أصدقاؤه ينفضّون عنه تباعا

فضائح التّجسّس والابتزاز تدخل المغرب في دوّامة العزلة

 اتّهم نائب رئيس المفوضية الأوروبية المكلف بالهجرة، مارغريتس شيناس، المغرب باستغلال ورقة المهاجرين سياسيا.
أكّد شيناس في تدخل له خلال القمة الأوروبية لوزراء الخارجية المنعقد ببروكسل، أنّ مدينتي سبتة ومليلية تتواجدان ضمن التراب الإسباني، ولهما حدود مع الاتحاد الأوروبي، منتقدا استخدام المغرب للمهاجرين غير الشرعيين كسلاح للضغط على الاتحاد الأوروبي.
نائب المفوضية الأوروبية لم يكتف بهذا، بل اتهم السلطات المغربية باستخدام المهاجرين غير الشرعيين كسلاح ضغط على الاتحاد الأوروبي، حسب ما نقلته صحيفة “إلباييس” الإسبانية.
حسب نفس المصدر، فإنّ شيناس صرّح للإذاعة العامة الإسبانية أنّ “سبتة ومليلية من أوروبا، هذه الحدود أوروبية، وما يحدث هناك ليس مشكلة مدريد وحدها، إنها مشكلة كل الأوروبيين، ولا أحد يستطيع أن يرهب أو يبتز الاتحاد الأوروبي”.
وأكّد المتحدث أنه من الضروري أن يتوصل أعضاء الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق بشأن الهجرة للتحدث بصوت واحد عند حدوث هذا النوع من الأزمات.
معلوم، أنّ العديد من المسؤولين الأوروبيين يعبّرون في مناسبات عدة عن انزعاجهم من إدارة المغرب لملف الهجرة غير الشرعية عبر مضيق جبل طارق ومن خلال مدينتي سبتة ومليلية الاسبانيتين، فيما يلتزم العرش العلوي صمت القبور، في وقت لا يتردّد فيه باستخدام كل الوسائل العسكرية والأمنية والدبلوماسية لطمس هوية الشعب الصحراوي المقاوم من أجل استعادة أرضه واستقلاله.
ابتزاز ومساومة
 في سياق غير بعيد، وفي تغريدة مثيرة للغاية، كتب السفير الفرنسي السابق في الأمم المتحدة جيرارد أرود، أنّ “المغرب يقوم بابتزاز فرنسا في ملف الصحراء الغربية بعدما كانت باريس من أكبر الداعمين له في القضية”. وتأتي التغريدة في وقت تمرّ فيه العلاقات بين باريس والرباط بأسوأ مراحلها.
وقال جيرارد أرود في التدوينة “لقد غير المغرب من لهجته مع فرنسا منذ إعلان أمريكا اعترافها المزعوم بمغربية الصحراء الغربية المحتلة”.
ويعد ضغط المغرب على فرنسا في ملف الصحراء الغربية من ضمن العناصر التي فجرت العلاقات المتينة بين باريس والرباط، بالإضافة إلى ملف التجسس بواسطة بيغاسوس، الذي تسبب في أكبر أزمة بين البلدين.
وتتّهم فرنسا المغرب بالتجسس على رئيسها إيمانويل ماكرون وعدد من الوزراء ومدراء شركات الأسلحة بواسطة بيغاسوس.
المخزن تجسّس على سانشيز
  هذا، وكشفت إيفا كايلي أن الاتحاد الأوروبي وجد علاقة بين التجسس على رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز واستغلال النظام المغربي لبرنامج التجسس “بيغاسوس”.
أوضحت نائبة رئيس البرلمان الأوروبي السابقة، إيفا كايلي، المتهمة في فضيحة “ماروك غيت”، أنّ هناك علاقة بين التجسس مع شركة “بيغاسوس” على الرئيس الإسباني بيدرو سانشيز والنظام الملكي المغربي. وأبرزت في الجزء الثاني من المقابلة التي أجرتها مع صحيفة “الموندو” الإسبانية، أن اللجنة الأوروبية التي تشكلت للتحقيق في موضوع استغلال النظام المغربي لبرنامج التجسس بيغاسوس والتي كانت أحد أعضائها، خلصت إلى أن هناك علاقة بين التجسس على رئيس الحكومة الإسبانية والنظام المغربي. وقالت “هناك صلة”، مبرزة بهذا الخصوص “رأينا إشارات كثيرة توضح علاقة المغرب وبيغاسوس في الملف”.
ولقد تعرض هاتف بيدرو سانشيز لهجومين، أحدهما في ماي 2021 والآخر في جوان من نفس العام، لكن من غير المعروف ما هي البيانات المسروقة.
يواجه المغرب اتهامات من البرلمان الأوروبي، الذي أكد في تقرير تورط المملكة بوضوح في التجسس بشكل غير قانوني على مسؤولين في إسبانيا وفرنسا وهذا في أحد فصول فضيحة برنامج التجسس “بيغاسوس”.
موقف أوروبي صارم
  الانتقادات والصّفعات التي تطال المغرب في الفترة الأخيرة لا تعدّ ولا تحصى، حيث انكشفت كل أوراق ومؤامرات المغرب، وفساده لم يعد ينطلي على أحد، فقبل أسبوع، طالب البرلمان الأوروبي عدة دول لها سوابق في التدخل بانتخاباته ألا تتدخل مستقبلا خاصة أن الاستحقاقات المزمع إجراؤها لتجديد أعضائه قريبة. وعلى رأس الدول المعنية بالتحذير الأوروبي، المغرب، طبعا لما له من سوابق في التدخل والابتزاز، حيث قدم رشى لعدة نواب أوروبيين ضمن ما سمي “بمغرب غيت” لتمرير رؤيته الاستعمارية في الصحراء الغربية بعيدا عن الشرعية الدولية التي نصبت المينورسو، وكلفتها بإجراء استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، وهو ما يخشى المغرب أن يحصل ويعرقله بكل الطرق.
وقبل التحذير الأخير أصدر البرلمان الأوروبي قرارا في 19 جانفي الماضي أدان فيه الوضع الحقوقي بالمملكة المغربية، والانتهاكات التي تطال حرية التعبير والاعلاميين.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024