طباعة هذه الصفحة

في الذكرى السبعين لتأسيسه

«الناتو» يختتم قمته بلندن على وقع خلافات

 إختتمت أمس بالعاصمة البريطانية لندن، فعاليات قمة الناتو المنعقدة بمناسبة مرور 70 عاما على تأسيس الحلف و التي طغت عليها الانقسامات حول الاستراتيجية وتقاسم الأعباء.
وأصدر القادة إعلانا مشتركا أعادوا فيه تأكيد التزام الحلفاء بالدفاع الجماعي والردع النووي وزيادة الإنفاق الدفاعي وسياسة الباب المفتوح لحلف شمال الأطلسي والتي من المفترض أن تضم شمال مقدونيا قريبا لتصبح العضو الثلاثين.
ولأول مرة، تناول القادة الفرص والتحديات التي يفرضها نفوذ الصين المتزايد.
وفي إعلان القمة، يمهد الزعماء الطريق إلى عملية تفكير استشرافية لتعزيز البعد السياسي للحلف.
و قد سعى أعضاء الناتو الـ29 لإستغلال المناسبة لإبداء وحدة ظاهرية رغم الخلافات التي خرجت إلى العلن بين الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا.
وبعد ثلاثين عاما على سقوط جدار برلين، يواجه الحلف الموروث من حقبة الحرب الباردة تحديات هائلة ما بين عسكرة الفضاء وعودة روسيا بزخم إلى الساحة الدولية وصعود الصين كقوة عسكرية.

خلافات و انتقادات

و قد انطلقت اللقاءات الثلاثاء في ظل تبادل الانتقادات عقب التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اعتبر أن الحلف الأطلسي في حال «الموت الدماغي»، داعيا إلى مراجعة استراتيجيته.
ولم يكتف ماكرون بالتمسك بموقفه بالرغم مما أثاره من انتقادات شديدة من حلفائه، بل دعا إلى استئناف «حوار استراتيجي» مع موسكو وطالب تركيا بتوضيحات حول عمليتها العسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا.
وصدر عن القمة إعلان يحدد مسرح عمليات الحلف ويأخذ بالتحديات التي يطرحها صعود الصين.
وكلف الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ مهمة تقضي برسم استراتيجية للحلف بوجه التحديات الجديدة وفي طليعتها الإرهاب الدولي.
وبالمناسبة قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون «بعد سبعين عاما، لا يزال التزامنا قويا كالصخر تجاه الحلف الأطلسي ودرع التضامن العملاقة التي تحمي 29 بلدا وحوالى مليار نسمة»، مضيفا «إن كان للحلف الأطلسي شعار، فهو «الكل من أجل واحد وواحد من أجل الكل»».
غير أن رسالة الوحدة هذه تصطدم بالخلافات القائمة بين قادة الحلف التي تاسس عام 1949، وذلك بالرغم من دعوة ستولتنبرغ إلى رص الصفوف.
وإذ شدّد الرئيس الفرنسي على أن الإرهاب هو «العدو المشترك»، أبدى خلال لقاء مع الرئيس الأميركي «أسفه للقول إنه ليس لدينا حول الطاولة التعريف نفسه للإرهاب». وحين لفت الرئيس الأميركي إلى أن العديد من الارهابيين قادمون من أوروبا سائلا ماكرون من باب المزاح إن كان يريد استرجاع بعضهم، رد الرئيس الفرنسي بنبرة جافة «لنكن جديين».
من جانبه، لم يخف ترامب استياءه حيال تصريحات ماكرون الذي وصف الحلف الأطلسي بأنه «في حال الموت الدماغي» وندد بعدم القيام بمراجعة استراتيجية حيال روسيا والإرهاب، فأكد الرئيس الأميركي أن هذه التصريحات «مهينة للغاية» و«مسيئة جدا»، مشيرا إلى أن «لا أحد بحاجة إلى الحلف الأطلسي أكثر من فرنسا».
وأوضح ماكرون أن الهدف من تصريحه كان تحفيز الحلف والتنديد بالقرارات الأحادية التي اتخذتها الولايات المتحدة وتركيا بدون تشاور والتي عرضت للخطر العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية الارهابي في سوريا بمشاركة قوات من فرنسا ودول حليفة أخرى.
واتخذت الانتقادات الموجهة لأنقرة التي كان يؤخذ عليها بالأساس شراؤها منظومة صواريخ روسية، منحى حادث دبلوماسي الأسبوع الماضي حين رد إردوغان على ماكرون بأنه هو نفسه «في حال الموت الدماغي».
هذا وبدأت القمة الثلاثاء بحفل استقبال استضافته الملكة إليزابيث الثانية. وفي وقت سابق، عقد القادة اجتماعات ثنائية.