إحدى محاور مكافحة الإرهاب في إفريقيا

نجامينا حلقة مهمة في إيجاد حلّ سياسي للأزمة الليبية واستقرار منطقة الساحل

أمين بلعمري

جمهورية التشاد وعاصمتها نجامينا، هو بلد إفريقي غير ساحلي يقع وسط القارة السمراء لديه حدود مشتركة مع ست دول إفريقية، إذ تحده من الشمال ليبيا ومن الشرق السودان وإلى جنوبه نجد جمهورية إفريقيا الوسطى وكل من الكاميرون ونيجيريا على حدوده الجنوبية الغربية ومن الغرب نجد دولة النيجر.
التشاد تحتل المرتبة الخامسة في ترتيب دول القارة الإفريقية من حيث المساحة، حيث تبلغ 1.284.000 متر مربع كما وصل التعداد السكاني لهذا البلد حسب التقديرات الديموغرافية لسنة 2010 حوالي 11.780.000 نسمة.
سياسيا نال هذا البلد استقلاله يوم 11 أوت 1960 ضمن موجة الاستقلال الوطني التي عرفتها القارة الإفريقية بداية الستينيات عن الاستعمار الفرنسي.
هذا، ويتولى إدريس ديبي رئاسة البلاد منذ الإطاحة بسلفه حسن هبري العام 1990 وتعيينه في منصب رئيس مجلس الدولة بدلا عنه في نفس السنة، قبل إعلانه رئيسا للجمهورية يوم 28 فيفري 1991 وهو يتولى هذا المنصب إلى اليوم وقد استطاع الرئيس ديبي منذ توليه السلطة تحويل بلاده إلى رقم مهم في مختلف الملفات الإفريقية في منطقة الساحل وخاصة ما تعلق منها بمكافحة التهديدات الإرهابية المحدقة بالقارة وكذا المساهمة في الجهود الإفريقية الرامية إلى استتباب الأمن والسّلم في القارة وتجلّى ذلك من خلال مساهمة انجامينا بإرسال وحدات عسكرية للعمل ضمن البعثات الإفريقية والأممية العاملة في مختلف الدول الإفريقية التي تشهد أزمات واضطرابات على غرار “المينيسما” في شمال مالي، حيث لعبت الوحدات التشادية دوار كبيرا في مكافحة الحركات الإرهابية العاملة شمال مالي إلى جانب قوات سيرفال الفرنسية، وذلك منذ بداية العملية العسكرية لهذه القوات.
وفي سياق هندسة السّلام في القارة الافريقية وإيجاد الحلول السياسية لمختلف أزمات القارة وخاصة الوضع الليبي الذي يمكن للجزائر والتشاد أن تلعبا فيه دورا رياديا من خلال إعادة الاستقرار إلى هذا البلد، وهو الهاجس المشترك الذي يقف وراء زيارة الدولة التي يجريها الرئيس التشادي إلى الجزائر في إطار تفعيل وتنسيق المساعي المشتركة بين البلدين اللذين تربطهما علاقة جوار بليبيا ويتقاسمان الرؤية نفسها فيما يخص حل الأزمة عبر القنوات السياسية، خاصة وأن الأوضاع في ليبيا شهدت الأيام الأخيرة تصعيدا غير مسبوق في وتيرة العنف جاءت مرفوقة بدعوات إلى تدخل عسكري أجنبي قد يزيد الوضع تعفّنا وتزداد معه بطبيعة الحال التداعيات السلبية على أمن كل من الجزائر والتشاد.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024