انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تبخر أجساد الشهداء في غزة حتى بات ذوو الشهداء لا يجدون أثرا لهم بفعل القنابل التي يلقيها الاحتلال على قطاع غزة في الحرب المستمرة منذ 14 شهرا.
باتت المشاهد المروعة لبقايا جثامين الشهداء تثير أسئلة عن نوع القنابل المستخدمة في الحرب، وعن آثارها التدميرية العالية.
قال مدير وزارة الصحة في قطاع غزة، د - منير البرش، إن الاحتلال يستخدم أسلحة محرمة دولياً، وهناك شهادات لتبخر بعض الجثث، مبينا أن “هناك أنواعا من الحروق لم نشهدها من قبل”.
وأضاف في مقابلة تلفزيونية، أن هناك من بين الشهداء من هشمت وجوههم وأقفاصهم الصدرية، مبينا أن هناك حالات تبخر بعض الجثث ظهرت في الآونة الأخيرة، خاصة في شمال غزة.
وطالب البرش بتحقيق دولي بشأن الأسلحة الغامضة التي تستخدمها القوات الصهيونية في حربها ضد قطاع غزة.
وتسلّمت قوات الاحتلال آلاف أطنان الذخائر من الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب على غزة، لكن يبدو أن أكثرها تدميرا كانت من عائلة “مارك” و«جي بي يو”.
ويقول خبير في السلاح، إن “ الاحتلال استخدم في غزة ما يعرف بالقنابل الفراغية أو الحرارية، تسمى قنبلة الغبار الجوي أو قنبلة المتفجرات الهوائية، التي تعمل بالوقود الصلب”.
وتابع بأن “الانفجار يولد موجة ضخمة، تبدأ أولا بامتصاص الأوكسجين من المحيط، لتدمر كل المباني وتولد حرارة عالية تذيب الجثث إلى حد التبخر والانصهار”.
دعـــــــــــــــــوات للتّحقيـــــــــــــــق
وتحتوي هذه القنابل، وفقا للخبير العسكري، على مادة شديدة الانفجار ومسحوق الألمنيوم وأوكسيد الإثيلين، ويسمى الرأس الحربي لها “ثرمو بايلوت” بتوجيه ليزري، وتستخدم في ضرب البنايات المحصنة والأنفاق والمناطق الحضرية والمغلقة ومخازن الذخيرة.
وأشار إلى أن هذه القنابل شأنها شأن النبابالم والفسفور الأبيض واليورانيوم، بمعنى ضمن الإصدارات المحرمة دولية لشدتها التدميرية العالية.
وأكّد أن الاحتلال استورد من الولايات المتحدة كميات من هذا القنابل، واستخدمها في جميع مناطق غزة، بالإضافة إلى لبنان. وكانت الولايات المتحدة أول من استخدمت هذا النوع من القنابل في العراق وأفغانستان.
وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بتشكيل لجنة تحقيق دولية من خبراء مختصين حول الأسلحة التي تستخدمها القوات الصهيونية في حربها على غزة، بما في ذلك احتمالية استخدامها لقنابل تولّد حرارة شديدة تؤدي إلى تبخّر أجساد الضحايا.
شهداء في مجازر جديدة
في الأثناء، دخل العدوان الصهيوني على قطاع غزة يومه 425، مع ارتفاع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 44 ألفا، إضافة إلى أكثر من 100 ألف جريح. ويواصل جيش الاحتلال عدوانه وحصاره على مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ما أسفر عن نحو 4 آلاف شهيد، إضافة إلى كارثة إنسانية متكاملة.
وقال مراسلون إن الهجمات الصهيونية في مناطق شمال غزة دخلت شهرها الثالث، وإن أبرز العمليات العسكرية التي سُجلت هناك هي وضع الجيش الصهيوني عددا من البراميل المتفجرة في مشروع بيت لاهيا وتفجيرها، مما أدى إلى تدمير أحياء سكنية بالكامل.
في الأثناء، قالت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس، إن مقاوميها قنصوا عسكريا للعدو قرب دوار زمو شرقي مدينة جباليا شمالي قطاع غزة.
استهداف مقصود للدّفاع المدني
كما أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، أمس الثلاثاء، نجاة طاقم تابع له من قصف صهيوني استهدفه بشكل مباشر أثناء محاولته إنقاذ مصابين بمدينة رفح جنوب.
وفي بيان سابق، قال الدفاع المدني إن جيش الاحتلال استهدف طواقمه أثناء قيامهم بمهمات إنسانية نحو 18 مرة منذ 7 أكتوبر 2023.
وأفاد بأن الجيش قتل 88 عنصرا من طواقمه وأصاب 304 آخرين واعتقل 21 منذ بدء حرب الإبادة قبل أزيد من عام، وفق ذات البيان.
كما أعلن جهاز الدفاع المدني، عن توقف 13 مركبة إطفاء وإنقاذ وتدخل سريع، من أصل 22 مركبة في محافظات الوسطى وخان يونس ورفح لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها، وأكد أن معظم مركبات الدفاع المدني في مدينة غزة لا تزال متوقفة عن العمل والحركة لليوم 27 لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها.
تدمير 80 % من مرافق المياه
على صعيد آخر، أعلنت سلطة المياه الفلسطينية أن التقديرات الحالية لحجم الخسائر التي لحقت بقطاع المياه، خلال العدوان المستمر على قطاع غزة تزيد عن 80 % في المرافق، التي تشمل الآبار ومحطات الضخ ومحطات التحلية، وشبكات التوزيع، ومحطات الصرف الصحي.
وأكّدت أن استمرار إعاقة عملية تشغيل ما تبقى من مرافق المياه، أدى الى نقص حاد في تزويد المياه وتدفق فيضانات المياه العادمة في الشوارع والأحياء وتجمعات النازحين، وتشكيل مخاطر كارثية على الصحة العامة والبيئة.
وذكرت أن التقارير الدولية والأممية تؤكّد أن آبار المياه انخفضت طاقتها الإنتاجية بشدة لتصل فقط لحوالي 10-20 % مما كانت عليه قبل العدوان، بسبب الأضرار التي لحقت بالآبار والبنية التحتية والمرافق المائية، وإلى انقطاع التيار الكهربائي اللازم لضخ المياه وعدم توفر الوقود، محذّرة من استمرار توقف محطات التحلية الثلاث الرئيسة في قطاع غزة، التي تعتبر المصدر الرئيسي الوحيد للمياه الصالحة للشرب نتيجة استهدافها، وكذلك نتيجة توقف امدادات الطاقة.
وأعلنت أنه رغم ظروف الحرب، تبذل طواقمها جهودا مضنية لتحقيق هدفين أساسين، وهما توفير ما أمكن من المياه للمواطنين وخصوصا لمراكز الإيواء وأماكن النزوح، والتخفيف من تدفق المياه العادمة بين التجمعات المأهولة للتخفيف من مخاطر انتشار الأوبئة الخطيرة والأمراض.