طباعة هذه الصفحة

إسرائيل تواصل عدوانها على مقدسات المسلمين والمجتمع الدولي لا يحرّك ساكنا

الاحتــــلال يضـــرب النســــاء ويمنــــع وصولهــــن للأقصــــــى

في ظل أجواء من اللامبالاة الدولية الفاضحة، والصّمت الأممي الرهيب، يواصل الاحتلال الاسرائيلي عدوانه على مقدسات المسلمين التي لم تجد غير صدور الفلسطينيين العارية للدفاع عنها برغم ما يتعرضون له من تقتيل و عنف واعتقال.
فأمس أيضا، جدد المستوطنون اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك من /باب المغاربة/ وتولت قوة معززة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة العدو حمايتهم وحراستهم خلال جولاتهم الاستفزازية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن شرطة الاحتلال واصلت منع مجموعة من النساء والطالبات من الدخول إلى الأقصى فيما احتجزت بطاقات المصلين من الرجال على بوابات الأقصى إلى حين خروجهم من المسجد.
كما طاردت الشرطة، النساء الفلسطينيات لإبعادهن عن منطقة باب السلسلة، واعتدت عليهن لمنعهن من الوصول إلى المسجد الأقصى، بينما سمحت للمتطرفين اليهود باقتحام باحات الحرم القدسي الشريف من جهة باب المغاربة، واعتدت على مصور صحفي وأصابته بكسر في أنفه.
وبالإضافة إلى منع الفلسطينيين من دخول المسجد المبارك، اعتقلت شرطة الاحتلال 39 فلسطينيا في غضون اليومين الماضيين بزعم ضلوعهم في حوادث إلقاء حجارة وزجاجات حارقة ومشاركتهم في ما سمته الشغب، وشملت عملية الاعتقال 12 في الضفة الغربية و27 في القدس الشرقية المحتلة.
وتأتي هذه التطورات بينما أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن نشر آلاف من رجال الأمن في البلدة القديمة مع حلول عيد الغفران اليهودي (الكيبور) اليوم.
وقالت الشرطة «سيتم نشر آلاف من رجال الشرطة وحرس الحدود في القدس بدءا من صباح اليوم من أجل عيد الغفران ومن اجل عيد الاضحى الذي يستمر أربعة أيام.
ومن المتوقع أن يتوجه الاف من اليهود إلى البلدة القديمة في القدس إلى حائط المبكى من أجل يوم الغفران.
ويزعم اليهود أن حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الذي يقع أسفل باحة الأقصى هو آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو أقدس الزماكن لديهم.
وبالمناسبة منعت الشرطة الإسرائيلية حركة السير داخل البلدة القديمة من مساء أمس الاثنين ونصبت حواجز بالقرب منها.
ويبدأ اليهود الأسبوع المقبل عيد المظلات (سوكوت) الذي يستمر سبعة أيام ويعد من العطل التي تدفع عددا أكبر من اليهود إلى التوجه للحرم القدسي.
ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الأجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول إلى باحة الاقصى لممارسة شعائر دينية والإعلان أنهم ينوون بناء الهيكل مكانه.
ويخشى الفلسطينيون محاولة اسرائيل تغيير الوضع القائم في المسجد منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول المسجد الاقصى في اي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك إلا في أوقات محددة وبدون الصلاة فيه.

كتابات تحرّض على قتل العرب

من جهة أخرى، أعلنت الشرطة أنها عثرت على كتابات معادية للعرب باللغة العبرية بالقرب من نفق في كريات يعاريم، قرب القدس، حيث خطت كتابات «الموت للعرب» و»دفع الثمن».
وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة انتقامية يسمونها «دفع الثمن» تقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية وكذلك مهاجمة جنود في كل مرة تتخذ السلطات الإسرائيلية إجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان.
ومعلوم أن هذه المستجدات الخطيرة التي تنذر بتصعيد قد يلهب انتفاضة ثالثة، جاءت فيما توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بواقع أمني جديد في القدس يشمل تشديد العقوبة على ملقي الحجارة بالسجن لعدة سنوات، بحسب إذاعة جيش الاحتلال.
وقال نتنياهو في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية إنها ستوسع حيز عمل الشرطة في محاربة ما سمّاه «السلاح الفتاك»، في إشارة إلى الحجارة والزجاجات الحارقة.
يذكر أن الحكومة الإسرائيلية تعمل على إقرار قوانين أخرى، بينها فرضُ غراماتٍ مالية على أهالي رُماة الحجارة وإلزام القضاء الإسرائيلي بفرض عقوبات مشددة على من يُلقونها.
وسبق أن أشارت الإذاعة الإسرائيلية - الأحد- إلى أن شرطة الاحتلال ستطرح خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية مسودة مشروع قرار ينص على السماح لأفرادها بإطلاق الذخيرة الحية، خلال أحداث تتعرض فيها حياة الإسرائيليين للخطر، كإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة في القدس وباقي المناطق بحسب الإذاعة.