نظّمت العديد من الفعاليات الكبرى في مختلف الدول الأوروبية احتفاءً بالذّكرى 52 المزدوجة لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وذكرى اندلاع الكفاح المسلح للشعب الصحراوي الصامد في وجه الاحتلال، في كل من إيطاليا وإسبانيا وألمانيا.
احتفلت مدينة ريجيو إميليا الايطالية بالذكرى 25 لتأسيس جمعية الخيمة الصحراوية، مؤكّدة من جديد التزامها بالحفاظ على الهوية الصحراوية، ودعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.
ومن جهة أخرى، نظّمت جمعية الجالية الصحراوية بمدينة دورانغو بمقاطعة بيثكايا احتفالية كبرى بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وذكرى اندلاع الكفاح المسلح بحضور نائبة ممثل الجبهة الشعبية ببلاد الباسك بمعية عمدة بلدية دورانغو وبمشاركة جمعيات الجالية وفعاليات المجتمع المدني المتضامن مع كفاح الشعب الصحراوي.
وفي هذا الإطار، تمّ عرض كتاب بعنوان “طقوس الخيمة” يضم مختارات من القصص والقصائد والتأملات التي تجسد روح الشعب الصحراوي ومقاومته الثقافية، وشاركت في تقديمه كل من ممثلة جبهة البوليساريو بإيطاليا فاطمة المحفوظ والمحررة والمترجمة الايطالية جوليا مالتيز.
مرافقــة سياسيـة وإنسانيـة
من جانبها، قدّمت فاطمة المحفوظ شهادة مؤثرة عن تاريخ كفاح الشعب الصحراوي والتحديات التي يواجهها من أجل نيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال، ممّا أثار شعورا عميقا من التعاطف والتضامن لدى الجمهور.
وإلى جانب ذلك، احتضنت بلدية أبالوس بمقاطعة لاريوخا احتفالية تخليدا للذكرى المزدوجة 52 لتأسيس الجبهة واندلاع الكفاح المسلح، بحضور جمع غفير من المتضامنين والجالية الصحراوية بالمقاطعة. وهذه المناسبة شكّلت فرصة لتجديد مع الشهداء وإرثهم الذي نقلته رسالة الجبهة الشعبية، حيث نصبت خيمة في ساحة البلدية لتخليد الحدث شملت معرضا للصور وتخللتها أنشطة ثقافية وفنية. ونظّمت بمدينة دورانغو الباسكية، تظاهرة احتفالية تخليدا للذكرى المزدوجة الحدث أستهل بكلمة لرئيسة بلدية دورنغو السيدة ميريام الكوريريي التي رحبت بالحضور، وأكّدت على مواصلة دعم كفاح الشعب الصحراوي ومرافقته سياسيا وإنسانيا.
من جهتها، وقفت فاطمة لبيض نائب ممثل الجبهة الشعبية ببلاد الباسك، عند مغازي ودلالات حدثي تأسيس الجبهة الشعبية وإعلان الكفاح المسلح ضد المستعمر الإسباني وأثرهما في توحيد صف الصحراويين وتوحيد جهودهم في سبيل انتزاع حقوقهم المشروعة في التحرر والاستقلال.
الحفل الذي كان فرصة للتضامن مع مسيرة الحرية لإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين شهد إقامة أنشطة وفعاليات متنوعة، فقد اختار له منظّموه أن يكون عاكسا لمختلف مظاهر هوية المجتمع الصحراوي الضارية في القدم، وقد تجسّد ذلك في اللوحات الفكلورية المقدمة، والتي حلمت في مضامينها رسائل عميقة من أبرزها إصرار المرأة الصحراوية على الحفاظ على الهوية وصونها.
وخلال الحفل كانت الخيمة الصحراوية أبرز شاهد على وحدة الشعب الصحراوي وتمسكه بأصالته وهو يحيي الذكرى 52 لإعلان الكفاح المسلح بتعزيز قيم الوحدة الالتفاف خلف رائدة الكفاح الوطني الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
التّحسيس بالقضية الصّحراوية في ألمانيا
وشارك الممثّل الصحراوي بمنطقة سكسونيا وبايرن محمد أبا الدخيل مرفوقا بالطالبة الصحراوية أبيديدة بداتي، في احتفال مؤسسة المنح الأكاديمية الألمانية بعد مرور 100 سنة على تأسيسها، وذلك بحضور ممثلين عن المؤسّسة من أساتذة وطلاب عن جامعة دريسدن.
وقد استهل الممثّل الصّحراوي مداخلته بالتطرق إلى الوضع الراهن في الصحراء الغربية الذي لم يعد مقبولا، خاصة بعد استئناف جبهة البوليساريو الكفاح المسلح في 13 نوفمبر 2020 وعودة النزاع إلى المربع الأول، وهو ما فضح تقاعس المجتمع الدولي عن إيجاد حل من أجل تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
وتناول المتحدّث الدور الذي يجب أن تلعبه الدول الأوروبية وخصوصا ألمانيا الاتحادية بوزنها السياسي في الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بفرض احترام الشرعية الدولية بالصحراء الغربية والدفع نحو تصفية الاستعمار.بدورها، تطرّقت الطّالبة الصحراوية أبيديدة بداتي، إلى الوضعية المزرية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، من ممارسات التعذيب ضد المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية، والتي تشمل الضرب، التعذيب النفسي وكذلك الحرمان من التواصل مع ذويهم، كما أبرزت العراقيل التي يضعها نظام دولة الاحتلال المغربي أمام زيارة المحامين والبرلمانيين والصحافيين الأوروبيين للمناطق المحتلة التي تعيش تحت القمع والحصار والتعتيم الإعلامي.
وخلال هذه الأمسية تم عرض فيلم وثائقي ألماني جديد يسلط الضوء على كفاح الشعب الصحراوي بعد خمسين عاما من النزاع في الصحراء الغربية، لتختتم بتأكيد الحاضرون على تضامنهم مع القضية الصحراوية، مطالبين بمزيد من الأنشطة التحسيسية من أجل إطلاع المجتمع الألماني على حقيقة القضية الصحراوية.