واصلت قوّات الاحتلال الصهيوني مجازرها المروعة في قطاع غزة، مستهدفة تجمعات للنازحين الجوعى، بالتزامن مع إطلاق يد عصابات من اللصوص تستهدف سرقة ما تبقى من طعام في مخازن المؤسسات الدولية والمحلية، سعيا لتعميق المجاعة، وضرب الأمن الداخلي.
استشهد عدد كبير من الفلسطينيين، بينهم أطفال ورضّع، وأصيب آخرون خلال الساعات الماضية، في قصف للاحتلال على أحياء الشجاعية، والتفاح، والشعف والمناطق الغربية من مدينة غزة، ومناطق القرارة، وحي الأمل، والبطن السمين في خان يونس جنوب القطاع.
كما استشهد وأصيب عدد من عناصر الشرطة الفلسطينية، الجمعة، خلال تصديهم لعصابات اللصوص التي تحاول سرقة محلات تجارية ومخازن تابعة لمؤسسات دولية وخيرية، فيما توعدت وزارة الداخلية بالضرب بيد من حديد على هذه العصابات، والتي تتماشى مع خطط الاحتلال في تعميق أزمة الجوع، وتهديد الأمن الداخلي.
شهـــداء الجـــوع
في الأثناء، توفيت طفلة فلسطينية في مستشفى الرنتيسي بمدينة غزة، أمس السبت، جراء تأثرها بسوء التغذية والجفاف حيث تواصل سلطات الاحتلال منذ شهرين تجويع وتعطيش فلسطينيي القطاع عبر إغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات الإغاثية الأساسية.
وقال مصدر طبي للصحافة بأن الطفلة “جنان صالح السكافي، توفيت بسبب سوء التغذية والجفاف داخل مستشفى الرنتيسي للأطفال في مدينة غزة”.
كما سجل مدير المستشفيات الميدانية بغزة 57 حالة وفاة بسوء التغذية، ولأكثر من مرة، حذّر مسؤولون فلسطينيون حكوميون وأمميون من مخاطر استمرار إغلاق الاحتلال للمعابر ومنعها دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وأدوية ووقود ومياه للقطاع منذ شهرين.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي، مساء الجمعة، في بيان أن القوات الصهيونية تدمر بشكل ممنهج مصادر الغذاء في القطاع عبر استهداف المخابز ومراكز الإغاثة ونقاط توزيع الطعام المطبوخ وآبار المياه ومخازن الأغذية والأراضي الزراعية، ضمن سياسة التجويع التي تمارسها ضد الفلسطينيين.
إلى جانب إغلاقها للمعابر منذ 2 مارس الماضي أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
فيما قالت البلديات في القطاع في بيانات سابقة إن قوات الاحتلال تتعمد استهداف آبار المياه ومحطات التحلية في إطار سياسة التعطيش التي تمارسها ضد الفلسطينيين.
لا غذـاء ولا مـاء ولا وقــود
وشدّدت منظمات إغاثة في غزة على أن الغذاء والماء والوقود على وشك النفاد وأسعار المواد الشحيحة المتبقية خارج المتناول. وقالت منظمة أوكسفام بغزة إن الأمهات في القطاع يطعمن أطفالهن وجبة واحدة فقط يوميا في ظل أزمة جوع خانقة.
وحذّرت شبكة المنظمات الفلسطينية غير الحكومية من أن 70 مطبخا مجتمعيا في غزة ستغلق خلال أسبوع إذا استمر الحصار ومنع دخول المساعدات.
ولفت المجلس النرويجي للاجئين إلى أن إنتاج الغذاء بغزة شبه مستحيل بسبب الغارات الجوية الصهيونية على قطاع الزراعة، مضيفا أن البحرية الصهيونية استهدفت الصيادين في قطاع غزة. وأعلن أنه لم يتبق لدى أي منظمة إغاثة في غزة أي خيام لتوزيعها على النازحين، قائلا: “إذا استمر الاحتلال في حصاره لغزة فسيموت الآلاف وسيحدث انهيار كامل للنظام”.
نقــص الأدويــة
على صعيد متصل، حذّر مستشفى الكويت التخصصي في رفح من نقص حاد في معظم الأدوية والأغذية الأساسية اللازمة للمرضى. وقال إن قطاع غزة يعاني نقصا حادا في أكثر من 75% من الأدوية الأساسية، مشيرا إلى أن القدرة على الاستمرار في تقديم الخدمات العلاجية أصبحت على المحك، في ظل عدم كفاية مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية لأكثر من أسبوع. وشدّد على أن الخدمات الطبية سيتوقف معظمها دون تدخل عاجل وفوري.