دعا الوزير الأول الصحراوي، بشرايا حمودي بيون، الى تجنيد كل الطاقات وبذل المزيد من الجهود للرفع من مستوى الخطاب الاعلامي ومواجهة الدعاية المغربية المعادية، وذلك خلال مراسيم تسلم المدير الجديد سيد أحمد أحمد محمود لمهامه على رأس مؤسسة التلفزيون الوطني.
أكد الوزير الأول على استعداد الحكومة الصحراوية لتقديم كافة وسائل الدعم لمؤسسة التلفزيون الوطني وسائر المديريات، من أجل إنجاح المهام الموكلة لها، ومواكبة مسيرة الكفاح الوطني، والمرافعة عن حقوق الشعب الصحراوي المشروعة في تقرير المصير واستكمال السيادة على كامل أراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
وتحمل وسائل الاعلام الصحراوية على عاتقها مسؤولية كبيرة بالنظر إلى حجم المعركة الإعلامية التي تخوضها لمواجهة حملات التضليل التي يقودها النظام المغربي لتشويه القضية الصحراوية، من خلال الترويج لمغالطات تاريخية وتزوير الحقائق على الساحة الدولية.
في مواجهة التضليل المغربي
ومعلوم أن الاحتلال المغربي، منذ اجتياحه غير الشرعي للإقليم، راهن على توظيف وسائل الإعلام الرسمية وذبابه الإلكتروني في بث خطاب دعائي يهدف إلى تبرير القمع وتلميع صورة نظامه الاستعماري أمام الرأي العام الدولي.
وتتهم العديد من المنظمات الحقوقية الدولية الاحتلال المغربي باستغلال ملف الصحراء الغربية في حملات ممنهجة لتزييف الواقع، سواء من خلال التعتيم على الانتهاكات، أو عبر تقديم رواية مزيفة تتنافى مع الوقائع القانونية والسياسية القائمة على الأرض.
كما كشفت الكثير من التقارير عن الأموال الطائلة التي يضخّها المغرب للوبيات داخل دوائر القرار في العواصم الغربية، مقابل صمتها عن انتهاكاته الشنيعة ضد الصحراويين ودعم أطروحته الاستعمارية التوسعية الباطلة.
وإذا كان الاحتلال المغربي يراهن على ترسانته الإعلامية وحملاته التضليلية في معركته الخاسرة بالإقليم المحتل، فإن الصحراويين يدركون تمام الإدراك بأن الطريق إلى استعادة أرضهم وحرّيتهم يمرّ حتما عبر مقاومة إعلامية قوّية. فالإعلام بالنسبة للصحراويين هو فعل مقاومة وعمل مباشر ضد الاستعمار، ومنارة تكسر ظلمات الرقابة والحصار والأكاذيب الممنهجة التي يسوقها المغرب لإبقاء الصحراء الغربية في حالة من النسيان والعزلة.
حرب المعلومة
ويؤمن جلّ الصحافيين الصحراويين بأن الصراع في الصحراء الغربية هو أيضا صراع على المعلومة، لأن من أبرز سمات القضية الصحراوية إقصاء صوت أهلها من الرواية الإعلامية السائدة، مبرزين المخاطر المحدقة بالإعلاميين الصحراويين الذين يشتغلون من داخل الأراضي المحتلة، حيث يمكن أن يؤدي العمل الصحفي الحر إلى السجن أو حتى إلى الموت.
و رغم الممارسات القمعية، نجح الاعلام الصحراوي في كسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال المغربي على الجزء المحتل من الصحراء الغربية، وهو ما يترجمه الحضور القوي للقضية الصحراوية في المشهد الإعلامي الدولي، حيث أصبحت أخبار الأراضي المحتلة، بما تشمله من معاناة يتعرّض لها الصحراويون تحت آلة القمع المغربية، تتصدّر الكثير من الصحف والقنوات خاصة في أوروبا.
هكذا إذن، ورغم قلة إمكانياته في مواجهة الترسانة الإعلامية المغربية الشرسة، نجح الإعلام المقاوم في الصحراء الغربية المحتلة في فك العزلة عن الإقليم ونقل معاناة الشعب الصحراوي، خاصة ما تعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ونهب الثروات الطبيعية.
ويبقى على عاتق الإعلاميين الصحراويين مسؤولية كبيرة لإنجاح المعركة الإعلامية التي لا تقلّ أهمّية عن المقاومة بالسّلاح.