طباعة هذه الصفحة

دمـار هائل وأنهار مـن الدماء وآلاف بــدون مأوى

الجيش الصهيــوني يصـعّـد إرهابه لإبادة الحياة فـي غـزة

­­­­­­­­­­يواصل جيش الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر مستهدفاً بغارات وقصف مدفعي عنيف الأبراج السكنية والمنازل وخيام النازحين، مخلّفا وراءه بركانا من الدمار وأنهارا من الدماء وإرادة فلسطينية قويّة على الصّبر والصمود ورفض التهجير.
قتل الجيش الصهيوني أمس عشرات الفلسطينيين وأصاب المئات بهجمات متفرقة على قطاع غزة، فيما جدد إنذاره بإخلاء مدينة غزة والتوجه نحو جنوبي القطاع عبر شارع الرشيد البحري.
وبحسب مصادر طبية وشهود عيان، فقد استهدفت الهجمات الصهيونية المنازل والأبراج والسيارات كما ارتقى فلسطينيون قرب مراكز لتوزيع مساعدات.
ومثلما حصل في الأيام الماضية، دمّر جيش الاحتلال أمس بعدد من الصواريخ “برج مهنا” السكني في حي تل الهوى و«برج الكوثر” الواقع غرب مدينة غزة رغم انتشار خيام النازحين في محيطيهما. وأنذر أيضا مدارس تؤوي نازحين في بالمدينة تمهيدا لقصفها.
وجاء استهداف البرج في إطار حملة صهيونية مكثفة من القصف والتدمير تستهدف الأبراج والمنازل والبنية التحتية في مدينة غزة، ما فاقم الأوضاع الكارثية للفلسطينيين الذين يفتقرون إلى المأوى والخدمات الأساسية.


50 ألفـا بـــلا مــأوى

وفي السياق، قال الدفاع المدني في غزة إن 50 ألف فلسطيني في المدينة أصبحوا بلا مأوى خلال أقل من أسبوع.
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة إن الاحتلال يواصل سياسات التدمير الممنهج والإبادة الجماعية والتطهير العرقي بمدينة غزة.
وأكد أن الاحتلال يفتح الجحيم على المدنيين العزّل وليس على المقاومة، كما توعد وزير الدفاع الصهيوني، وطالب المكتب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف جرائم الاحتلال وتوفير الحماية للمدنيين.
كما حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن غزة تدمر بالكامل وتتحول إلى أرض قاحلة ويبدو أنها ستصبح غير صالحة للعيش. وقالت إن “أطفال غزة يتضورون جوعا والعائلات تهجّر قسرا والناس مرعوبون”.
وقال المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة إن ما يجري في مدينة غزة يمثل ضربا من الجنون، وإن المدينة تتعرض لعملية تدمير شامل، حيث دمر أكثر من 70% منها بشكل كامل، بما في ذلك البنية التحتية من مصادر المياه والصرف الصحي، إضافة إلى المدارس التي كانت تُستخدم كمراكز إيواء.
وأضاف أبو حسنة أن الخدمات في مدينة غزة متوقفة بالكامل تقريبا، فيما يدفع معظم سكانها إلى منطقة لا تتجاوز مساحتها 15 كيلومترا مربعا.
وقال “لا يعقل أن يحشر مليون فلسطيني في هذه المساحة الضيقة”، مشيرا إلى أن عمليات الاخلاء تتم تحت القصف والقتل والخوف، بينما يفتقر جنوب القطاع لأدنى مقومات الحياة ولا تتوفر فيه أماكن لإقامة الخيام.
ولفت أبو حسنة إلى أن جنوب غزة يضم حاليا نحو مليون ومئتي ألف فلسطيني على مساحة 35 كيلومترا مربعا، متسائلا: “كيف يمكن استيعاب مليون آخرين في هذه المنطقة، في وقت تمنع فيه سلطات الاحتلال دخول الخيام، والأدوية، والمعدات الطبية اللازمة؟”.
وحذر من أن الهدف من هذه السياسات هو جعل غزة مكانا غير صالح للحياة، ودفع السكان في النهاية إلى الهجرة عبر البحر أو الجو.

شهــداء الجــوع

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، امس الأحد، ارتفاع حصيلة الإبادة الصهيونية إلى 64 ألفا و871 شهيدا، و164 ألفا و610 مصابين منذ 7 أكتوبر 2023.
وقالت الوزارة: “وصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية، 68 شهيدا، و346 إصابة جديدة”.وأشارت إلى أنه “لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة”.
 كما أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة عن ارتفاع حصيلة وفيات سوء التغذية الناجم عن سياسة التجويع الصهيونية المتواصلة منذ نحو عامين إلى 422 فلسطينيا بينهم 145 طفلا.
وقالت الوزارة في بيان إنها سجلت خلال الساعات 24 الماضية “حالتي وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية”. وأوضحت أنه بذلك يرتفع “إجمالي وفيات سوء التغذية إلى 422 شهيدا بينهم 145 طفلا”، وذلك منذ 7 أكتوبر 2023.
 هذا، وحثت الأمم المتحدة وأطراف دولية الكيان الصهيوني على وقف عدوانه، محذّرة من أن الهجوم وعمليات النزوح الناجمة عنه ستفاقم الأزمة الإنسانية التي بلغت حد إعلان المنظمة الدولية رسميا المجاعة في غزة الشهر الماضي.
وكانت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا دعت في بيان الجمعة إلى “وقف فوري للعمليات العسكرية الصهيونية في مدينة غزة”.
وتعتزم بلدان غربية تتقدمها فرنسا وبريطانيا، الاعتراف بدولة فلسطينية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وصوّتت الجمعية العامة الجمعة لصالح قرار يهدف إلى إحياء حل الدولتين.