طباعة هذه الصفحة

قصـف برجـاً سكنياً ويهـدد بنســف عمـارات

الاحتـلال ينفّـذ عمليــات تدمـــير ضخمة بمدينة غزّة ويأمر بإخلائها

يستقبل قطاع غزّة اليوم 702 من حرب الإبادة على وقع تكثيف جيش الاحتلال الصهيوني قصفه وغاراته على مناطق مختلفة بالقطاع، مما أدى لاستشهاد عشرات الفلسطينيين، بينما تواصل المجاعة حصد مزيد من الأرواح مع إعلان تسجيل 6 وفيات جديدة ليرتفع عدد ضحايا التجويع إلى 382.

في الأثناء، أمر جيش الاحتلال سكان مدينة غزّة بالإخلاء فورا نحو منطقة المواصي في خان يونس جنوبي القطاع، والتي أعلنها «منطقة إنسانية»، وفق زعمه.
وأتت أوامر الإخلاء في ظل غارات كثيفة وواسعة على مدينة غزّة، ووسط استهداف منطقة المواصي بالنيران الحارقة رغم أن جيش الاحتلال أعلنها «منطقة إنسانية» وأمر فلسطينيي مدينة غزّة بالنزوح إليها.
وأصدر الجيش الصهيوني، صباح أمس، بيانا يدعو فيه سكان المدينة لإخلائها بسرعة والتوجه إلى جنوب قطاع غزّة عبر شارع الرشيد الساحلي، مدعيا تخصيص منطقة المواصي منطقة إنسانية، وهي التي قصفها مرارا منذ بداية الحرب ولا زال يقصفها إلى حدّ الآن.
نسف الأبراج السكنية
وأفاد مراسلون بأن جيش الاحتلال واصل، أمس، عمليات نسف ضخمة للمباني السكنية شمالي مدينة غزّة، والتي كان قد بدأها الجمعة بنسف برج مشتهى غربي المدينة في إطار حملة جديدة لتدمير ما تبقى من المباني متعددة الطوابق.
ودمرت طائرات حربية صهيونية برج السوسي السكني المكون من 15 طابقا ويضم أكثر من 60 شقة ويقع مقابل مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بحي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزّة، وذلك بعد أقل من ساعة من أمر الاحتلال سكانه بالإخلاء.
 كما وجّه الجيش الصهيوني أمرا إلى سكان برج الرؤيا في مدينة غزّة والنازحين في الخيام المجاورة له بإخلائها فورا قبل استهدافها.
ومنذ بضعة أسابيع، تدمر قوات الاحتلال مربعات سكنية كاملة في مدينة غزّة وفي جباليا شمالي القطاع ضمن خطتها لاجتياح المدينة، واحتلالها في عملية أسمتها «عربات جدعون 2″.
أكذوبة «المنطقة الإنسانية»
هذا، وادّعى الجيش الصهيوني إنشاء منطقة إنسانية في مواصي خان يونس تضم بنى تحتية إنسانية حيوية مثل مستشفيات ميدانية وخطوط مياه ومرافق تحلية مياه، إلى جانب توفير متواصل لمواد غذائية وخيم وأدوية ومواد طبية سيتم إدخالها بالتنسيق بين وحدة تنسيق أعمال الحكومة الصهيونية والمجتمع الدولي. وزعم أنه أجرى ترميمات في المستشفى الأوروبي» شرق مدينة خان يونس، بزعم «تقديم خدمات طبية أفضل للسكان».
وخلال حرب الإبادة المتواصلة بغزّة، منذ نحو عامين، سبق أن أعلن الجيش الصهيوني ما سماها «مناطق إنسانية» في مناطق بالقطاع آمرا الفلسطينيين بالتوجه إليها بزعم أنها «آمنة»، لكنه مع ذلك يواصل قصفها موقعا كثيرا من الضحايا المدنيين بين شهيد وجريح.
فيما تؤكد شهادات ميدانية وتقارير أممية أن تلك «المناطق الإنسانية»، ومنها مواصي خان يونس، تفتقر عمليا إلى مقومات الحياة الأساسية، فلا مستشفيات ميدانية فاعلة أو مرافق خدمية تتناسب مع أعداد الفلسطينيين هناك.
كما أن المياه الصالحة للشرب والغذاء شبه منعدمين في تلك المناطق.
العملية قد تستغرق شهورا
 في الأثناء، حذر مسؤولون أمنيون صهاينة من مخاطر العملية البرية التي أطلقتها القوات الصهيونية لاحتلال مدينة غزّة على حياة الأسرى الصهاينة بالقطاع، مرجحين استمرار العملية العسكرية لعدة شهور.
ونقلت هيئة البث الصهيونية الرسمية عن المسؤولين دون تسميتهم، قولهم إن العملية العسكرية بمدينة غزّة قد تستمر لعدة شهور، وبحد أدنى 3 شهور.
وأضاف المسؤولون أنه من «المستحيل ضمان عدم تعرض الأسرى الصهاينة للأذى في العملية العسكرية في مدينة غزّة».
وقالوا إن الجيش سيواصل هذا الأسبوع قصف ما يُوصف بـ»الأهداف النوعية» داخل المدينة، تمهيدا للدخول البري الذي من المتوقع أن يستمر أشهرا.