طباعة هذه الصفحة

الأمريكيّون يتابعون تنصيب بايدن افتراضيا

رهان على رئيس جديد لتوحيد بلد منقسم

فضيلة بودريش

أنظار العالم تتّجه اليوم نحو البيت الأبيض لرصد عملية تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن وسط ظروف استثنائية وأجواء غير مسبوقة يتابع فيها الشعب الأمريكي بقلق هذا الحدث البارز افتراضيا، وجاء ذلك بعد أن استعدّت العاصمة واشنطن بطوق أمني مكثف حاصر جميع المنافذ المؤدية إلى البيت الأبيض، وتستعد واشنطن لعشرات الإجراءات التنفيذية المهمّة، حيث تمتد على مدار الأيام العشرة الأولى من تولي إدارة بايدن الحكم، إضافة إلى التّشريعات التي ستبدأ في شق طريقها من خلال الكونغرس لتخفيف وطأة الوباء والهجرة على وجه الخصوص.
انتهت عهدة ترامب التي قطعت الأنفاس وأثارت الكثير من الجدل، وبذلك طوت صفحته نهائيا لأنّه يستبعد أن يترشّح مرة أخرى بعد أحداث العنف التي هزّت الاستقرار، وينوي بايدن منذ اللحظات الأولى من تربّعه على عرش الحكم، الشروع في تصحيح الفوضى التي خلّفها سابقه ترامب، لذا يرتقب خلال اليوم الأول على ضوء وعوده التي أطلقها، أن يقوم بتمديد فترة الإيقاف المؤقت لمدفوعات قروض الطلاب الفيدرالية، إلى جانب إصدار قرار يسمح بإعادة انضمام الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية، وكذا اتفاقية باريس للمناخ، إلى جانب مطالبة الأمريكيين بالالتزام بـ 100 يوم من ارتداء الأقنعة.
والحديث جاري حول نية الرئيس الجديد لاستخدام سلسلة من الإجراءات التنفيذية لإلغاء حظر إدارة ترامب للمهاجرين القادمين من العديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة، وكذا القضاء على التخفيضات الضريبية للشركات، وبالمقابل مضاعفة الرسوم التي تدفعها الشركات الأمريكية على الأرباح الأجنبية.
ومن القرارات الاستعجالية وذات الأولوية وكان بايدن قد تعهّد بها، نذكر إنشاء فرق عمل معنية بالتشرد ولم شمل الآباء المهاجرين مع الأطفال الذين انفصلوا عنهم على الحدود الأميركية المكسيكية، مع إرسال مشاريع قوانين إلى الكونغرس تسعى إلى فرض فحوصات أكثر صرامة لخلفيات مشتري الأسلحة، وإلغاء إجراءات حماية مصنعي الأسلحة النارية من المسؤولية القانونية، وتوفير مسار للحصول على الجنسية لـ 11 مليون مهاجر جاءوا إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني عندما كانوا أطفالا.
سيجد بايدن على طاولته ملفات مكثفة ومستعجلة، من بينها إعادة الانضمام إلى الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، وحزمة مناخية بقيمة 2 تريليون دولار، لجعل الولايات المتحدة خالية من انبعاثات الكربون بحلول آفاق عام 2050، وخطّة لإنفاق 700 مليار دولار لتعزيز التصنيع والبحث والتطوير والبناء على قانون الرعاية الصحية، ودون شك سيقوم الرئيس الأمريكي الجديد بفتح قنوات الحديث مجدّدا مع السلطة الفلسطينية، مع تقديم مساعدات إنسانية للفلسطينيين، وفتح البعثة الدبلوماسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن، بعد غلقها من طرف ترامب.