طباعة هذه الصفحة

قنابل موقوتة زرعها ترامب ورحل

بايدن مطالب بتصحيح السياسة الأمريكية تجاه القضية الصّحراوية

جلال بوطي

أحدث الرّئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا قرارات رئاسية لا تتماشى مع السياسة الخارجية لأمريكا ولقيت معارضة شديدة من داخل الحزب الجمهوري، لكن التساؤل المطروح، هو كيف يمكن لإدارة الديمقراطي بايدن العدول عنها؟

لم يكن متوقّعا بشكل قاطع أن يتّخذ ترامب إعلانا رئاسيا يتم بموجبه الاعتراف بالسّيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، وهو ما هزّ أركان حلفاء الجمهورية الصّحراوية وجبهة البوليساريو، واعتبر القرار بمثابة إشعال لنار الفتنة بين طرفي النزاع بعد ثلاثة عقود من حالة اللاّسلم واللاّحرب، التي كان فيها الموقف الأمريكي منسجما مع قرارات الأمم المتحدة حيال النّزاع منذ بداية النزاع سبعينيات القرن الماضي.
وحسب رئيس منظمة عدالة البريطانية، سيد احمد اليداسي، فإنّه من الصّعب على الادارة الجديدة للبيت الابيض العدول على قرار ترامب بخصوص الصحراء الغربية، الذي صبّ الزيت على النار، وقال اليداسي لـ «الشعب» أنه لا يتوقع معجزات من الرئيس الامريكي المنتخب جو بادين، لكن طبعا يتوقع تغييرا في الموقف الرئاسي الأمريكي، مؤكدا أنّ ذلك لا يعني الموقف السياسي تجاه القضية الصحراوية.
في مقابل ذلك، أوضح اليداسي أنّ الدليل على هذا الطرح هو تعيين بايدن لمبعوث جديد للشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجلس الامن القومي الامريكي، ويتعلق الامر بـ بريت ماكغورك المساند للحركات التحررية رئيسا لمكتب الشرق الاوسط وشمال افريقيا، مضيفا أن إدارة بادين ترفع شعار «أمريكا لابد أن تتخلص من ترامب وذلك يشمل سياساته الخارجية»، في إشارة إلى إصلاح ما أفسده ترامب.
وشكّل قرار اعتراف إدارة ترامب للمغرب بالسيادة المزعومة على الصحراء الغربية مقابل التطبيع مع اسرائيل انتقادا شديدا من داخل الحزب الجمهورية، وفي مقدمتهم السيناتور مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، وكذلك المبعوث الأممي السابق إلى الصحراء الغربية جيمس بيكر، وكرستوفر روس وغيرهم كثير، واعتبروا القرار خطوة خطيرة أنهت مسارا طويلا من سياسة فريدة في المنطقة، حيث كانت واشنطن المشرف على قرارات مجلس الأمن فيما يتعلق بالنزاع منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 1991.
وفي هذا الشأن، رأى رئيس منظمة عدالة البريطانية أن الصحراويين لا يراهنون على ما يجري في أمريكا بل على ما يجري في بلدهم، الصحراء الغربية، فهم يعتمدون على أنفسهم وقد برهنوا ذلك في الرد السريع للجيش الشعبي الصحراوي على خرق المغرب لوقف إطلاق النار واستئناف الحرب في 13 نوفمبر الماضي.