طباعة هذه الصفحة

العدوان الصهيوني يتفنّن في إبادة المدنيـين

مجزرتان في جباليا وخانيونس وحـرق المستشفيـات

 أكثر من 16 ألف طفل شهيد واستهداف عناصر تأمين المساعدات

تواجه غزة واحدة من أشدّ مراحل عدوان الاحتلال الصهيوني منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، في ظل تصاعد الغارات الجوّية والتوّغل البرّي، واستمرار استهداف المنازل والبنية التحتية في مختلف أنحاء القطاع، وارتكب الاحتلال ليلة الخميس وإلى غاية فجر أمس الجمعة، مجزرتان في جباليا وخانيونس، خلفّت عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين، وسط تجاهل الاحتلال للتحذيرات الدولية من كارثة إنسانية وشيكة ومع تسجيل استهداف عناصر تأمين المساعدات وحرق مستشفى العودة.

في حصيلة أولية استشهد 30 مواطناً على الأقل وجرح وفقد العشرات، ليلة الخميس وفجر أمس الجمعة، في سلسلة غارات الاحتلال الصهيوني على مناطق متفرقة في قطاع غزة. وقصفت طائرات الاحتلال، منزلاً يعود لعائلة «دردونة» في جباليا البلد، ما أدى إلى استشهاد ستة مواطنين على الأقل وإصابة وفقدان عشرات آخرين، علماً أن المنزل مكوّن من أربع طوابق مأهولة بأفراد العائلة بالإضافة إلى نازحين.

عجز تام للوصول إلى المفقودين

وفي هذا الصدد، أعلنت طواقم الإنقاذ أن نقص المعدات الثقيلة تسبب في وقف عمليات البحث تحت أنقاض المنزل، مشيرة إلى أنها انتشلت جثامين أربعة شهداء وأنقذت ستة آخرين من تحت أنقاض المنزل المكوّن من أربعة طوابق.
وأكدّت أنه «لا يزال أكثر من 50 مواطنا في عداد المفقودين، وسط عجز تام عن الوصول إليهم بسبب غياب الإمكانيات الفنية اللازمة».
وفي خانيونس جنوباً، أفادت مصادر محلية، بأن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة بقصفه منزلاً لعائلة «الدغمة» في بلدة عبسان الجديدة شرق المدينة، ما أسفر عن استشهاد 11 فلسطينيا على الأقل. وبحسب ذات المصادر، فإن غالبية الشهداء في مجزرة عائلة «الدغمة» هم من الأطفال، فيما أن هناك عدد من الإصابات وصفت جروحهم بالخطيرة جدا، كما لم تتمكن طواقم الإسعاف من نقلهم حتى الآن إلى المستشفى.
كما استشهد نحو 10 مواطنين وأصيب آخرون بجروح في أكثر من خمس ضربات جوّية من طائرات مسيرة للاحتلال استهدفت عناصر تأمين المساعدات عند مدخل مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، كما استهدفت من حاول إسعاف المصابين. واستشهد أربعة مواطنين بينهم طفلتين جراء قصف طيران الاحتلال شقة سكنية قرب مفترق عبد العال بشارع الجلاء في مدينة غزة. وذكرت مصادر محلية أن طفلين شقيقين استشهدا وأصيب والدهما بجروح خطيرة، إثر قصف الاحتلال منزلا يعود لعائلة «أبو عكر» في منطقة المخيم الغربي بمدينة خانيونس.

استشهاد ستة من عناصر تأمين المساعدات

استُشهد ستة مواطنين من عناصر تأمين المساعدات، في غارات للاحتلال الصهيوني على شارع صلاح الدين شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وأدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، «بأشد العبارات الجريمة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق عناصر تأمين المساعدات واللجان الشعبية المتطوعة في منطقة دير البلح». وأكد أن استهداف هؤلاء العناصر، الذين يؤدون مهاماً إنسانية بحتة تتمثل في تأمين المساعدات وهي عبارة عن شاحنتين من الأدوية والمستلزمات الطبية المهمة للقطاع الصحي، ولضمان وصولها إلى المستشفيات في المناطق المنكوبة، يمثل جريمة مكتملة الأركان ويكشف عن نوايا الاحتلال الصهيوني الحقيقية في تعطيل تدفق المساعدات الإنسانية والعلاجية، وخلق حالة من الفوضى والفلتان، بما يخدم مخطط «هندسة التجويع وقتل المرضى» الذي تنتهجه سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وشدّد على أن هذه الجريمة ليست معزولة، بل تندرج ضمن سلسلة متواصلة من الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، وحمّل الاحتلال مسؤولية قانونية وأخلاقية كاملة عن استهداف طواقم الإغاثة والمجتمع المدني في وقت الحرب. وطالب المكتب المجتمع الدولي، وهيئات الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية والحقوقية، بالتدخل العاجل والفوري لوقف هذه الجرائم المنظمة التي ينفذها الاحتلال، وتوفير الحماية الكاملة للمساعدات وللعاملين على تأمينها، وضمان دخولها بشكل آمن ومنتظم إلى المناطق المتضرّرة، بعيداً عن انتهاكات الاحتلال وسياساته العدوانية.

اشتعال مخزن للأدوية

وفجرت قوات الاحتلال روبوتاً في محيط مستشفى العودة شمال غزة، ما أدى إلى أضرار جسيمة في مرافق المستشفى، واشتعال النيران في مخزن الأدوية، فيما منع الاحتلال طواقم الدفاع المدني من إطفاء الحريق. كما جددت قوات الاحتلال الصهيوني غاراتها على مناطق مختلفة من قطاع غزة أمس الجمعة، مما أسفر عن عشرات الشهداء والمصابين، من بينهم عناصر لتأمين المساعدات.
وفي سياق آخر، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، إن 160 ألف فلسطيني بقطاع غزة نزحوا مجددا خلال أسبوع واحد، لإنقاذ حياتهم وسط قصف الاحتلال الصهيوني ضمن الإبادة المستمرة منذ 20 شهرا.
وبينما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن عدد الشهداء الأطفال في قطاع غزة بلغ 16503 شهيد منذ أكتوبر 2023، داعية المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والتحرك العاجل لوقف العدوان الصهيوني ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم في الأطفال والمدنيين العزل.
وأوضحت الوزارة في تقرير لها، أن عدد الشهداء الرضع بلغ 916 شهيدا، وأن عدد الشهداء الأطفال تحت سن 5 سنوات قدر بـ 4365، بالإضافة إلى 6100 شهيد تحت سن 12 عاما، في حين بلغ عدد الشهداء تحت 17 عاما 5124 شهيدا.

حصيلة حرب الإبادة الصهيونية ترتفع

أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية، عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 53762 شهيدا و122197 مصابا. وأوضح ذات المصدر أن 107 شهيدا و247 جريحا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة الأخيرة، لافتا إلى أن آلاف الشهداء ما زالوا تحت الركام. كما أشارت السلطات الصحية الفلسطينية إلى أن حصيلة الشهداء منذ 18 مارس، تاريخ استئناف العدوان الصهيوني على القطاع، بلغت 3613، بينما أصيب 10156 شخصا.
واستأنف الكيان الصهيوني في 18 مارس عدوانه على قطاع غزة بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي وسط خرق الاحتلال لبنوده حيث استمر في قصفه لأماكن متفرقة من القطاع ما أوقع شهداء وجرحى.