طباعة هذه الصفحة

جمعة دامية بباريس

128 قتيل على الأقل وأكثر من 200 جريح في حصيلة أولية

س/ ناصر ـ الوكالات ـ

حداد وطني، واستنفار قصوى في كامل أرجاء فرنسا

شهدت العاصمة الفرنسية باريس مساء الجمعة عمليات ارهابية لم يسبق لها مثيل حيث تعرضت لعدة عمليات اطلاق نار بينما دوت انفجارات في محيط «ملعب فرنسا الدولي» شمال باريس والذي كان يشهد اجراء مقابلة رياضية بين فرنسا وألمانيا مما اسفر عن سقوط 128 قتيل وحوالي 200 جريح حالة 99 منهم خطيرة في حصيلة أولية بحسب مصدر من مكتب الإدعاء الفرنسي.
وقد بدت باريس صباح أمس في حالة صدمة، بعد ليلة دامية، في سلسلة هجمات تعرض لها مسرح ومطاعم في أماكن مختلفة من العاصمة الفرنسية، يعيش الناس حالة من الخوف، كون الهجمات غير مسبوقة من حيث عددها الذي بلغ ستا، ولا من حيث عدد المهاجمين الذين قتل ثمانية منهم، ولا من حيث عدد القتلى، ولا من حيث الترتيب ونوعية الوسائل، إذ استخدم المهاجمون لأول مرة الأحزمة الناسفة في باريس.
وربط شهود عيان ـ رغم أنهم تحت الصدمة ـ المهاجمين للأحداث بما يدور في سوريا، غير أنه لم يصدر أي إعلان رسمي يتعلق بالأمر.
وشهد مسرح باتاكلان سقوط أكبر عدد من الضحايا، حيث قالت مصادر أمنية إن 80 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم عند تدخل قوات الأمن لتحرير الرهائن المحتجزين في المسرح الذي كان به نحو 1500 شخص في بداية الحادث.
وجاء اقتحام قوات الأمن مسرح باتاكلان بعدما أطلق محتجزون فيه تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قالوا فيها إن المسلحين يواصلون عمليات قتل الرهائن، بينما أفادت أنباء بأنه سمع دوي خمسة انفجارات في محيط المسرح.
وكان هولاند قد أصدر بعد منتصف ليلة الجمعة بيانا جاء فيه أن ضباطا في طريقهم إلى تحرير من بقي محتجزا في المسرح إلاّ أنّ هجوم الشرطة كان صعبا للغاية وكانت الشرطة الفرنسية قد أعلنت أن ثلاثة من مهاجمي مسرح باتاكلان فجروا أنفسهم وقتلت هي الرابع، في حين قتل آخر إثر تفجيره نفسه قرب ملعب فرنسا الدولي شمال العاصمة.
وأوضح المدعي العام أن «التحقيق سيركز على تحديد ما الذي جرى في ستة مواقع: في ملعب فرنسا الدولي، وشارع شارون حيث سقط 18 قتيلا، وفي شارع فولتير حيث سقط قتيل واحد، وفي شارع ألبير حيث سقط 14 قتيلا، وفي شارع لافونتين أوروا حيث سقط خمسة قتلى»، فضلا عن مسرح باتاكلان.
من جهة أخرى أعلن المدعي العام في باريس أن التحقيق الذي فتح في هجمات باريس التي وقعت مساء الجمعة، يجب أن يحدد «هل هناك متواطئون أو مشاركون لا يزالون فارين؟».

طوارئ وحداد
 
وقد أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، إضافة إلى إغلاق كامل للحدود وبعض المناطق، وذلك في خطاب مقتضب ألقاه بعد التفجيرات، في حين أعلنت الخارجيةالفرنسية أن المطارات ستظل تعمل والرحلات الجوية تتواصل.
من جانبه، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي جاك ميارد في نشرة سابقة، إن مجلس الوزراء سيقر مرسوما يفرض من خلاله حالة الطوارئ في البلاد بما يمنح الشرطة صلاحيات واسعة، كما تتمكن بموجبه من القيام بعمليات دهم ليلية ومداهمة كل الأماكن التي تراها مشبوهة.
ودعت السلطات الفرنسية سكان العاصمة إلى عدم الخروج من بيوتهم، في حين تواصل أجهزة الأمن تحرياتها بشأن ملابسات تلك التطورات الأمنية المثيرة التي أعادت إلى الأذهان الهجمات التي شهدتها باريس يوم 11 يناير الماضي عندما استهدف مسلحون مقر مجلة شارلي إيبدو الساخرة.