طباعة هذه الصفحة

حصيلــة الإبادة تقـترب مـن 54 ألـف شهيـد

مجـــازر جديــدة للاحتــلال فـي غزة.. والمجاعـة تتوسّـــع

عشـرات الشهــداء والمصابــين فــي خـان يونـس ورفــح

كثفت آلة الإبادة للاحتلال الصهيوني من المجازر وإزهاق أرواح المزيد من الفلسطينيين في شتى مناطق قطاع غزة، على وقع انتشار المجاعة، واستمرار عمليات النزوح من منطقة إلى أخرى، هربا من القصف والقتل. ويواصل الاحتلال الصهيوني غاراته المكثفة على قطاع غزة، مدمّرًا المنازل فوق رؤوس ساكنيها، في وقت يعتزم فيه توسيع عملياته العسكرية للبطش بالمدنيين الفلسطينيين، مع ترقب نشر قوات إضافية داخل القطاع.
 أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية، أمس السبت، عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 53901 شهيد و122593 جريحا. واستشهد، أمس السبت، العشرات من الفلسطنيين بينهم أطفال ونساء جراء القصف الصهيوني المتواصل على مناطق عدة في قطاع غزة، تركز معظمها في جنوب ووسط وشمال القطاع، وأفادت مصادر محلية أن مدفعية الاحتلال استهدفت الأطراف الشمالية لبلدة عبسان الجديدة شرق خانيونس.
في حين أطلق جيش الاحتلال قنابل ضوئية في ساعات فجر أمس السبت بأجواء بلدة قيزان النجار جنوبي خانيونس، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.

طبيبـة تفقـد تسعـة أبنــاء..

وفي واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية التي تكشف حجم المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة بفعل العدوان الصهيوني المستمر، فقدت الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار تسعة من أطفالها بعد استهداف منزلها بغارة جوية صهيونية أدت إلى احتراقه بالكامل في منطقة قيزان النجار جنوب خان يونس.
وذكرت فرق الدفاع المدني أن القصف الجوي دمر منزل العائلة بشكل كامل، وأدى إلى اندلاع حريق هائل، مشيرين إلى أنهم انتشلوا جثامين تسعة شهداء، بينهم ثمانية أطفال متفحمين بالكامل، بينما أصيب زوج الطبيبة، الدكتور حمدي النجار، بجروح خطيرة.
وقالت مصادر طبية وشهود عيان إن الطبيبة آلاء النجار، التي تعمل اختصاصية أطفال في مستشفى التحرير داخل مجمع ناصر الطبي، أصيبت بانهيار عصبي لحظة تلقيها جثامين أطفالها، الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عامًا، في نفس المستشفى الذي تعمل فيه.
وتأتي هذه الجريمة، ضمن سلسلة جرائم الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة، حيث تتعرض مدينة خان يونس لقصف متواصل منذ أسابيع، ما تسبب في استشهاد مئات الأطفال والنساء وتشريد آلاف العائلات. وقد لاقت المجزرة بحق أبناء الطبيبة آلاء النجار تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أعرب آلاف المغردين عن صدمتهم وغضبهم، مطالبين بتحرك دولي عاجل لوقف جرائم الحرب والإبادة في غزة.

اعتــداءات واعتقالات فـي جنـين ونابلـــس

واقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، أمس السبت، مدن جنين ونابلس في الضفة الغربية المحتلة وقامت بمداهمة عدة منازل وتنفيذ حملة اعتقالات، فيما كانت قوات الاحتلال اقتحمت بلدة كفر اللبد شرق طولكرم، وأقامت حواجز في البلدة واعتقلت شابين. وعلى صعيد اعتداءات المستوطنين، قامت مجموعات من المستوطنين بهدم منشآت زراعية في تجمع عرب المليحات الواقع قرب منطقة المعرجات شمال أريحا، كما هاجمت مجموعات أخرى منطقة حوارة شرق يطا جنوب الخليل واقتلعوا أشجار الزيتون، فيما أحرق مستوطنون أرضاً بين قريتي المغير وأبو فلاح، شرق مدينة رام الله.

الاحتلال يواصـــل عدوانــه علـــى طولكرم

ويصعد الاحتلال الصهيوني، عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم  117 على التوالي، ولليوم 104 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني خلف خسائر بشرية ومادية جسيمة في الممتلكات والبنية التحتية، وانتهاكات متواصلة بحق المواطنين. ونقلت مصادر إعلامية عن مسؤولين محليين تصريحهم أن المدينة ومخيميها وضواحيها تشهد على مدار الساعة، تحركات مكثفة لآليات الاحتلال وفرق المشاة، وهي تجوب الشوارع الرئيسية والأحياء، وتعترض تحرك المواطنين والمركبات، إلى جانب إقامة حواجز مفاجئة خصوصا في وسط المدينة، وشارع نابلس ودوار شويكة في الحي الشمالي.
 من جهة أخرى، اقتحمت آليات الاحتلال الصهيوني فجر أمس السبت، ضاحية شويكة شمال المدينة، وجابت الشوارع الرئيسية، وسط أعمال تمشيط وتفتيش واسعة، وتحديدا في حارة النعالوة.
وبالموازاة مع ذلك، يواصل الاحتلال فرض حصار خانق على مخيمي طولكرم ونور شمس، مترافقا مع سماع دوي إطلاق نار وانفجارات، بين الفينة والأخرى، فيما يواصل منع العائلات المهجرة قسرا من العودة إلى منازلها أو حتى تفقد ممتلكاتها في المخيمين، وتتعرض للملاحقة وإطلاق النار عند محاولتها الاقتراب.
وشهد مخيم نور شمس خلال الأيام الأخيرة حملة هدم طالت أكثر من 20 مبنى سكنيا في حاراته الرئيسية، وتضررت بفعلها مبان مجاورة، وذلك في سياق تنفيذ مخطط الاحتلال لهدم 106 مبان في المخيمين منها 58 في مخيم طولكرم و48 في مخيم نور شمس، لفتح شوارع وطرقات وتغيير معالمهما الجغرافية.
وتواصل قوات الاحتلال أيضا الاستيلاء على منازل ومبان سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المجاور، بعد إخلاء سكانها بالقوة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وبعضها تحت الاحتلال منذ أكثر من شهرين.

حصــار مستشفـى العـودة

بينما أكد مدير مستشفى العودة في شمال غزة، محمد صالحة، أن قوات الاحتلال الصهيوني تواصل استهداف المستشفى ومحيطه منذ عدة أيام، مما أدى إلى تقييد حركة سيارات الإسعاف وصعوبة وصول الجرحى والمرضى إلى المركز الطبي.
وأوضح المدير، في تصريحات صحفية، أن “قصفًا صهيونيا استهدف محيط المستشفى مباشرة، مما أدى إلى تناثر الشظايا في المنطقة، وخلق حالة من الذعر بين الطواقم الطبية والمرضى الذين يتلقون العلاج داخل المستشفى”.
وقال صالحة إن: “الاحتلال يفرض حصارًا مطبقًا على مستشفى العودة ومحيطه منذ أيام، ويمنع حركة سيارات الإسعاف، بل يستهدفها بالقصف وهي تحاول نقل المرضى والجرحى للعلاج.” وأضاف أن “وصول المصابين إلى المستشفى بات في غاية الصعوبة بسبب الحصار العسكري المكثف والاستهداف المباشر لوسائل الإغاثة، ما يهدد حياة مئات المرضى والمصابين ممن يحتاجون رعاية طبية عاجلة”. ويأتي هذا الحصار للمستشفى في ظل انهيار شبه كامل للنظام الصحي في غزة بسبب الحصار المستمر ونقص الوقود والدواء والمستلزمات الطبية، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في القطاع، ويجعل كل دقيقة فارقة في حياة الجرحى والمرضى.

كـوارث صحية وغذائية ومائية

فيما كشف مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة، بسام زقوت، أمس السبت، عن وضع إنساني كارثي يعصف بالقطاع في ظل استمرار العدوان والحصار الصهيوني، مؤكداً أن الوضع الصحي والغذائي والمائي بات في غاية الخطورة، مع غياب شبه كامل للمساعدات الإنسانية، خصوصًا في شمال القطاع.
وقال المسؤول، إن “شمال قطاع غزة لم يتلقَّ أي مساعدات غذائية أو دوائية منذ أسابيع، محذرًا من أن التأخير في إدخال الإمدادات سيتسبب في فقدان عدد كبير من المرضى الذين يعتمدون على الأدوية والمستلزمات الطبية المنعدمة تمامًا”.
وأضاف: “الوضع الصحي مأساوي، ولا يوجد أي ماء نظيف في القطاع، ونعاني من كوارث صحية ومائية وغذائية تهدد حياة السكان.” وأشار إلى أن “عدد شاحنات المساعدات التي سُمح بدخولها إلى قطاع غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية بلغ فقط 92 شاحنة، مقارنة بـ500 شاحنة يوميًا كانت تدخل قبل بدء الحرب في 7 أكتوبر  2023”.
وأكد مدير الإغاثة أن الأولويات القصوى حاليًا تتمثل في إدخال الأدوية الضرورية للمصابين والمرضى، وتوفير الطحين (الدقيق) الذي يكاد ينفد من المخابز، وكذلك تأمين أغذية الأطفال التي أصبحت مفقودة تمامًا في الأسواق والمراكز الصحية. وحذر خبراء الصحة والمنظمات الإنسانية من أن استمرار إغلاق المعابر وعدم إدخال المساعدات سيفاقم من انتشار الأمراض المعدية، خصوصًا في ظل التكدس السكاني الهائل داخل أماكن النزوح، والنقص الحاد في المياه الصالحة للشرب.

حمـاس: جريمــة وتحريـض على الإبـادة

ووصفت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، دعوة النائب الأمريكي راندي فاين إلى قصف قطاع غزة بالسلاح النووي، بأنها “جريمة مكتملة الأركان وتحريض صريح على الإبادة الجماعية”. وقالت الحركة في بيان إن “هذه الدعوة المتطرفة جريمة مكتملة الأركان، ودليل على العنصرية الفاشية” وشددت الحركة في بيانها على أن “هذه التصريحات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، وتحريضاً علنياً على استخدام أسلحة دمار شامل ضد أكثر من مليوني مدني في غزة”. ودعت حماس الإدارة الأمريكية والكونغرس إلى إدانة هذه التصريحات، وأكدت الحركة أن “مثل هذه الدعوات الوحشية لن تضعف عزيمة الشعب الفلسطيني، ولا إيمانه بعدالة قضيته، بل تفضح مجدداً الوجه الحقيقي للاحتلال وداعميه”.