مرافعات بالأمم المتحدة لوقـــف فـوري لحـرب الإبــادة فـي غـــزة
دعا الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى إنشاء قوة عسكرية دولية قادرة على تحرير فلسطين، مطالبًا دول الجنوب العالمي بالتحرك في مواجهة الإبادة الجماعية في غزة.
قال بيترو: “نحن بحاجة إلى جيش قوي من الدول التي لا تقبل الإبادة الجماعية. ولذلك، أدعو دول العالم وشعوبها، قبل كل شيء، كجزء لا يتجزأ من الإنسانية، إلى توحيد السلاح والجيوش. يجب أن نحرر فلسطين”.
وأضاف الرئيس الكولومبي: “يجب أن نرفع راية الحرية أو الموت السوداء والحمراء التي رفعها بوليفار، دون أن ننسى الراية البيضاء، وهي لون السلام والأمل في الحياة على الأرض وفي قلب البشرية”.
تصريحات بيترو تزامنت مع موقف مماثل أطلقه الرئيس الأندونيسي برابوو سوبيانتو، الذي أعلن استعداد بلاده لتقديم 20 ألف عسكري ضمن قوة مسلحة يمكن نشرها في غزة.
بدوره، سلط الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الضوء على المأساة الإنسانية في قطاع غزة جراء حرب الإبادة الصهيونية المستمرة منذ نحو عامين، وأكد أنه “ليس هناك ما يبرر الإبادة الجماعية” في القطاع.وأوضح دا سيلفا في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء أن القوات الصهيونية تستخدم “قوة مفرطة” في غزة، وأنه “لا شيء يبرر الإبادة الجماعية الحالية” في القطاع.
وأضاف قائلا: “في غزة، دُفن آلاف النساء والأطفال، إلى جانب القانون الدولي وخرافة الاستثنائية الأخلاقية الغربية، تحت أطنان من الأنقاض”.وتابع: “يُستخدم التجويع كسلاح، ويمرّ التهجير القسري دون عقاب. يعارض اليهود الذين يعيشون داخل الكيان وخارجها هذا العقاب الجماعي”.
وأكد دا سيلفا أن الشعب الفلسطيني يواجه “خطر الفناء”، مشيرا إلى أن فلسطين قادرة على البقاء إذا اندمجت في المجتمع الدولي كدولة مستقلة.
في الاثناء، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الهجمات الصهيونية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، فاقمت العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على نحوٍ يهدد السلام الإقليمي والعالمي.
وأضاف أن تكثيف قوات الاحتلال هجماتها على غزة يُفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية أصلاً، مبيناً أن أعداداً لا تُحصى من المدنيين الفلسطينيين محرومين من الغذاء والماء والكهرباء والدواء.
وتابع: “لا تزال قرارات الأمم المتحدة تُتجاهل. ويُنتهك القانون الإنساني الدولي. ويسود الإفلات من العقاب، وتتضرر مصداقيتنا الجماعية”.
هذا، وتقاطعت مداخلات الدول العربية أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الدعوة لوقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة، كما تركّزت حول مطالبة مجلس الأمن بأن يترجم أقواله إلى أفعال عبر خطوات عملية لوقف العدوان فورا على غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين. من جانبه، قال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور: “الفلسطينيون ليسوا كائنات أدنى. نحن نستحق الحياة والحرية والكرامة. الفظائع التي ارتكبتها الاحتلال بحق شعبنا في غزة لا يمكن تبريرها بأي حال”.
وقال منصور: “لا إبادة جماعية، لا استيلاء، لا تهجير قسري، لا استعمار، لا ضم، لا احتلال. . أنقذوا غزة، أنقذوا فلسطين، أنقذوا السلام”.
وفي الجلسة، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن “ما تشهده غزة غير مسبوق في الوحشية والبربرية؛ لكن أهدافه صارت واضحة، وهي محو المجتمع الفلسطيني من الوجود، وتهجير السكان إلى خارج القطاع بعد جعل كل أرضه غير صالحة للحياة”.
وأضاف: “أقول بكل وضوح إن الرضوخ لهذه الخطة الوحشية والجنونية يفقد مجلس الامن كثيرًا من شرعيته، ويقوض دوره في حفظ السلم والأمن الدوليين، فما يجري في غزة لن يبقى في غزة”.