تفاؤل بإعـلان حكومة وحـدة وطنية

أعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا «برناردينو ليون» أن تقدما كبيرا تحقق في اليوم الثاني من الحوار الوطني الليبي الذي عقد بمدينة الصغيرات المغربية، وجدد تفاؤله بشأن مناقشة الترتيبات الأمنية لافتا إلى أن حكومة الوحدة الوطنية بحاجة للعمل في بيئة آمنة.
وأكد مندوبو مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام المتنافسين المشاركون في الحوار غير المباشر برعاية أممية ثقتهم في التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية نهاية الأسبوع المقبل، وقد يكون الإعلان على حكومة جديدة رغم وجود خلافات على الأسماء لكن يحتمل أن يكون هناك نوع من التوازن وذلك يوم الثلاثاء المقبل، حسب ما صرح به أحد ممثلي مجلس النواب المعترف به دوليا «شريف الوافي»، أما عضو المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته «مصطفى أبو شاقور» فقد عبر هو الآخر عن تفاؤله في إمكانية التوصل إلى اتفاق مكتوب بين الطرفين، مبينا أن المناقشات الجارية تتطرق إلى المسألة الأمنية ووقف إطلاق النار وتنظيم الجيش.
أما نائب رئيس المؤتمر العام ورئيس الوفد فقد انتقد طبيعة الحوار غير المباشر بالقول أن هذه الطريقة ليست ناجعة ويجب أن تجتمع الأطراف حول طاولة واحدة لدفع الأمور قدما، وعلى الرغم من جهود تسوية الأزمة تواصل تبادل الغارات الجوية بين قوات الطرفين كما تجددت هجمات مسلحي تنظيم الدولة الإرهابي على حقول النفط وسط الصحراء الليبية، حيث أدى هجوم المسلحين على حقل «الغاني» النفطي يوم الجمعة إلى مقتل 11 حارسا إضافة إلى اختطاف 9 عمال أجانب.
إن تواصل القتال بموازاة الحوار على السلطة والنفط والأرض في ليبيا يجعل الذي يسيطر على الأرض يملك أوراقا أقوى للتفاوض، كما أن دعم الشركاء الإقليميين لاسيما الوساطة الجزائرية بإمكانها أن تلعب دورا أساسيا وحاسما بخصوص الأزمة الليبية وهو نفس الموقف الذي تتبناه روسيا وايطاليا والداعي لضرورة إيجاد حل سلمي لها، والتاريخ يظهر أنه بدون روسيا يصبح التوصل إلى التوازن أكثر تعقيدا، ولاشك أن الشروط مواتية للتوصل إلى استقرار في ليبيا بدعم من المجتمع الدولي والشركاء الإقليميين.