طباعة هذه الصفحة

الاحتـلال يجـبر الفلسطينيّـين علـى النّـزوح تحـت النّـار

غـارات دامية ونسـف مكثّــف تمهيدا للهجـوم الــبري

 يكثّف الجيش الصّهيوني غاراته الدموية والمدمرة على مدينة غزة لإجبار سكانها على النزوح منها قبيل تنفيذه اجتياحا بريا مرتقبا للمدينة، ضمن حرب إبادة جماعية متواصلة منذ نحو عامين.
أفادت هيئة البث الصهيونية الرسمية، أمس الاثنين، بأنّ “الجيش استكمل استعدادات قواته لبدء المرحلة البرية الحاسمة في عملية “مركبات جدعون 2”، المتمثلة بالتوغل البري في مدينة غزة واحتلالها”.
كما صرّح مسؤولان صهيونيان لشبكة “سي إن إن”، أنّ العملية العسكرية البرية الصهيونية في مدينة غزة من المقرر أن تبدأ في الأيام المقبلة. وقال أحد المسؤولين: “إنّها تقترب جدا”، بينما لفت الثاني إلى أنها قد تبدأ يوم الإثنين.

نـزوح إلـى المجهول

 في السياق، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس، إنّ الجيش الصهيوني يجبر الفلسطينيين على النزوح نحو منطقة “المواصي” المكتظة بالنازحين، ثم يستهدفهم داخلها أو لدى محاولتهم الخروج منها. وأضافت الوزارة في بيان: “الاحتلال الصهيوني يُجبر السكان في محافظة غزة على النزوح القسري تحت القصف، ويدفعهم نحو معسكرات تركيز مكتظة في منطقة المواصي بجنوب القطاع”.
وأوضحت أنّ هذه المعسكرات “تفتقر لمقومات الحياة الأساسية من مياه وغذاء وخدمات صحية، وتنتشر فيها الأمراض بشكل خطير”.
وأشارت إلى أنّ النازحين قسرا “يتعرّضون للاستهداف المباشر والقتل سواء داخل تلك المعسكرات أو أثناء محاولتهم مغادرتها”، معتبرة ذلك “انتهاكا صارخا لكافة القوانين الإنسانية والدولية”.
وأفاد مراسلون بتصاعد وتيرة القصف المدفعي والجوي الصهيوني بالتزامن مع توسيع عمليات تفجير المنازل والمباني بواسطة الروبوتات والآليات العسكرية المفخخة في حي الزيتون جنوب المدينة، وشرق منطقة “بركة الشيخ رضوان” شمالاً، وسط تقدم محدود للآليات العسكرية الصهيونية جنوب المدينة وإطلاق نار كثيف.

 تدمــير “بـرج الغفـري” المكوّن من 20 طابقا

 وأوردت مصادر طبية أنّ 25 استشهدوا جراء الغارات الاحتلال على القطاع، صباح أمس بينهم 20 في مدينة غزة.
وتركّز القصف أمس مجدّدا على أحياء مدينة غزة، حيث دمّر الجيش الصهيوني “برج الغفري” أعلى أبراج مدينة غزة، الذي كان يضم عشرين طابقا وخيام النازحين الفلسطينيين المجاورة له، وذلك بعد أن شهد أمس الأول استهدافا لبرجين ومباني أخرى كانت تؤوي مئات النازحين.
وقال مراسلون إن “الجيش الصهيوني دمر أمس الأول 16 مبنى، بينها 4 أبراج سكنية في مدينة غزة”.
وبين المباني المرتفعة التي تم استهدافها وتدميرها برجا الجندي المجهول والكوثر في حي الرمال الجنوبي، وبرج مهنا وعمارة الربيع في تل الهوا.
هذا، وفي مشهد تكرّر مرات منذ بدء الحرب الصهيونية على القطاع، يجد الفلسطينيون أنفسهم مجددا في مواجهة النزوح والمجهول في ظل ظروف معيشية بالغة القسوة.

ثلثـــا السكان رفضـوا المغــــادرة

 وادّعى جيش الاحتلال عن نزوح 250 ألف فلسطيني من مدينة غزة، لكن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أعلن أن 68 ألف فقط نزحوا نحو وسط وجنوب القطاع، في حين عاد 20 ألفا إلى المدينة، مؤكّدا أن 1.3 مليون فلسطيني متواجدون في مدينة غزة وشمالها ويرفضون النزوح.
وقال المكتب - في بيان - إنّ الاحتلال هجّر 350 ألف فلسطيني من شرق مدينة غزة إلى وسطها وغربها منذ بدء عملياته العسكرية في مدينة غزة قبل حوالي شهر.
وأضاف أنّ قوات الاحتلال دمرت منذ مطلع الشهر الجاري 190 برجا وبناية سكنية بشكل كلي أو جزئي، كما دمرت 3500 خيمة، مشيرا إلى أنّ الأبراج والعمارات السكنية المستهدفة كان يقطنها ما يزيد عن 50 ألف شخص، فيما كانت الخيام تؤوي أكثر من 52 ألف نازح، وبذلك دمّر الاحتلال مساكن وخياما كانت تؤوي أكثر من مئة ألف فلسطيني.