طباعة هذه الصفحة

«الصحة العالمية» توافق على فتح تحقيقي مستقل

عشرات الملايين سيجدون أنفسهم في فقر مدقع بسبب كورونا

يواصل فيروس كورونا الجديد نقل العدوى إلى المزيد من البشر في مختلف أنحاء العالم، ولازال يحصد المزيد من الضحايا، بحيث اقترب عدد الإصابات في العالم من 5 ملايين نسمة، رغم الإجراءات والتدابير الاحترازية التي اتخذتها العديد من البلدان.
فقد بلغت حصيلة الإصابات بفيروس كورونا الجديد المسبب لوباء «كوفيد-19»، أكثر من 5 ملايين إنسان، فيما اقترب عدد الوفيات من 330 ألف شخص، حول العالم.
غير أن هذه الأنباء السيئة تقريبا، فيما يتعلق بالإصابات والوفيات، يحد منها عدد حالات الشفاء في العالم، والتي بلغت حوالي مليوني شخص.
وسجلت أعلى حصيلة يومية للوفيات بفيروس كورونا المستجد في البرازيل كبرى دول أميركا اللاتينية التي بدأت تشعر بتأثير الوباء بقوة، في حين وافقت منظمة الصحة العالمية على التحقيق في تصديها للأزمة.
ومع وصول عدد الإصابات بشكل متسارع إلى خمسة ملايين، بينما تجاوزت الوفيات 320 ألف في ظل اقتصاد عالمي مدمّر، تسود مخاوف من أن القادم أسوأ في المناطق الأكثر فقرا في العالم التي تحاول جاهدة احتواء تفشي الفيروس.
وارتفعت الحصيلة بشكل مثير للقلق في البرازيل، إذ تجاوز عدد الوفيات بـ «كوفيد-19» خلال 24 ساعة الألف لأول مرّة، لكن الرئيس جاير بولسونارو لايزال معارضا بشدة لتدابير الإغلاق التي قال إنها غير ضرورية.
الوباء يجتاح أميركا اللاتينية
ويسجل عدد الإصابات في البرازيل، أعلى ثالث عدد بين دول العالم، زيادة بالآلاف، ويرجّح أن يتسارع تفشي الوباء في سادس أكبر دولة في العالم، بينما لا يتوقع أن يبلغ ذروته قبل مطلع جوان.
ودفع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في أميركا اللاتينية، بعض المناطق إلى تعليق خططها لتخفيف القيود، كما هو الحال في كوردوبا ثاني مدن الأرجنتين، التي تراجعت عن خطتها لتخفيف تدابير الإغلاق جرّاء ارتفاع عدد الإصابات.
وصدرت تحذيرات من تداعيات الوباء على المجتمعات الأكثر فقرا، إذ قال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، إنه قد يدفع بما يقارب من 60 مليون شخص إلى الفقر الشديد.
وقال مالباس في مؤتمر عبر الهاتف: «تقديرنا هو أن ما يصل إلى 60 مليون شخص سيجدون أنفسهم مدفوعين إلى فقر مدقع، الأمر الذي سيقضي على كل التقدم الذي تحقق للقضاء على الفقر في السنوات الثلاث الماضية. توقعاتنا تظهر حلول ركود عميق».
ولفت المسؤول المالي الدولي إلى أن البنك الدولي يحاول عدم الوقوف جانبا، بمنح قروض لـ100 دولة.
وكشف مالباس أن البنك تعهد بمنح قروض بقيمة 160 مليون دولار حتى منتصف عام 2021.
وأشار في الوقت نفسه، إلى أن جهود البنك الدولي ليست كافية، داعيا البلدان الدائنة إلى الانضمام إلى مبادرة مجموعة العشرين، التي أعلنت وقفا لتسديد ديون عدد من البلدان النامية.
ترامب يهدد بوقف تمويل
صدرت الأرقام المقلقة من أميركا اللاتينية، في وقت وافقت منظمة الصحة العالمية على فتح تحقيق مستقل بشأن طريقة تعاطيها مع تفشي الفيروس، بعد تعرّضها لانتقادات شديدة من الولايات المتحدة التي انخرطت في سجال مع الصين بشأن الوباء.
وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف تمويل الولايات المتحدة للمنظمة بشكل دائم، متهما إياها بأنها ساعدت بكين على التستّر على المعلومات في أولى مراحل تفشي الوباء.
ونفت الصين التهمة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تطلق العنان لاتهامات كهذه في محاولة «للتهرّب من مسؤوليتها والمساومة على التزاماتها الدولية تجاه منظمة الصحة العالمية».
ونددت روسيا كذلك بتهديد ترامب، بينما دعم الاتحاد الأوروبي منظمة الصحة العالمية، مشيرا إلى أن الوقت غير مناسب لتبادل الاتهامات. وهدد الخلاف جهود تنسيق الاستجابة العالمية للوباء، لكن الرئيس الأميركي واصل مهاجمة الصين ومنظمة الصحة العالمية.
دعوة لتنسيق أوروبي لإعادة فتح الحدود
دعت فرنسا، أمس، إلى مزيد من التنسيق بشأن إعادة فتح الحدود الداخلية للاتحاد الأوروبي، بينما أعلنت بعض الدول الأعضاء إجراءات في هذا الاتجاه مع اقتراب موسم السياحة الصيفي.
وقال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الخارجية وشؤون أوروبا جان باتيست لوموان، «إن الهدف هو إعادة فتح الحدود الداخلية تدريجيا «حوالى 15 جوان». وأضاف: «في هذه الأثناء، يجب العمل مع الدول الحدودية بين الأوروبيين لتجنب وجود أوروبا تعمل بسرعات متفاوتة».
وأعلنت إيطاليا إعادة فتح حدودها أمام سياح الاتحاد الأوروبي في الثالث من جوان، فيما تسعى ألمانيا، من جانبها، إلى رفع قيود التنقل المفروضة على حدودها في منتصف جوان.
كما تخطط خمس دول في وسط أوروبا (ألمانيا والنمسا والمجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك) لفتح الحدود المشتركة بينها في منتصف شهر جوان تقريبا.
إيجابيات فيروس كورونا
منذ ظهوره وسط الصين أواخر العام الماضي، أحدث الفيروس تحوّلا في حياة الناس والأعمال التجارية حول العالم، إذ انعكست تداعياته على مختلف الأصعدة، من الهدوء الذي عمّ مراكز مدن لطالما كانت مزدحمة وصولا إلى التغيّرات البيئية الكبيرة.
وأفاد باحثون أن انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون العالمية من أنواع الوقود الأحفوري ستنخفض بنسبة تصل إلى 7% هذا العام جرّاء الوباء، في أكبر تراجع منذ الحرب العالمية الثانية.
وبينما بدأت آسيا في تقييم الأضرار الناجمة عن الوباء، أدركت بعض الدول أنه حمل معه فوائد لم تكن في الحسبان رغم الدمار الاقتصادي الأكثر تأثيرا.
فخلال فترة العزل، شهدت فيتنام تراجعا في معدلات الجرائم، بينما رحبت هونغ كونغ بانتهاء موسم الإنفلونزا السنوي لديها مبكرا. أما تايلاند، المعروفة بالعدد الكبير من الوفيات في حوادث الطرق، فشهدت تحسنا ملحوظا في السلامة على الطرق.