طباعة هذه الصفحة

المخزن خطّط لـ”فرض” تمثيل مزيف يشوّه الأحرار الصّحراويين

البوليساريــــو “تردع” ألاعيب الاحتلال المغربي

في تطور يؤكد فشل محاولات دولة الاحتلال المغربي في تشويه تمثيل الشعب الصحراوي داخل المنظمة الأممية الاشتراكية، تم الكشف أن المساعي المشبوهة التي قادها الاحتلال لإقحام طرف مستقدم في تمثيل مزيف للصحراء الغربية قد باءت بالفشل، بعد سلسلة من الاتصالات المكثفة التي أجراها وفد جبهة البوليساريو مع الأصدقاء والحلفاء داخل المنظمة، إلى جانب لقاءات متعددة مع فاعلين معنيين بهذا الملف.

وكان الاحتلال المغربي، قد تعمد التجاوز الصارخ للنظام الداخلي والضوابط الإجرائية المتبعة داخل الأممية الاشتراكية، من خلال الدفع بهذا الطرف في جلسة عقدت في عاصمة الاحتلال المغربي، دون إشعار جبهة البوليساريو بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي والمعترف بها كذلك داخل المنظمة منذ عقود. وقد جرى تمرير هذا التمثيل المزيف عبر مسار تكتنفه العديد من علامات الاستفهام، في ظل تواطؤ مكشوف بين أجهزة الاحتلال وبعض الأطراف داخل السكريتاريا.
غير أن التحرك الدبلوماسي الحازم لجبهة البوليساريو، بدعم من قوى سياسية تقدمية داخل المنظمة، أسفر عن تطور هام تمثل في نزع صفة تمثيل الصحراء الغربية عن هذا الطرف المستقدم، وتجميد ملفه إلى حين انتهاء التحقيق الداخلي حول الخروقات المسجلة، وذلك في أفق المؤتمر المقبل للأممية الاشتراكية.
ويُعتبر هذا القرار صفعة سياسية قوية للاحتلال، الذي سعى عبر هذه المناورة إلى خلق تمثيل بديل لا يحظى بأي شرعية شعبية ولا اعتراف دولي، في محاولة فاشلة لإرباك المشهد السياسي داخل المنظمة وطمس الحقيقة الراسخة التي تؤكد أن جبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي.
وأشادت جبهة البوليساريو بهذا الموقف المسؤول من داخل الأممية الاشتراكية، مؤكدة أن مساعي الاحتلال لشراء المواقف السياسية أو تمرير مخططات تضليلية لن تثنيها عن مواصلة نضالها المشروع، وأنها ستبقى وفية لتضحيات شعبها ولمكانتها الثابتة في المنتديات الدولية.

رؤية عالمية للقيم والتضامن

ويشارك وفد من جبهة البوليساريو في أشغال اجتماع مجلس الأممية الاشتراكية الذي تحتضنه مدينة أسطنبول التركية في الفترة من 23 إلى 25 ماي الجاري.
وافتتحت الجلسة الصباحية للاجتماع الذي يعقد تحت شعار “متحدون من أجل العالم الذي نستحقه.. رؤية عالمية للقيم والتضامن” ، بكلمات لرئاسة الأممية الاشتراكية، قبل الدخول في جلسة نقاش حول “حماية الديمقراطية في العالم الرقمي”، تطرقت إلى التحدّيات المتزايدة أمام الأنظمة الديمقراطية في ظل تصاعد التضليل والتلاعب بالمعلومات عبر الوسائط الرقمية.
وناقش المشاركون موضوعًا محوريًا تحت عنوان: “معالجة العنف والنزاعات وحماية المدنيين”، في سياق تعدد بؤر التوتر والنزوح والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين في عدد من مناطق العالم. ويتواصل النقاش اليوم الأحد 25 ماي، من خلال جلسة حول “أزمة التنمية العالمية وتداعياتها من إفريقيا إلى أمريكا اللاتينية”، حيث ستتم مناقشة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للأزمات المركبة التي تواجهها شعوب الجنوب العالمي.
وتشكل هذه المناسبة فرصة للوفد الصحراوي لنقل صوت الشعب الصحراوي إلى الحاضرين، وتأكيد تمسكه بحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، ودعوة القوى التقدمية إلى تحمل مسؤولياتها السياسية والأخلاقية في دعم كفاح الشعوب التي لا تزال ترزح تحت نير الاستعمار، وعلى رأسها قضية الصحراء الغربية. ويضم الوفد الصحراوي كل من عضو الأمانة الوطنية السفير المكلف بأوروبا والمؤسسات الأوروبية منصور عمر، أميه عمار ممثل جبهة البوليساريو بالبرتغال، سيدي أبريكة ممثل جبهة البوليساريو بالمملكة المتحدة، أعبيدة محمد بوزيد ممثلة جبهة البوليساريو بالدانمارك.

تنفيذ قرارات الشرعية الدولية

ومن جهة أخرى، كان محمد يسلم بيسط، وزير الشؤون الخارجية للجمهورية الصحراوية، قد أجرى لقاء مع ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، بمقر بعثة جبهة البوليساريو ببروكسل، عقب مشاركة وفد هام للجمهورية الصحراوية في أشغال الاجتماع الوزاري الثالث بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي. وشكل اللقاء فرصة للطرفين لتبادل وجهات النظر حول آخر مستجدات القضية الصحراوية، خاصة على مستوى الأمم المتحدة، والجهود الجارية لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
وأكد الوزير الصحراوي خلال اللقاء على الموقف الثابت للجمهورية الصحراوية وجبهة البوليساريو، الداعي إلى ضرورة التعجيل بتفعيل المسار الأممي الأفريقي، وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. وحضر اللقاء من الجانب الصحراوي، إلى جانب وزير الخارجية، كل من منصور عمر، عضو الأمانة الوطنية المكلف بأوروبا والمؤسسات الأوروبية، وبصيري لبصير، عضو تمثيلية الجبهة بأوروبا.
وقد تم اللقاء في سياق دبلوماسي هام، يعكس انخراط الجمهورية الصحراوية في الفضاءين الإفريقي والأوروبي، ويؤكد تمسكها بالحل السلمي العادل، القائم على احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، واحترام إرادة الشعب الصحراوي وسيادته على وطنه وعلى ثرواته الطبيعية.

اجتماع المحاكم التجارية والتحكيم في إفريقيا

شاركت الجمهورية الصحراوية في اجتماع المحاكم التجارية والتحكيم في إفريقيا 2025، الذي تحتضنه العاصمة الأوغندية كمبالا.  ومثل الجمهورية الصحراوية في هذا الاجتماع الذي نظم بين 23 و24 ماي الجاري، وفد ترأسه رئيس المجلس الدستوري محمد بوزيد مرفوقا بكل من  الحسان سعد بوه عضو المجلس الدستوري، إبراهيم محمد لمام مدير الشؤون الإفريقية بالمجلس الدستوري.
وعرف الاجتماع في جلسته الافتتاحية حضور وزير العدل والشؤون الدستورية ممثلا لرئيس جمهورية أوغندا، إلى جانب مشاركة دولية وافريقية واسعة. وشهدت الأشغال مداخلات هامة للسادة رؤساء المحاكم والمجالس الدستورية الإفريقية، حيث  ناقش الاجتماع السبل الكفيلة بإنفاذ قرارات الطرق البديلة لتسوية النزاعات.