طباعة هذه الصفحة

أكد أن واشنطن استثمرت في تقاربهما كما في تباعدهما

هوركاد: الثورة الإسلامية شكّلت بداية القطيعة بين طهران والرياض

أمين بلعمري

اعتبر الباحث بالمركز الفرنسي للبحث العلمي (سي.آن. آر .أس)  والمختص في الشؤون الإيرانية، الدكتور، بيرنار هوركاد، لدى إلقائه محاضرة بالمركز الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة الخميس، أن  المحددات التي يمكن على ضوئها فهم وتحليل العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلوكات كل دولة تجاه الأخرى يتطلب العودة إلى فترة ماقبل الإسلام، مؤكدا أنه لم تكن هناك أي مشاكل بين بلاد فارس والقبائل العربية وأضاف خلال محاضرته الموسومة بـ « الصراع الإيراني السعودي بين الخلفيات الجيوسياسية، الامتداد الجيوسياسي والآفاق»، التي جاءت في ستة محاور كبرى، أن الإسلام جاء بعد ذلك ليشكّل بوتقة للتعايش بين المكوّن العربي والفارسي مؤكدا أن  ثنائية سني - شيعي تعتبر من التصنيفات الدخيلة على المجتمعات الإسلامية فرضتها معطيات سياسوية لا علاقة لها بالدين ؟
وفي سياق الحديث عن البلدين قال بيرنار هوركاد أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت ترى في إيران الشاه والمملكة العربية السعودية، بحكم تربعهما على احتياطات مهمة من الذهب الأسود، مخزونا آمنا لاحتياجات واشنطن من الطاقة لهذا لعبت واشنطن على ورقة عدم التقارب الاستراتيجي بين البلدين حتى لا يشكلا قطبا موحدا قد يهدد مصالحها في المنطقة، لهذا حسب هوركاد دائما، عملت واشنطن على إعطاء نفس الدور الوظيفي لطهران والرياض والمتمثل في جعلهما (دركيا) واشنطن في المنطقة حتى تضمن التنافس المستمر بينهما على أداء الدور أو على الأقل عدم فقدانه، لأنه كان يوفر لهما موقعا متميّزا وحضوة لدى الإدارات الأمريكية المتعاقبة كما كان يوفر لهما الحماية والرعاية الأمريكيتين، «بيرنارد هوركاد» أضاف أن العلاقات بين المملكة وإيران الشاه كانت على ما يرام إلى غاية اندلاع الثورة الإيرانية سنة 1979، ووصول طبقة سياسية إلى السلطة في طهران مناهضة للهيمنة الأمريكية وتصف واشنطن بالشيطان الأكبر وهنا بدأت القطيعة بين الرياض وطهران ولكن المستفيد كانت واشنطن دائما، حيث استثمرت في هذا التناقض لأنها لم تكن ترغب  في رؤية خروج دولتان كانتا تعتبران من الدول الصاعدة في المنطقة في سبعينات القرن الماضي عن السيطرة، وقد تجلى ذلك الاستثمار الأمريكي في الحرب الإيرانية – العراقية التي استمرت لـ 8 سنوات، فكانت وبالا على السعودية بسبب الأعباء المالية الضخمة، كما دمرت مقدرات وإمكانيات كل من العراق وإيران، حرب رسمت معالم كل المنطقة، لهذا لا يمكن فهم ما يحصل في المنطقة بعيدا عن معطيات ونتائج هذه الحرب، حسب بيرنارد هوركاد دائما ؟.
بعيدا عن التنظير، يبقى الأكيد أن واشنطن لن تسمح لأي بلد كان في المنطقة من التفوق استراتيجيا على إسرائيل، لهذا كل ما قامت به ولا تزال الإدارات الأمريكية المتعاقبة هو ضمان أمن الكيان الصهيوني لهذا كل ما حصل في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن فهمه أو تفسيره بعيدا عن هذا المحدّد، وعليه فان غزو واحتلال العراق ثم إضعافه وتشتيت مقدراته، الحرب في سوريا والتناقض السعودي الإيراني والمواجهة بينهما في اليمن وفي غيره، كل ذلك هدفه واحد، هو ضمان أمن وسلامة إسرائيل واستمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية ولو كان ذلك بانتهاك صارخ للشرعية الدولية ولوائح الأمم المتحدة ومجلس الأمن كالاعتراف الأمريكي مؤخرا بالقدس عاصمة للاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها ؟