طباعة هذه الصفحة

أعنف مواجهة منذ بدء الحرب بمالي

مصرع 65 إرهابيا و13 عسكريا تشاديا

فضيلة دفوس

يخطئ حتما من يعتقد بأن فرنسا حسمت الحرب في مالي بعد إعلانها تحرير الشمال من الإرهابيين الذين انسحبوا من المدن التي ظلوا يحتلونها منذ الربيع الماضي، فالمؤكد أن القوات الفرنسية لم تحسم سوى معركة بإرغامها الجماعات الإرهابية على الفرار إلى أقصى الشمال، أما الحرب الحقيقية فهي التي نراها قد بدأت منذ أيام من خلال تكثيف الإرهابيين لهجوماتهم وتفجيراتهم، ومن خلال المواجهات المسجلة بينهم وبين القوات الإفريقية.وفي هذا الإطار، سجلت أول أمس، معارك عنيفة بين إرهابيين وعناصر من الجيش التشادي في جبال «إيفوغاس» شمال مالي، أسفرت عن مقتل ١٣ عسكريا تشاديا و٦٥ من العناصر الإرهابية، لتكون هذه الحصيلة الأثقل منذ بدء العملية العسكرية الفرنسية لدحر المجموعات الإرهابية من شمال مالي.
وأوردت رئاسة الأركان التشادية، أن المعارك بين القوات التشادية والإرهابيين جرت الجمعة في منطقة  «إيفوغاس» الجبلية شمال مالي، وذلك بعد هجوم إنتحاري إستهدف الطوارق في مدينة «أنهاليل» قرب «تيساليت» قتل فيه ثلاثة أشخاص ومنفذا الاعتداء.
وتشكّل سلسلة جبال «إيفوغاس» بين «كيدال» و«تيساليت»، ملاذا لعدد كبير من الإرهابيين الذين تلاحقهم القوات الفرنسية منذ أسابيع وتحديدا منذ إعلانها تدخلا عسكريا في ١١ جانفي الماضي.
وكانت دولة تشاد التي تكبّدت لحدّ الآن أكبر الخسائر في الحرب المالية، نشرت الشهر الجاري ١٨٠٠ جندي في «كيدال» لضمان الأمن في هذه المدينة التي كانت آخر معاقل الإرهابيين، وأصبحت قوات نجامينا بذلك على خط المواجهة مع هذه الجماعات التي يظهر جليّا بأن إنسحابها كان تكتيكيا حتى تشرع في تنفيذ عملياتها واعتداءاتها بصفة مباغتة ومخادعة لتسجل ضربات موجعة في صفوف القوات الإفريقية التي إنتشر منها لحدّ الآن ٤٣٠٠ مقاتل فيما يرتقب إنتشار نحو ثمانية آلاف عسكري في إطار المهمة الدولية لدعم مالي، ولمؤازرة القوات الفرنسية.
وبالموازاة مع التصعيد الذي يشهده شمال مالي، أعلن مسؤولون أمريكيون، أن الولايات المتحدة فتحت في النيجر قاعدة جديدة لطائرات الإستطلاع من دون طيّار.
وبعد أن أعلن أوباما وجود ١٠٠ عسكري أمريكي في النيجر، فتحت واشنطن قاعدة جديدة لطائرات من دون طيّار بغية التجسّس على المجموعات الإرهابية، وتبادل المعلومات التي تجمعها مع القوات الإفريقية والفرنسية المتواجدة في شمال مالي، حتى تتمكن من دحرها والقضاء عليها.
ومن ناحية ثانية، وبخصوص العملية السياسية، أوردت المديرة العامة لليونيسكو «إيرينا بوكوفا» أن العمل العسكري ضدّ الإرهاب ليس وحده الحل في أزمة مالي. لهذا يستدعي دعمه بحوار سياسي مع مختلف الأطراف الفاعلة التي تنبذ العنف والتطرف. ومعلوم أن باماكو إلتزمت بإطلاق حوار سياسي مع سكان الشمال.