طباعة هذه الصفحة

مؤتمـر حـل الدولتـين يدعـو لتحويل الالتزامات إلـى أفعال

إرادة دولية لإنصـاف الحق الفلسطيـني ووقـف الإبــادة الصهيونيــة

أصدرت رئاسة المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين الذي عُقد الاثنين في نيويورك، بياناً مشتركاً دعت فيه المجتمع الدولي إلى تحويل مواقفه إلى أفعال ملموسة. وأوضح البيان أن المؤتمر أسفر عن اعتماد إعلان نيويورك الذي حظي بتأييد 142 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكداً “الالتزام الدولي بحل الدولتين ورسم مسار لا رجعة فيه لبناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة كافة”.
وأشار البيان إلى “تفاقم المأساة الإنسانية في غزة مع تصاعد الهجوم البري الصهيوني، معتبرا أن إعلان نيويورك يقدم بديلا مبدئيا وواقعيا لدائرة العنف”. ودعا المجتمع الدولي إلى الانتقال من الأقوال إلى الأفعال عبر خطوات عملية وملموسة لتنفيذ الإعلان، مرحبًا بتعهدات الدول الأعضاء.
كما رحّب البيان باعتراف دول جديدة بدولة فلسطين، وأكد أن إنهاء الحرب في غزة وضمان الإفراج عن جميع الأسرى يظلان أولوية قصوى، داعيا إلى وقف دائم لإطلاق النار، وحلّ مسألة الأسرى وضمان وصول المساعدات الإنسانية وانسحاب القوات الصهيونية من القطاع.
وأكد البيان أيضا أهمية توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت مظلة السلطة الفلسطينية، مرحبًا بسياسة “دولة واحدة، حكومة واحدة، قانون واحد، وسلاح واحد”.
وختم بدعوة جميع الدول للانضمام إلى هذا الزخم الدولي من أجل ضمان السلام والأمن لجميع شعوب الشرق الأوسط.


160 بلـدا يعترفون بدولة فلسطـين
وكان المؤتمر افتُتح بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رسمياً اعتراف فرانسا بدولة فلسطين، قبل أن تلحقها مالطا وبلجيكا ولوكسمبورغ وموناكو وأندورا وذلك بعد يوم واحد من اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال.
وبقرار الدول العشر، يرتفع عدد المعترفين بدولة فلسطين إلى 160 من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة، وذلك منذ أن أعلن الرئيس الراحل ياسر عرفات من الجزائر عام 1988، إقامة دولة فلسطين.
 وقد أكّدت جميع هذه الدول أن” السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني هو حل الدولتين”، وسط تأكيد على أن إقامة دولة فلسطينية “ليست مكافأة وإنما حق”.

توحيـد الضفـة وغـزة تحت مظلـة السلطـة

من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمته، إن “إعلان نيويورك التاريخي الذي أقرّته الجمعية العامة بأغلبية ساحقة، أكد أنّ الحرب على الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف فوراً وبشكل مستدام، وأن جرائم الحصار والتجويع والتدمير لا يمكن أن تكون وسيلة لتحقيق الأمن”. وأكد أن “دولة فلسطين هي الجهة الوحيدة المؤهلة لتحّمل المسؤولية الكاملة عن الحكم والأمن في غزة”.
وأدان عباس جرائم الاحتلال وقتل وأسر المدنيين وطالب بوقف الاستيطان والضم وإرهاب المستوطنين والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وتعهد بتنفيذ أجندة إصلاح شاملة وأعلن الالتزام بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال عام بعد انتهاء الحرب، وبصياغة دستور مؤقت خلال ثلاثة أشهر لضمان الانتقال من السلطة إلى الدولة.
وأعرب الرئيس الفلسطيني عن استعداده للعمل مع جميع الشركاء، لتنفيذ خطة السلام التي أقرّت في مؤتمر نيويورك ضمن جدول زمني محدّد وبرقابة وضمانات دولية، داعياً الاحتلال للجلوس فوراً إلى طاولة المفاوضات لوقف شلال الدم، وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
وأغضبت الاعترافات الجديدة رئيس الوزراء الصهيوني الذي ذهب إلى التهديد بالردّ عليها بعد اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نيويورك.
وقالت صحافة الاحتلال أمس الثلاثاء، إن 80 بالمائة من دول العالم اعترفت بدولة فلسطين، مشيرة إلى أن رئيس وزراء الكيان لن يتسرع بالرد على هذه الخطوة التي أثارت استياء الصهاينة.

الاعترافــــات تُنعـش جهـود السـلام

وأنعشت الاعترافات التاريخية بدولة فلسطين من دول رئيسية عبر العالم الأمل بدفع جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط بعد زهاء ثمانية عقود من إخفاق الأمم المتحدة في إيجاد تسوية عادلة للنزاع الفلسطيني - الصهيوني، حتى وهي تحتفل بالذكرى السنوية الثمانين لتأسيسها في حضور العشرات من زعماء العالم والمسؤولين العالميين الكبار الذين تدفقوا إلى نيويورك للمشاركة في هذه المناسبة.
وحصدت الدولة الفلسطينية المأمولة اعترافات تاريخية، يوم الأحد، جاء أبرزها من بريطانيا التي ضلعت بدور مثير للجدل في نشأة الكيان الصهيوني قبل نحو ثمانين عاماً. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، في تحوّل كبير في السياسة الخارجية للمملكة المتحدة، وجاء ذلك بشكل متزامن تقريباً مع كندا وأستراليا اللتين اتخذتا القرار نفسه.
وتعكس الاعترافات العالمية الغضب العالمي من سلوك الكيان الصهيوني في حرب غزة، التي تجاوزت القضاء على حماس وتحولت بحسب خبراء الأمم المتحدة إلى عملية إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.

تحويـل المواقف إلـــى أفعال

 هذا، وقد دعت رئاسة المؤتمر الدولي لحل الدولتين المجتمع الدولي إلى تحويل مواقف المؤتمر إلى أفعال ملموسة، مطالبة الاحتلال الصهيوني بإعلان التزام واضح بوقف الاستيطان.
كما اعتبرت أن إعلان نيويورك يقدم بديلا مبدئيا وواقعيا لدائرة العنف، وشدّدت على ضرورة انتقال المجتمع الدولي من الأقوال إلى الأفعال عبر خطوات عملية وملموسة تقود إلى ضمان السلام والأمن لجميع شعوب الشرق الأوسط.
وفي السياق، دعت مصر إلى البناء على تطورات الاعترافات بدولة فلسطين، من خلال خطوات عملية، تتيح إعادة إطلاق عملية سلام حقيقية، بأفق زمني محدد، للوصول لحل عادل ومستدام، مشددة على رفضها تهجير الفلسطينيين.
وقالت على لسان رئيس الوزراء مصطفى مدبولي: “لا استقرار في الشرق الأوسط بدون حل عادل وشامل يُلبي الطموح المشروع للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة على خطوط الرابع من جوان 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأكد أن “حل الدولتين، ليس مجرد خيار سياسي، أو التزام أخلاقي فحسب، بل هو أيضاً ضرورة أمنية”.

انطـلاق اجتماعـات الجمعيــة العامة

 في الأثناء، بدأت أمس الثلاثاء الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بخطاب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن بين الذين تحدثوا أمس في الأمم المتحدة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو دا سيلفا والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
كما تحدث أمس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وأنالينا بيربوك رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويشارك في أعمال الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نحو 200 رئيس دولة وحكومة، ومئات الوزراء، وآلاف الدبلوماسيين، فضلاً عن أعداد كبيرة من الصحفيين وممثلي منظمات المجتمع المدني من شتى البلدان.