طباعة هذه الصفحة

إلى جانب قضايا الشرق الأوسط والخليج

الأزمـة اللّيبيـة حاضـرة فـي مؤتمـر ميونيـخ

يبحث مؤتمر ميونيخ للأمن المنعقد بألمانيا في دورته 56، أمس، وفي يومه الأخير الشأن الليبي حيث ينتظر أن يشدد على أهمية الحل السياسي للأزمة القائمة في هذا البلد، منذ عام 2011.
عقد أول اجتماع للجنة الدولية لمتابعة اتفاق برلين حول ليبيا في مدينة ميونيخ، أمس، بمشاركة عدة دول.
أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أمس السبت، عقد اجتماع على المستوى الوزاري حول ليبيا تشارك فيه، قوى دولية وجهات إقليمية فاعلة، يعتبر الأول بعد مؤتمر برلين الذي انعقد في جانفي الماضي، لبحث آليات لمراقبة تنفيذ مخرجات المؤتمر والالتزام بحظر توريد الأسلحة إلى طرفي النزاع.
ربط رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن فولفغانغ إيشينغر، أمس، بين وقف القتال في ليبيا وبين منع تهريب وتصدير الأسلحة إلى أطراف النزاع، مشدداً على ضرورة التصّدي لعمليات تهريب وتصدير الأسلحة إلى أطراف الصراع في البلد.
قال إيشينغر، في تصريحات لمجلة «دير شبيغل» الألمانية «سيتوقف القتال على الفور عندما تتوقف الإمدادات الخارجية وتصدير الأسلحة».
كشف أنه «هناك أطرافاً تنتهك قرار حظر تصدير السلاح لليبيا،وعلينا أن نفكر في كيفية إجبار هؤلاء على الجلوس على طاولة التفاوض والالتزام بها»، متابعاً لا يوجد حل عسكري للصراع».
تشديد اللّهجة
تابع «إذا استمر عدم الامتثال لمخرجات مؤتمر برلين، فإننا بحاجة بالتأكيد إلى تهديد الأطراف المختلفة، بفرض عقوبات وآلية مراقبة دولية لقرار حظر تصدير السلاح».
أشار رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن في نسخته 56 إلى أنه «إذا كان هناك توافق على نشر قوة حفظ سلام أممية لمراقبة وقف إطلاق النار، فلا يجب أن تتخلف ألمانيا عن الركب».
من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الألمانية أن ما سيتمخض عنه مؤتمر ميونيخ الدولي سيكون بمثابة استكمال للجهود الدولية الرامية إلى إنهاء التدخلات الخارجية في ليبيا، وضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بوقف صارم لإمداد طرفي الصراع السلاح. كانت روسيا قد أكدت، في بيان لوزارة خارجيتها، على التزامها بمخرجات مؤتمر برلين، وأن أي مساع أحادية الجانب لن تساعد على إيجاد تسوية للصراع هناك.
من جهته، صرّح وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو خلال اجتماع عقده مع نظيره الألماني، السبت، بأن «الحل (في ليبيا) لا يمكن أن يكون عسكريا «، مضيفا «نحن نسعى لوقف إطلاق النار».
بحث مؤتمر برلين في دورته السادسة والخمسين الذي اختتم، أمس، بعد ثلاثة أيام من الأشغال، بمشاركة حوالي 35 رئيس دولة وحكومة ونحو مائة وزير خارجية ودفاع، التهديدات المحدقة بالسلم العالمي وتغير موازين القوة في العالم والأزمات الحالية والتحدّيات الأمنية المستقبلية.
فضلا عن الملف اللّيبي والأزمة الخليجية ناقش المشاركون التطورات في شرق آسيا، ومنطقة الشرق الأوسط إلى جانب التحدّيات العالمية الملحة، السياسة الأمنية في أوروبا والتغير المناخي.
تتمحور دورة هذا العام حول موضوع «عدم الاهتمام بالغرب»، والذي يصف الظاهرة المزدوجة المتمثلة في شعور واسع بأن الغرب والعالم أجمع يتطورون في اتجاه أقل اهتماما بالغرب والمقصود بذلك هو فقدان القيم عبر الأطلسية ومجتمع الأمن.