طباعة هذه الصفحة

الاحتلال الإسرائيلي يجر المنطقة إلى دوامة العنف

استشهاد صبي فلسطيني في بيت لحم وإصابة العشرات بجروح

يتواصل التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، دون مبالاة من المجموعة الدولية التي تنشغل على ما يبدو بالضربات العسكرية في سوريا، حيث سقط أمس شهيد في بيت لحم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، وذلك بعد استشهاد الشاب حذيفة أبو سليمان (19 عاما) متأثرا بجروح أصيب بها مساء الأحد خلال المواجهات في محافظة طولكرم شمالي الضفة الغربية.
قالت مصادر طبية فلسطينية إن صبيا يبلغ من العمر 14 عاما قتل برصاص الجيش الاسرائيلي بالقرب من مخيم عايدة شمال مدينة بيت لحم.
وأضافت المصادر الطبية في مستشفى بيت جالا أن الفتى يدعى عبد الرحمن عبيد الله (14 عاما) وهو أحد سكان مخيم بيت جالا وصل إلى المستشفى مصابا برصاص حي في القلب ولم تنجح محاولة إنقاذه.
ولم يصدر تعقيب من الجيش الاسرائيلي حول الحادث.
واستخدم الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي وقنابل الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين، في حين رشق الشبان الاحتلال بالحجارة والعبوات الفارغة، وذكر شهود عيان أن عشرات الفلسطينيين أصيبوا بحالات اختناق، وقد عولجوا ميدانيًا.

مواجهات متفرقة
وفي ساعة متأخرة من مساء الأحد وفجر أمس الاثنين، أصيب عشرات الفلسطينيين بجراح وحالات اختناق في مواجهات متفرقة مع الاحتلال بالضفة الغربية.
وتشهد الضفة الغربية توترًا مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين، لاسيما عقب مقتل مستوطن وزوجته شرق مدينة نابلس شمالي الضفة الأسبوع الماضي.
وفي مدينة القدس أصيب الأحد عشرات الفلسطينيين واعتقل العديد منهم في مواجهات مستمرة مع قوات الجيش الإسرائيلي في مناطق مختلفة من المدينة.
وقالت مصادر طبية في مستشفى الهلال الأحمر إن عدد الإصابات بلغ في مناطق مختلفة من مدينة القدس، نحو 43 إصابة جراء المواجهات مع جيش الاحتلال.
من جهته قال أحد حراس خزائن الأقصى إن قوات الاحتلال كسرت إحدى الخزائن الخاصة أثناء عمليات التفتيش دون أن تعثر على شيء.
وفي وقت سابق، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت على الموجودين في محيط المسجد الأقصى لتفريقهم والحيلولة دون دخوله، بينما واصل المتشددون اليهود اقتحام باحات المسجد تحت حراسة جنود الاحتلال.

إجراءات أمنية
يأتي ذلك بينما تواصل سلطات الاحتلال فرض إجراءات أمنية مشددة، حيث أعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان «عدة إجراءات أمنية لتعزيز الأمن في محيط القدس، منها نشر ثلاثمئة من حرس الحدود، بالإضافة إلى إرسال قوات خاصة من الشرطة إلى القدس لتنفيذ عمليات اعتقال».
وأضاف أنه «يحظر على من لا يحمل بطاقات هوية إسرائيلية دخول البلدة القديمة، كما تم تغيير أوامر إطلاق النار، مما يعني إتاحة إطلاق النار على مقدسيين في حال تشكيلهم خطرا على الإسرائيليين».


تكسير العزلة بالعنف
سياسيا، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بضرورة «توفير حماية دولية» للشعب الفلسطيني قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة، حسب قوله.
واتهمت الرئاسة الفلسطينية حكومة إسرائيل بأنها تحاول جر المنطقة إلى دوامة عنف، مشيرة إلى أنها تقوم بذلك «للخروج من المأزق السياسي والعزلة الدولية».
وقالت الرئاسة، في بيان هو أول رد فعل على تصاعد التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إن «الجانب الإسرائيلي هو صاحب المصلحة في جر الأمور نحو دائرة العنف للخروج من المأزق السياسي والعزلة الدولية».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن الأحد أن إسرائيل «تخوض معركة حتى الموت ضد الإرهاب الفلسطيني»، آمراً باتخاذ إجراءات شديدة بعد مقتل إسرائيليين اثنين في القدس.