في تونس على «ضرورة حماية المدنيين والمنشآت الاقتصادية والمدنية وأهمية العودة إلى المسار السياسي في أسرع وقت ممكن». ولدى لقائه مع وفد من مدينة بني وليد، رحب سلامة بكل «الجهود التي تبذل في سبيل إيقاف العمليات العسكرية الدائرة والعودة للمسار السياسي وإيجاد حل جذري للأزمة في ليبيا».