طباعة هذه الصفحة

الدول الكبرى تستعد لأسوإ أسبوعين من التفشي

وباء كورونا يقترب من عتبة المليون إصابة

يواصل فيروس كورونا الجديد منحاه التصاعدي، من الإصابات والوفيات، في الجهات الأربع للكرة الأرضية، غير مكترث بالمستوى الصحي للدول المتقدمة، وفي غياب لقاح فعال ضد الوباء تستعد عديد الدول لـ15 يوما قاسية من فترة التفشي.

وتسببت جائحة «كوفيد-19»، حتى، أمس، في وفاة ما لا يقل عن 40 ألفا و733 شخص في 201 دولة منذ ظهوره في ديسمبر الماضي، مع تسجيل 828 ألف و305 حالة مؤكدة بالإصابة، منها 174 ألف و454 حالة تماثلت للشفاء التام.
وأمام حالة التخبط التي تواجهها الأنظمة الصحية بمختلف الدول، بدأت أول التحركات على صعيد التضامن الدولي تتجسد أكثر فأكثر، حيث هبت لنجدة إيطاليا الصين وروسيا وكوبا في وقت سابق، ليليهم فريق طبي من الصومال، بينما فتحت الولايات المتحدة الأمريكية القوة الاقتصادية الأولى في العالم أبوابها لتلقي مساعدات من الغريمين الصين وروسيا.
أسبوعان مؤلمان
ويتحدث معظم قادة الدول، عن أسبوعين صعبين للغاية في بداية أفريل، وصرح الرئيس الأمريكي دونالد في مؤتمره الصحفي اليومي، محذرا مواطنيه من أنّهم سيواجهون أسبوعين «مؤلمين جداً جداً» على صعيد مكافحة فيروس كورونا (كوفيد-19) الذي لا ينفكّ يحصد أعداداً متزايدة من الضحايا، ولا سيّما في نيويويورك بؤرة الوباء في البلاد.
وقال ترامب خلال مؤتمره الصحفي اليومي في البيت الأبيض، حول تطوّرات مكافحة الفيروس- إنّ الأمر سيكون مؤلماً جدا «وسنجتاز أسبوعين مؤلمين جداً جداً».
ووصف جائحة كوفيد-19 بأنها «بلاء» قائلا: «أريد أن يكون كلّ أميركي مستعدّا للأيام الصعبة المقبلة»، معرباً عن أمله في أن تتمكّن بلاده في نهاية هذه الفترة من «رؤية ضوء حقيقي في نهاية النفق».
وبحسب تقديرات البيت الأبيض، فإنّ كوفيد-19 سيفتك في الولايات المتحدة بما بين مئة ألف إلى 240 ألف شخص إذا ما تقيّد الجميع بالقيود المفروضة حالياً لاحتواء الوباء، مقارنة بما بين مليون ونصف مليون إلى 2،2 مليون شخص كانوا سيلقون حتفهم لو لم يتمّ فرض أيّ قيود.
وكان رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب ونظيره البريطاني، قد اطلقا نفس التحذيرات بأن النصف الأول من أفريل سيكون صعبا للغاية، معتبرين أن الأمر بمثابة المعركة التي ينبغي الاستعداد لها جيدا.
أوروبا في الصدارة
تسبب وباء «كوفيد-19» بوفاة أكثر من 30 ألف شخص في أوروبا، أي نحو ثلاثة أرباع الوفيات حول العالم.
ووفقا لإحصاء أجرته وكالة «فرانس برس»، فإن أكثر من ثلثي الوفيات في القارة هم في إيطاليا وإسبانيا، حتى يوم أمس.
وتوفي في أوروبا جراء الفيروس القاتل، أزيد من 30 ألف شخص بينما أصيب أكثر من 450 ألف شخص، أغلبهم موزعين بين اسبانيا وايطاليا وبدرجة أقل فرنسا وبريطانيا.
اسبانيا تتجاوز الصين
أعلنت وزارة الصحة الإسبانية، أمس، أن عدد حالات الإصابة المؤكد بفيروس كورونا المستجد قد تجاوز 100 ألف حالة، في حين بلغ عدد الوفيات في آخر 24 ساعة رقما قياسيا. ما يرفع عدد الوفيات الى أكثر من تسعة آلاف، وذلك بعد شهرين من الكشف عن الإصابة الأولى بـ»كوفيد-19» في البلاد. ولا يتفوق على عدد الوفيات في إسبانيا جراء الوباء الجديد، إلا إيطاليا، التي بلغ عدد الوفيات فيها أكثر من 10 آلاف حالة وفاة.
بريطانيا تخطط لرفع الفحوصات
أكدت الحكومة البريطانية، أمس، أنها تسعى لزيادة عدد الفحوص الخاصة بفيروس كورونا إلى 25 ألفا يوميا، وذلك بعد تعرضها لانتقادات حادة على خلفية تقصيرها في هذا المجال.
وقال وزير الإسكان البريطاني روبرت جنريك، إنه جرى فحص 8240 شخص، الاثنين، فيما خضع أكثر من 900 من موظفي قطاع الصحة للاختبارات في مطلع الأسبوع.
وأضاف: «نملك الآن القدرة على فحص 12750 شخص يوميا، كنا نركز القدرات المتاحة على من هم في حالة حرجة وهو ما كان بناء على نصيحة طبية»، ووصلت حصيلة كورونا في البلاد إلى نحو 1800 وفاة وأكثر من 25 ألف إصابة.
مساءلة رئيس الوزراء الفرنسي
مثل رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب ووزير الصحة أوليفييه فيران، أمس، أمام لجنة المعلومات في البرلمان بشأن «الآثار وإدارة عواقب» تفشي وباء كورونا في فرنسا، أمام تزايد الانتقادات الموجهة للفريق الحكومي، خاصة فيما يخص نقص الأقنعة وأجهزة التنفس في المستشفيات الفرنسية. وفاقت حصيلة الوفيات الإجمالية في فرنسا 3523 حالة، في وقت يتصاعد المعدل اليومي بشكل مثير للقلق.
هذا وتواصل السلطات الفرنسية إجلاء المصابين نحو المناطق الأقل اكتظاظا.