طباعة هذه الصفحة

قال أنها قدوة الفلسطينيين في كفاحهم

حسين: لو خيّرت أن أعيش خارج القدس لأخترت الجزائر

أمين بلعمري

دعا مفتي القدس والديار الفلسطينية سماحة الشيخ محمد حسين، القادة والمسؤولين العرب إلى تحمّل مسؤولياتهم اتجاه القدس لحمايتها من مسار التهويد الممنهج، الذي تمارسه دولة الكيان الصهيوني، مؤكدا أن هذه القضية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم ولكنها قضية كل العرب والمسلمين، الذين عليهم توحيد صفوفهم ونبذ الفرقة والاقتتال وقطع دابر الفتنة التي تعصف بالمنطقة العربية، معتبرا أن ما يحدث في هذه المنطقة حربا بالنيابة، هدفها تغييب الأمة عن قضاياها الجوهرية وإشغالها بأخرى هامشية.
  الشيخ محمد حسين ولدى تنشيطه لندوة إعلامية، أمس، بمقر السفارة الفلسطينية أمام تشكيل من الطبقة السياسية الجزائرية والأساتذة الجامعيين والمجتمع المدني، نوّه بالموقف الجزائري الثابت اتجاه القضية الفلسطينية، مبديا إعجابه بإجماع الشعب الجزائري فيما يتعلق بقضية فلسطين، قائلا أنه رغم اختلاف التوجهات السياسية والتيارات التي تتبعها، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بقضية القدس وفلسطين يتم وضع كل ذلك جانبا نصرة للقضية، ولم يخف مفتي القدس والديار الفلسطينية إحساسه بالراحة والاطمئنان وهو بالجزائر، وكأنه في القدس تماما، مؤكدا أنه لو خيرّ بين العيش في أي مكان آخر أو دولة أخرى ما عدا القدس لأختار الجزائر، لأنها - أضاف الشيخ حسين – قدوة وأسوة لكل الفلسطينيين في الكفاح و التحرر ضد المحتل.
أما فيما يخص المصالحة الوطنية الفلسطينية، اعتبر الشيخ أن الفلسطينيين شعب واحد موحد يجب أن يبقى عدوهم المشترك الكيان الصهيوني وليس شيئا آخر، داعيا الفصائل الفلسطينية إلى نبذ الفرقة والسير في طريق المصالحة الوطنية الفلسطينية، ولم يخف في هذا الصدد تعويله على الجزائر في لعب دور محوري في هذا الاتجاه.
يذكر أن الشيخ محمد سلامة مفتي القدس والديار الفلسطينية، يتواجد في الجزائر منذ أكثر من أسبوع، استقر خلالها  بالزاوية القاديرية بورڤلة وأم صلاة الجمعة في أحد جوامع هذه الولاية بحضور حشد كبير، توافدوا على الجامع لأداء الصلاة خلف هذا الإمام، الذي يمثل أحد الرموز التي لديها قدسية لدى الجزائريين وهو القدس الشريف.
من ناحيته، دعا سفير دولة فلسطين بالجزائر، الدكتور لؤي عيسى، خلال هذه الندوة كل الفصائل الفلسطينية إلى تفعيل المصالحة ونبذ الاختلاف، مؤكدا أن هذا الأخير يصب في خدمة العدو الصهيوني، معتبرا أن حركة حماس هي حركة مقاومة فلسطينية لها وزنها في الساحة، ولكن تبقى أولوية الشعب الفلسطيني الوحدة الوطنية والمصالحة، و ليس بناء ميناء أو مطار في غزة أو في غيرها، لأن مشكلة المنافذ والمعابر هي قضية كل الفلسطينيين، وبالمناسبة جدّد السفير الفلسطيني رفض الشعب الفلسطيني استغلال قضيته خدمة لأجندات إقليمية أو دولية.