سجلت القضية الصحراوية حضورا قوّيا بالعاصمة البولندية وارسو التي احتضنت العديد من الأنشطة التحسيسية حول حقّ الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وذلك في إطار الحملة التي تنظمها تمثيلية جبهة البوليساريو بألمانيا، والبداية جاءت بتنشيط محاضرة تناولت كفاح الشعب الصحراوي الطويل منذ خمسة عقود كاملة لتحرير أقدم مستعمرة بالقارّة السمراء في ظل تجاوب كبير سجل وسط الحضور.
قدّمت ممثلة جبهة البوليساريو بألمانيا نجاة حندي، في هذا الإطار محاضرة حول القضية الصحراوية في ظل الوضع الدولي الراهن، سلطت فيها الضوء على النضال المشروع للشعب الصحراوي من أجل الحصول على حقه في تقرير المصير والاستقلال.كما سلطت الضوء على دور المرأة الصحراوية في المرافعة عن حق شعبها في الحرية والاستقلال، مشيدة بالتضحيات الجسام التي قدّمتها في سبيل ذلك.
إيجاد حلّ عادل للقضية الصحراوية
وتطرقت نجاة حندي أيضا إلى الكفاح الذي يخوضه الشعب الصحراوي بقيادة طليعته الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب منذ ما يناهز نصف قرن. ومن ضمن الأنشطة التحسيسية بعدالة القضية الصحراوية أيضا، عرض الفيلم الوثائقي “ثائرات على خط المواجهة” بالصحراء الغربية لمخرجته البرازيلية لاورا داودين والكولومبي ميغيل أنخيل ايريرا، والذي يوثق نضال خمس مدافعات صحراويات عن حقوق الإنسان، وهن الغالية دجيمي، سلطانة خيا، مينة أباعلي، أميمة عبد السلام وخديجتو المخطار.
ويعتبر هذا الفيلم الذي يجسد باحترافية عالية، صلابة وإرادة وقوة عزيمة النساء الصحراويات في سبيل كفاحهن التحرري من أجل الاستقلال واستعادة سيادة أراضيهن وجلاء الاحتلال الأجنبي أمام وحشية تلك الانتهاكات وقسوة الظلم وخطر النسيان، شهادة حية على العنف الهمجي وانتهاكات حقوق الإنسان التي تعاني منها المرأة الصحراوية بالأرض المحتلة على يد الأجهزة البوليسية للاحتلال المغربي.
وحضر العرض العديد من الشباب والطلبة والباحثين والمهتمين الراغبين في التعرف على القضية الصحراوية ومسار كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال، وما يستلزم هذا الكفاح من تضحيات وصبر من أجل انتزاع حقوقه المشروعة، رغم تكالب قوى الاستعمار والطغيان ضده. وفي الختام، ردّت ممثلة جبهة البوليساريو بألمانيا على أسئلة الحضور حيث كان التجاوب كبيرا مع العرض وقدّمت الشروح حول التحدّيات التي يواجهها الشعب الصحراوي. كما عرجّت نجاة حندي على العراقيل، التي لازالت تحول دون إيجاد حل عادل ودائم يضمن للشعب الصحراوي حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، طبقا للقانون الدولي والقرارات ذات الصلة.
مواجهة أساليب الاحتلال المغربي
ومن جهة أخرى نفذت وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي، قصفا مركزا استهدف مقر قاعدة معادية لجيش الاحتلال المغربي بقطاع الفرنسية، مخلفة “خسائر فادحة في الأرواح والمعدات”، بحسب ما أكده البيان العسكري الصادر عن المديرية المركزية للمحافظة السياسية للجيش.
وجاء في البلاغ “ نفذت وحدات متقدّمة من جيش التحرير الصحراوي قصفا مركزا استهدف قاعدة عسكرية مغربية بمنطقة الفيعيين بقطاع الفرسية.
وتتوالى هجمات الجيش الصحراوي مستهدفة معاقل قوات الاحتلال المغربي التي تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والمعدات على طول جدار الذل والعار.
وبالموازاة مع ذلك أشرف الأمين العام لإتحاد عمال الساقية الحمراء وووداي الذهب نفعي أحمد محمد ورئيس اللجنة الوطنية المشرفة على الندوات السياسية على تجديد هياكل العمال على المستويين المحلي والأساسي، وبحضور والي ولاية بوجدور الديه شداد وشهدت ولاية بوجدور، الندوات السياسية لتجديد هياكل الاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء وووداي الذهب على المستويين المحلي والأساسي.
وباشرت اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجنة الوطنية المشرفة على الندوات السياسية عملها من خلال الإشراف على الندوات بكافة دوائر الولاية وذلك بحضور السلطات الجهوية والمحلية.
وشهدت الندوات السياسية لتجديد هياكل العمال على المستويين المحلي والأساسي، تلاوة الوثائق المقدمة للندوات منها وثيقة تتضمن مخرجات المؤتمر العاشر لإتحاد العمال الصحراويين واللائحة التنظيمية المنظمة للندوات السياسية، بالإضافة إلى قراءة لوثيقة حول الوحدة الوطنية في سنتها الخمسين وما تحمله من معاني ودلالات تدعو إلى التماسك وتقوية الوحدة والتلاحم لمواجهة أساليب الاحتلال المغربي وحربه النفسية والانصهار في الإطار الجامع والوحيد للصحراويين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. بالإضافة إلى وثيقة تدعو الجميع إلى تكاثف الجهود لمواجهة الظواهر الدخيلة على المجتمع الصحراوي وضرورة محاربتها والقضاء عليها والتوعية بمخاطرها، وكذا توصية حول تأطير شموليته عبر مختلف الامتدادت وأهميته في معركة التحرير الوطني.
وعبر المشاركون في هذه الندوات عن أهمية المحطة والدور المنوط بالعمال الصحراويين وضرورة تطبيق مخرجات وتوصيات المؤتمر العاشر للمنظمة العمالية، التي تدعو إلى تفعيل دور الأداة وتطوير البرامج والأنشطة وتقوية العمل القاعدي للعمال. وكانت الندوات السياسية، مناسبة للتضامن والتآزر مع المعتقلين السياسيين الصحراويين بسجون الاحتلال المغربي في إطار الحملة الوطنية والدولية المطالبة بالإفراج عنهم. كما اختتمت الندوات بالإشراف على العملية الانتخابية الخاصة بانتخاب أمينة محلية وأمينات أساسيات للعمال بكافة دوائر الولاية.