طباعة هذه الصفحة

الأزمة الليبية

قــوات حفــتر تعلن عن هدنـة

 أعلن «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر، أمس الأربعاء، أنه قرر وقف إطلاق النار وإبعاد قواته عن طرابلس لمسافة تتراوح من 2 إلى 3 كيلومترات على جميع الجبهات، داعيا حكومة الوفاق الوطني لاتخاذ إجراء مماثل.
وقال المتحدث الرسمي باسم «الجيش الوطني الليبي»، اللواء أحمد المسماري، «نتفهم جميع الصعوبات التي يعاني منها أهلنا في طرابلس والخطر الذي يواجهونه...».
واسترسل قائلا: «إنه رغبة منا في تخليص الناس من المعاناة خلال هذا العيد وإعطاء أهلنا في طرابلس الفرصة لمراعاة العادات والتقاليد، قررنا تحريك القوات في جميع محاور القتال في طرابلس لمسافة 2 - 3 كيلومترات لتوسيع المجال في مساحة طرابلس لتأدية الشعائر الدينية وتبادل الزيارات والتواصل بين الليبيين كما هو جارٍ في شمال وشرق وغرب البلاد».
وأردف المسماري: «لتجنب سفك الدماء في نهاية شهر رمضان الكريم، ندعو إلى لأن تحذو كل الأطراف حذونا وأن تفعل نفس الشيء، وبالتالي إنشاء منطقة خالية من التوتر والتصادم المباشر لتجنب تجدد الاشتباكات خلال هذه الفترة.

الوفاق لا تثق

 هذا وردّا على هدنة حفتر، وصف المتحدث باسم عملية «بركان الغضب» التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية مصطفى المجعي، تصريحات اللواء أحمد المسماري، بأنها «مناورة يراد منها التمهيد التدريجي لخسارة قواتهم المتوقعة خلال الأيام القادمة في محاور طرابلس وضواحيها».
وقال المجعي: «لقد أصبح (قائد الجيش الوطني خليفة حفتر) متأكدا من هزيمة قواته، لكنه يريد إيصال هذه المعلومات إلى داعميه بشكل تدريجي يخفف من وطأتها، وهو يريد أيضا إرباك المشهد بتحفيز النازحين من مناطق القتال إلى العودة لمنازلهم بما يمنع قواتنا من استهداف قوات حفتر خشية إصابة المدنيين».
وحذر المجعي النازحين من خطورة «الانجرار وراء تصريحات المسماري والعودة لمنازلهم قبل إحكام السيطرة على محيط طرابلس» من قبل قوات الوفاق وانتشال مخلفات الحرب منها»، مؤكدا «قيام قوات حفتر بتلغيم مناطق عديدة في محيط المدينة».
وتابع متسائلا: «أي انسحاب يتحدث عنه المسماري؟ وأي مناطق خالية من التوتر؟ فقد بادرت قواتهم بقصف شرفة الملاحة بطرابلس بعد تصريحاته بشكل مباشر، ونحن لا نثق في تصريحاتهم، لأنهم أخلوا بوعود كثيرة وبوقف إطلاق النار مرات يصعب تعدادها».
 في السياق، قال المحلل السياسي إسماعيل مختار، إن انسحاب قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) التابعة للمشير خليفة حفتر من أجزاء من العاصمة، وتتالي خسارتها لمواقع إستراتيجية مثل قاعدة الوطية الجوية غربي طرابلس، هو إقرار بالهزيمة. وصرح مختار أن حفتر خسر معركته العسكرية في ليبيا وأن من يراهن عليه، إنما يراهن على حصان خاسر. وأكد أن المواقف الدولية تغيرت فالولايات المتحدة الأمريكية دعت حفتر إلى الانسحاب، كما أعلن حلف الناتو أنه سيدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية.

تحذير من تدفق الأسلحة

 عقد مجلس الأمن الدولي مؤتمرا عبر الفيديو، لمناقشة الوضع في ليبيا عقب التطورات العسكرية الأخيرة.
وخلال المؤتمر، حذرت مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز أمام المجلس من أن تدفق الأسلحة والمعدات والمرتزقة إلى الأطراف المتحاربة في البلاد سيزيد حدة الصراع.
فيما دعت واشنطن على لسان مندوبتها الدائمة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت في نفس الجلسة لمجلس الأمن وقف النقل المستمر للمعدات العسكرية الأجنبية والأفراد إلى ليبيا.
من جهته، أعرب مصدر في وزارة الخارجية الروسية، عن دعم بلاده لأي مبادرة تهدف إلى وقف سفك الدماء في ليبيا والعودة إلى طاولة المفاوضات».
 
وضع اجتماعي واقتصادي خطير

أكدت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة، رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، أن القتال واستمرار الإغلاق النفطي وجائحة كوفيد-19، تشكل جميعا تحديا غير مسبوق للوضع الاجتماعي والاقتصادي المثقل بالتحديات أصلا في ليبيا.
وأوضحت ويليامز، أن الإغلاق النفطي كلف الدولة الليبية أكثر من أربع ملايير دولار، «وفي ظل إرهاصات العجز المتوقع في الميزانية والذي يصل الى 26 مليار دينار في 2020، فرض مصرف ليبيا المركزي تدابير تقشف تشمل فرض تقييدات على النقد الأجنبي».
ولفتت ويليامز، إلى أن «أغلب المكاسب من الإصلاحات الاقتصادية المعمول بها منذ 2017 قد تلاشت»، لافتة إلى أن وباء فيروس كورونا، يزيد من المشاكل الأمنية الموجودة في طرابلس.
 وأضافت في إحاطتها، أن هناك نحو «مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية نتيجة للقتال وتأثيرات فيروس كورونا»، مجددة الدعوة إلى «وقف شامل لإطلاق النار في ليبيا ووقف الاعتداءات ضد المدنيين والمنشآت المدنية، ومحاكمة منتهكي القانون».