يسود الترقّب لما ستؤول إليه الأوضاع في قطاع غزّة بعد أن أعلنت حركة حماس، مساء الجمعة، أنها أكملت مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف الحرب على غزة، مؤكّدة أنها سلّمت الرد للوسطاء “الذي اتّسم بالإيجابية”، وأنها “جاهزة بكل جدية للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار”.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس السبت، إنه من الجيد أنّ حركة حماس قالت إنها ردت بروح إيجابية على مقترح وقف إطلاق النار في غزة بوساطة أميركية. وأوضح للصّحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية، “إنه قد يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع، لكنه لم يطلع على الوضع الحالي للمفاوضات”. وأعلنت حماس، الجمعة، أنها أكملت مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية بشأن المقترح الأخير الذي قدمه الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. وأكّدت الحركة، في بيان صحفي، أنها سلمت ردها إلى الوسطاء، موضّحة أنّ الرد اتسم بالإيجابية. وأشارت إلى استعدادها بكل جدية للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار. وقال مسؤول فلسطيني مطلع، إنّ حركة حماس قدمت ردها على مقترح وقف إطلاق النار الذي تتوسّط فيه الولايات المتحدة، واصفاً الرد بأنه إيجابي ومن شأنه تسهيل التوصّل إلى اتفاق.
هذا، وجاء بيان حماس بعد وقت قصير من تصريحات لمسؤول سياسي صهيوني أفاد فيها بأنّ سلطات الاحتلال “لم تتلق بعد ردا رسميا من حماس” بخصوص المقترح. لكن المسؤول أوضح أنّ “هناك تقديرات في الكيان بأن يكون الرد إيجابيا، لكن مشروطا بإدخال تعديلات على بنود المقترح”.
ولم تتحدث المصادر الرسمية المعنية عن تفاصيل المقترح، لكن وسائل إعلام صهيونية وأمريكية قالت إنّ أبرز بنوده تتضمّن إطلاق حماس، سراح نصف الأسرى الصّهاينة الأحياء (10 أسرى)، إضافة إلى رفات 18 أسيرا على 5 مراحل خلال وقف لإطلاق النار يمتد لـ60 يوما. وفي المقابل، تفرج سلطات الاحتلال عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيّين الذين تعتقلهم، وتنسحب قواتها تدريجيا من مناطق متّفق عليها داخل غزة، وهو بند قد يشكّل نقطة خلاف مع الكيان الذي يطالب بنزع سلاح حماس، ونفي قياداتها للخارج. ويقدر الاحتلال وجود 50 أسيرا صهيونيا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وصهيونية.
ومن المقرّر أن يغادر رئيس الوزراء الصّهيوني إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ونقلت صحافة الاحتلال عن مسؤولين صهاينة لم تسمّهم إنّ ترامب قد يعلن التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، خلال اجتماعه مع نتنياهو، غدا الاثنين.
تحويل الهدنة إلى وقف للحرب
وفي سياق متصل، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي، مساء الجمعة، أنها تدعم قرار حماس الدخول في مفاوضات حول آلية تنفيذ مقترح الهدنة، لكنها طلبت “ضمانات” بتحويل الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم لإطلاق النار. وقالت الحركة في بيان إنها “ قدّمت (لحماس) بعض الملاحظات التفصيلية حول آلية تنفيذ المقترح”، ولفتت إلى أنها تريد “ضمانات دولية إضافية لضمان عدم استئناف الاحتلال الصّهيوني لعدوانه بعد تنفيذ بند الإفراج عن الأسرى”. وأشار البيان إلى أنّ حماس تشاورت مع الجهاد الإسلامي بشأن المقترح، وشدّد على أن ردّ حماس اتّسم بالمسؤولية العالية.
التفاصيل الكاملة للاتفاق
هذا، ويقضي المقترح الذي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن سلطات الكيان الصهيوني وافقت عليه، بهدنة لمدة 60 يومًا، ويشمل ترتيبات لتبادل الأسرى، وانسحابات عسكرية صهيونية تدريجية، وضمانات أمريكية لإجراء مفاوضات جادة نحو وقف دائم لإطلاق النار.
وتتحدد مراحل إطلاق الأسرى الصهاينة الأحياء والأموات وفقًا لمصدر مطلع على المفاوضات كالتالي: في اليوم الأول يتم إطلاق سراح 8 أسرى، وفي اليوم السابع تسليم 5 جثث، في اليوم 30 تسلّم 5 جثث أخرى، وفي اليوم 50 يتم إطلاق أسيرين صهيونيّين، أما في اليوم 60 فيتم تسليم 8 جثث إضافية. عمليات التبادل ستُنفذ دون مراسم أو تغطيات إعلامية، فيما ستقوم حماس في اليوم العاشر بتقديم معلومات طبية وهوية من تبقى على قيد الحياة، وتوافي الاحتلال بمعلومات عن الأسرى الفلسطينيّين المحتجزين من غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
المساعدات والمفاوضات
الاتفاق يضمن دخول مساعدات إنسانية كافية وفورية إلى غزّة، بمشاركة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، استنادًا إلى تفاهمات سابقة وُقعت في 19 جانفي 2025. كما ينصّ الاتفاق على انسحاب صهيوني مرحلي، ففي اليوم الأول من الهدنة ينسحب الجيش الصّهيوني من مناطق في شمال غزة وفق خرائط متفق عليها. وفي اليوم السابع، سينسحب من مناطق في الجنوب. ليقوم فريق فني مشترك بوضع الخرائط النهائية خلال المفاوضات التنفيذية.
وتنطلق المفاوضات في اليوم الأول من الهدنة، وتتناول القضايا التالية:
تبادل الأسرى المتبقين، الترتيبات الأمنية طويلة الأمد في غزة، والإعلان عن وقف دائم لإطلاق النار. وفي حال التوصّل إلى اتفاق نهائي، يتم الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيّين المحتجزين في غزة منذ بداية الحرب.
الضمانـات الدوليــة
يضمن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التزام الولايات المتحدة بالمقترح وتنفيذه. كما يلتزم الوسطاء (واشنطن، الدوحة، القاهرة) بتأمين مفاوضات جادة خلال فترة الهدنة، مع إمكانية تمديدها إذا لزم الأمر للوصول إلى اتفاق دائم.